كتب محمد العروقي..الأزمة الأوكرانية وجاراتها ..و الثوب الأمريكي
14 أغسطس, 2017
أخبار أوكرانيا, الأخبار, مقالات
كتب محمد العروقي / لعل أحداثا كثيرة في مناطق مختلفة من العالم تأخذ حيزا إعلاميا واسعا في التغطية الإخبارية ، لكن وسائل الإعلام تتجاهل بطريقة مقصودة أوغير مقصودة مناطق لا تقل سخونة مثل مايحدث في أوكرانيا وبعض مناطق دول الإتحاد السوفياتي السابق .
عند بداية الازمة الأوكرانية اهتمت تلك الوسائل بمايحدث في الميدان بالعاصمة كييف ،ثم ماحدث من ضم روسيا لجزيرة القرم نهاية بالحركة الإنفصالية في منطقتي دونيتسك ولوجانسك .
ولعل المساعي السياسية شبه المجمدة لم تحقق النجاح المطلوب في حل الأزمة حتى أصبحت تلك الازمة خبرا عابرا في وسائل الاعلام.
منذ توقيع اتفاق ” مينسك2″ بين مجموعة النورماندي ” فرنسا،روسيا، ألمانيا، أوكرانيا” كان واضحا أنه لادور للولايات المتحدة في ذلك الإتفاق ،وهذا بخلاف رغبة القيادة الأوكرانية و التي تدور في الفلك الأمريكي بدرجة 100%، آملة في دعم أمريكي عسكري و إقتصادي ، فكان لابد للولايات المتحدة أن تجد لها مكانا في الخارطة السياسية المستقبلية لأوكرانيا.
الولايات المتحدة في الآونة الاخيرة كللت جهودها بنجاح بتعين مبعوث دائم للسلام لها في أوكرانيا،و الذي تحاول من خلاله الإلتفاف على اتفاقيات مينسك وتقود المواجهة السياسية أمام روسيا ، وهذا في نفس الوقت قد يزعج أوروبا و خاصة ألمانيا ، و التي تبحث عن حلول خلاقة لحل الأزمة سياسيا بعيدا عن الاسلوب الأمريكي و الذي يتناغم مع رغبة القيادة الأوكرانية في التصعيد و التجييش ضد روسيا ، كما علينا أن نذكر بأنه كما تتضررت روسيا من العقوبات الإقتصادية تضررت اوروبا وخاصة المانيا الشريك الإقتصادي الأول لروسيا و اكبر مستورد للغاز الروسي.
تعين المبعوث الأمريكي تزامن و فرض مزيد من العقوبات على روسيا رافقه إمتعاض أوروبي من تلك الخطوة ،كما أن تعيين المبعوث الأمريكي رافقه زيارة نائب الرئيس الأمريكي لاحدى البقاع الساخنة في فضاء الاتحاد السوفياتي السابق (جورجيا) و التي تمر تلك الايام ذكرى مرور 9 سنوات على الحرب الجورجية الروسية و التي كانت نتائجها انفصال اوسيتيا الجنوبية و اعتراف روسيا بها كدولة ناهيك عن انفصال ابخازيا سابقا ، تلك الزيارة لنائب الرئيس الامريكي صاحبها تصريحات قوية له بمواصلة دعم جورجيا ، الزيارة لم ترق لبوتين و التي رد عليها بزيارة ابخازيا و التي اثارت انتقادا اوربيا و استنكارا من الناتو .
التوتر لم يتوقف عند جورجيا و أوكرانيا وحسب بل إمتد الى ملدافيا و التي لها رئيس موال لروسيا و حكومة موالية للغرب ، واخبار عن نية ضم روسيا أقليم ترانسنيستريا المتمرد منذ العام 1991 نهائيا ،واذا كانت روسيا تبحث عن ممر بري للتواصل مع هذا الإقليم فلابد لها أن تقتضم بعض أراضي محافظة أوديسا الأوكرانية و هذا سيشعل حربا بين أوكرانيا و روسيا في منطقة جديدة من البلاد ، كل ذلك بالتوازي عن قواعد عسكرية ملدوفية يتم بنائها باشراف أمريكي ورضاء حكومي ومعارضة و غضب من الرئيس الملدوفي.
كل تلك محاور وبوئرات ساخنة قد تشعل فتيل ازمة حرب جديدة بالمنطقة ، ناهيك عن العداء التاريخي بين دول البلطيق و بولندا مع روسيا.
لعل ارتماء تلك الدول في الحضن الأمريكي أدى حافزا قويا للولايات المتحدة لمقارعة روسيا في عقر دارها ، والتي جنت منه مكاسب عسكرية تعود على إقتصادها بالفائدة، ناهيك على الضغط الامريكي على روسيا في ملفات اخرى بالشرق الاوسط ومناطق اخرى قد تخضع للمساومة عند أي مفاوضات
ولكن يبقى التسائل هل كل هذه التطورات ستقود بالنهاية لحل سلمي بين روسيا و الولايات المتحدة يشبع طموحات الطرفين ام أن حربا جديدة على الابواب.
رئيس تحرير موقع أوكرانيا اليوم.