كيف نحول الكولسترول “السيئ” إلى كولسترول “جيد”

دكتور سعيد سلام / نتحدث اليوم عن الكولسترول “السيئ” والكولسترول “الجيد”.

الكولسترول مادة ضرورية جداً للجسم, حيث يشارك في تكوين العديد من الهرمونات بما فيها الجنسية, و يشارك في تصنيع المادة الصفراوية, وهي بدورها ضرورية من أجل عملية الهضم الطبيعية وطرح المواد السامة من الجسم.

وعلى الرغم من حاجة جسم الإنسان لكمية محددة من الكولسترول فإن ارتفاعه يعتبر خطيراً, حيث يتسبب بظهور مرض خطير هو تصلب الشرايين.

هناك عدة أنواع من الكولسترول لكن غالباً ما يتم الحديث عن نوعين منهم:

1- الكولسترول الجيد (الحميد): وهو الكولسترول العالي الكثافة, ويرمز له بـ HDL-C.

2- الكولسترول السيئ (الخبيث): وهو الكولسترول المنخفض الكثافة, و يرمز له بـ LDL-C.

عادةً لا توجد مشاكل بسبب نقص الكولسترول, حيث إن الجسم يقوم بتصنيعه ويتم تناوله مع الطعام. ولكن المشكلة الأساسية هي في ارتفاع قيم الكولسترول في الدم.

حين يكون في الجسم الكثير من الكولسترول السيء فيمكن أن يترسب في جدران الأوعية الدموية. وهذه الترسبات يمكن أن تؤدي إلى تضيق الشرايين و في النهاية إلى انغلاقها (انظر الرسم), مما يؤدي إلى نقص التروية القلبية واحتشاء العضلة القلبية, وأيضاً إلى نقص التروية الدماغية و إلى الجلطة الدماغية (الفالج).

تصلب الشرايين – الخطوة الأولى نحو الجلطة الدماغية واحتشاء العضلة القلبية

إن تناول الأطعمة الغنية بالكولسترول يساهم في تسريع عملية تصلب الشرايين..

متى تكون قيم الكولسترول مرتفعة

اعتمادا على العديد من الأبحاث تم تحديد القيم المرغوبة للكولسترول والتوجهات العامة من أجل العلاج, يجب ان تكون قيم الكولسترول في الدم اقل من 200 ملغ\دل.

كما يجب معرفة القيمة المطلوبة للكولسترول منخفض الكثافة في الدم (الكولسترول السيئ).

* يجب أن يكون أقل من 158 مغ\دل, في حال عدم وجود نقص تروية و وجود أقل من عاملين خطورة لمرض نقص التروية؛

* يجب أن يكون أقل من 130 مغ\دل, في حال عدم وجود نقص تروية و يوجد عاملين خطورة أو أكثر؛

* يجب أن يكون أقل من 100 مغ\دل, في حال وجود نقص تروية قلبية أو دماغية.

بالإضافة إلى انه يجب أن تكون  قيم الكولسترول الجيد (عالي الكثافة) أعلى من 45 مغ\دل في جميع الحالات.

هناك طريقان من أجل السيطرة على قيم الكولسترول في الدم:

الطريق الأول : تناول الأطعمة التي تحتوي على دهون حيوانية مرة أو مرتان فقط أسبوعيا..

الكثير من الكولسترول يتواجد في:

• اللحوم المدهنة

• لحوم بعض الطيور : الإوز – البط.

• الأعضاء الداخلة (قلب- كلاوي- مخ – كبد الخ..) وجلد الطيور.

• صفار البيض: ويمكن تناول بيضتان اسبوعياً بدون خطورة.

• بعض أنواع منتجات الحليب: لبنة, جبنه (خصوصا الصفراء و جبنه الدهن), زبدة, السمن الحيواني و النباتي, بوظة, كريمة.

الكمية الواجب تناولها يومياً من الكولسترول يجب أن لا تزيد عن 250 ملغ.

جميع المواد التي تحوي كميات عالية من الدهون يمكن استبدالها بأطعمة قليلة الدهون:

لحم العجل (الهبرة), فيليه الدجاج وباقي الطيور, جبنه قليلة الدسم, الحليب الخالي من الدسم, الأرانب.

يمكن أيضاً استبدال اللحم بالسمك, إن تخصيص يومين في الإسبوع لتناول السمك يخفض خطورة الإصابة بتصلب الشرايين 50%.

الطريق الثاني:

يجب أن لاننسى الأطعمة التي تطرح الكولسترول من الجسم. خصوصاً التي تحوي الألياف ومادة البيكتين.

الأمر بسيط جداً: الكولسترول الذي يشارك في تكوين المادة الصفراوية لا يخرج من الجسم. الأحماض الصفراوية يتم امتصاصها في الأمعاء ويتم تكوين الكولسترول مرة أخرى منها.

الألياف تعمل كما الإسفنج حيث تقوم بامتصاص المادة الصفراوية وتطرحها من الجسم, وهذه الألياف متوفرة بكثرة في الفواكه و الخضار وخصوصاً في التفاح و البرتقال و الجزر والسبانخ و الملفوف و غيرها..

أيضاً مادة البيكتين تتواجد بكثرة في التفاح و البرتقال.

هذه المواد أيضاً تشارك في التخلص من الكولسترول “السيئ”:

• الأطعمة التي تحوي فيتامين ب6: تتواجد بكثرة في الأسماك بجميع أنواعها.

• الأطعمة التي تحوي أملاح البوتاسيوم: تتواجد بكثرة في البطاطا المشوية, البصل الأخضر, البقدونس, التين المجفف, المشمش الطازج و المجفف, الموز, الخوخ.

و في حال فشل الحمية الغذائية يجب تناول الأدوية الخافضة للكولسترول.

التعاون مع الطبيب يساهم في تفادي الأخطار الجسيمة لارتفاع الكولسترول في الدم

د. سعيد سلام

دكتوراه في أمراض القلب .