%D9%81%D8%A7%D9%8A%D8%B2 أوكرانيا

كم عظيم أنت يا شعبي

د.فايز عمرو / لا شك أن المتابع للشأن الفلسطيني، ومن سمع بتمعن خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس وجده بليغا مطالبا فايزبإستحقاقات وحقوق الشعب الفلسطيني، واصفا ممارسات الاسرائليين تجاه قضيتنا وشعبنا كمن يضرب ضحيته بالسياط دون توقف وبلا رحمة على مرأى ومسمع الجميع. وهنا أريد أن أنوه لأمر كنت قد سمعته على لسان مسؤولين خلال لقاء جرى في العاصمة كييف وهو ان السلطة الوطنية قد إنتهت، ما لم يذكره السيد الرئيس في خطابه حتى أثناء عودته إلى رام الله أمام الجمهور الذي استقبله.

وما شهدته الارض المحتلة من تطورات متسارعة وعالية الوتيرة، بدأت بإعتداءات مستمرة منذ أعوام وصلت ذروتها بإقتحام المسجد الاقصى واعتقالات وتنكيل هنا وهناك، وإرهاب يهودي منظم وبغطاء وحماية الحكومة الاسرائيلية سواء داخل أسوار القدس أو خارجها من قبل المستوطنين وجيش وشرطة الإحتلال.

أما ما يدور الان وما تشهده الضفة، ومواجهات واحاديث عن اندلاع انتفاضة ثالثة فهو غير صحيح، فالانتفاضة تتعلق بقرار شعبي وليس رسمي او فصائلي، وفي اللحظة التي ستجوب شوارع الضفة مسيرات حاشدة حينها يمكننا القول أنها انتفاضة ثالثة، كما لايوجد أيضا ما يشير بوضوح ان ما يجري لن يتطور في اية لحظة الى اندلاعها،

 ومن الواضح ان نتنياهو يدفع الأمور باتجاه انتفاضة ثالثة باستفزاز مشاعر الفلسطينيين، وترك ” الحبل عالجرار ” للارهاب اليومي الذي يمارسه المستوطنين داخل القدس وفي مدن الضفة وقراها.

لكن تطورات الموقف تشير الى انه في حال اندلاع انتفاضة ثالثة، فإنها لن تأخذ شكل الانتفاضة الأولى أو الثانية، بل ستبدأ بحرب شوارع ضد المستوطنين في الضفة سواء بعمليات نوعية او غير ذلك.

واذا كان خيار الشعب إنتفاضة ثالثة، فهنا يجب التأكيد على ضرورة توحيد الصف على المستويين الفصائلي (فتح بشكل خاص) والوطني بشكل عام، وبلورة موقف وخطة وبرنامج وطني موحد يحدد طبيعة الاهداف والشعارا ت واليات العمل النضالي، وذلك لعدم تدهور الامور او استغلال ما يجري من قبل جهات مرتبطة باجندات لا وطنية او انحراف البوصلة سواء بقصد او بغير قصد وهذا يتطلب تشكيل هيئة او قيادة وطنية موحدة، تحدد الخطوط العريضة وتتصدر المشهد والا ستكون الابواب مفتوحة على مصراعيها، والاحتمالات كلها واردة.

أما بخصوص الاجراءات التي ممكن ان تتخذها دولة الاحتلال للسيطرة على زمام الامور، هي فرض قيود على دخول الفلسطينيين إلى البلدة القديمة في مدينة القدس ، وإغلاق جميع أبواب المسجد الأقصى وحظر دخول المسلمين إليه، اومنع من هم دون سن الخمسين او الستين عاما من الصلاة في المسجد. وبخصوص مدن الضفة فإن هذه الإجراءات ستزيد من تدهور الاحداث، و ستكون مقدمة إنتفاضة فلسطينية ثالثة.

وعلى عكس ما يرمى له فإن ترتيب أوراقنا في حال اندلعت انتفاضة من شأنه القضاء على المستقبل السياسي لنتنياهو وقادة اخرين كما انهت مستقبل ايهود باراك .

أعتقد ان هناك فرصة للحفاظ على حياة الانسان لدى الطرفين وذلك بتحقيق سلام عادل وشامل يكفل حقوق شعبنا، ما سيجلب الامن والرخاء للشعبين، فإن أمنهم لن يكون على حساب الفلسطينيين.

وعلى الجميع ان يعلم ان ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية دون كذب او مراوغة اوتهرب من الاستحقاقات، هي كلمة السر في معادلة الامن والاستقرار في المنطقة وفي العالم.

شاهد أيضاً

قمة

قمة البريكس في قازان إعلانات ووعود تنتهك دائما

أحمد عبد اللطيف / قمة البريكس في قازان، روسيا (22-24 أكتوبر 2024)، هي محاولة أخرى …