فتحي احمد/ جرت انتخابات مجالس الطلبة في الجامعات الفلسطينية في جو ساده الهدوء النسبي الذي تخللته المناظرات السياسية الى حد ما بجانب البحث عن سبل النهوض بوضع الطلبة الاجتماعي لكن يبقى لوضعية الانتخابات رغم نقابيتها مقياسا لصبر اغوار الناخب الفلسطيني المؤطر والمستقل على حد سواء لهذا السبب ولاسباب اخرى ربما تبقى المصالة تراوح مكانها بعد اخفاق حماس وصعود فتح شاهدنا في الخليل ونابلس معقلي حركة حماس تراجع فوز حماس في الانتخابات الطلابية مقارنة باعوام سابقة كانت حماس تحصد اعلى الاصوات في الوقت الذي تقهقرت حركة فتح في جل مجالس الطلبة في الجامعات الفلسطينية بعد اوسلو وتبني حركة المقاومة الاسلامية خط المقاومة الذي بدوره خلق حالة عدم توازن بين الحركتين حيث رجحت كفة المقاومة على كفة السلام وذلك بعد سنوات من اتفاق مدريد واوسلو ودخول القوات الى غزة واريحا وما تبعها من استلام للمدن الفلسطينية الاخرى لم تدم تلك المرحلة طويلا حيث تازمت الاوضاع السياسية ولاح في الافق انتفاضة اخرى وثبتت الرؤية واعادت انتفاضة الاقصى كل من فتح وحماس الى خندق المواجهة مع الصهاينة ولتم الشمل واستشهد من الطرفين اعداد هائلة منهم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والشيخ احمد ياسين وغيرهم من قيادات الشعب الفلسطيني في تلك الفترة عاشت فلسطين شهر عسل على صعيد الرؤية والهدف الواحد لكن سرعان ما اختل التوازن لتعود غزة بعد الانتخابات التشريعية الثانية لحماس وتبقى فتح مسيطرة على الضفة لقد ارتدى الشارع الفلسطيني ثوب سياسي اخرى نال كل من الطرفين المتخاصمين نصيبهما من الارض والشعب في اقليمين منفصلين بفعل الاحتلال اليوم اعيدت الكره مرة اخرى لفتح في زمن التردي الفلسطيني والصراع من اجل الوجود بين كبرى الحركات على الساحة الفلسطينية منذ ميلاد اتفاق السلام وبلغ الصراع ذروته بعد انقلاب حماس في غزة قبل ثماني سنوات وبات الطرفان يتنافسان على تحقيق مكاسب سياسية اكثر حينها تركت حماس نهج المقاومة لتعود الى خندق المناورة السياسية القريب الى النمط التفاوضي باسلوب اشبه ما يكون الى الاستحياء وجعلت من الشارع الضفاوي مكانا للاختبار الحقيقي لمدها الجماهيري وعطلت انتخابات مجالس الطلبة في جل الجامعات في غزة أي ان عملية المراهنة على عمق حماس اختصر مؤقتا في الضفة لتستطيع بعد ذلك ان تحكم على النتائج وخصوصا بعد مهرجان انطلاقة فتح والمد الجماهيري لاحياء الانطلاقة الذي حرمت منه فتح لاكثر من ست سنوات خلاصة القول انه وفي خضم ما شهدته غزة قبل خمسة شهور وفوز شبيبة فتح في انتخابات مجالس الطلبة تبقى حماس في حيص بيص علما ان المصالحة مرهونة باجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في هذا المقال اكاد اجزم ان تالق شبيبة فتح في الانتخابات يشكل عائق امام تقدم عجلة المصالحة ويزيد من حدة التوتر بين الجانبين في الوقت الذي تقول فيه حماس ان ثمة تدخلات خارجية اثرت على نتائج الانتخابات فهل يشفع لملف المصالحة بعد كل هذا تدخل مصر وقطر وتركيا مجددا ؟ المنطق السياسي يفرض حضوره في اروقة حماس في الداخل والخارج لتبقى الحركة هي سيدة الموقف ومتمسكة بقطاع غزة من اجل الاتصال مع العالم الخارجي اما الضفة الغربية في عيون حماس في غيبوبة مؤقتة حتى تاتي الفرصة المناسبة لكي تظفر بها من خلال صناديق الاقتراع اذن حماس لا تعول على انتخابات الطلبة كثيرا لكنها ارادت من خوضها معركة مجالس الطلبة فحص مدى فوزها في الانتخابات الرئاسية والتشريعية في حال ان كانت جاهزة بمعنى اخر ليطمئن قلبها . ابواب العالم مفتوحة لحماس باستناء أمريكيا والمجموعة الاوروبية فهذا يحتاج الى وقت حتى تأتي الحركة اكلها وتعترف بشروط الرباعية وقتها يبدأ العالم بتغير نظرته عن حركة حماس وقادتها وتتمهد الطريق امام حماس للضفة الغربية وقتئذ تدخل الحركة المعركة الانتخابية بكل ثقة وهي تعلم ان الكفة اضحت لصالحها .