%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3 أوكرانيا

كتب فارس مصبح ..قراءه مابين سطور مؤتمر نوتردام (مؤتمر فلسطيني اوروبا).

لاشك ان هذا التحرك الذي تداعت اليه مجموعه من الشخصيات والمؤسسات الفلسطينيه في الخارج لعقد المؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج (مؤتمر إسطنبول) ،وكذلك هذا التداعي لعقد ما يسمى بمؤتمر فلسطيني اوروبا في نوتردام يعكس حالة التدهور  والاخفاف المريعه الذي وصلت اليه الحركه الوطنيه الفلسطينيه في تحديد اولوياتها من جهه ويحمل في طياته نوايا وتطلعات قائمه على قراءه سياسيه مغلوطه تحاول استباق الاحداث لفرض اجندات فئويه خاصه على الوضع الفسطيني من جهه ثانيه،وذلك بالنظر للقائمين على هذا الحراك( منظمة  الاخوان المسلمين العالميه وحماس جناحها الضارب في فلسطين وحلفاءها في المنطقة)، ولا يمكن قراءة ذلك بعيدا عن ما يشاع عن تحولات ورأى سياسيه وحلول جديده يجري الاعداد لها كبديل عن حل الدولتين .

 والحديث عن دوله في غزه موسعة الحدود وكذلك تلك التحولات المتوقع الاعلان عنها من قبل حماس فيما يتعلق بالاعتراف بحل الدولتين دون الاعتراف باسرائيل ،، وعلى الرغم من نفي قيادات حماس السياسيه انها تسعى من وراء ذلك لايجاد بديل عن منظمة التحرير الا ان ما يحمله هذا المؤتمر من شعارات يفضح تلك النواياالخبيثه للقائمين عليه ويأكد صحة الاعتقاد بان ما تسعى حماس اليه لا يعدو عن كونه محاوله يائسه لايجاد جسم موازي او بديل عن منظمة التحرير الفلسطينية واستثمارا لحالة الانقسام السياسي وتوهان  المشروع الوطني الفلسطيني ،، فقد حمل هذا المؤتمر فيما حمله من شعارات ( العمل على استثمار حصيلة خمسة عشر عاما من العمل الشعبي والمؤسساتي على الساحه الاوروبيه تجاه الجاليات الفلسطينية)،،،. ان محاولة القفز الى الامام، واللعب على  وتر الشتات الفلسطيني ما هي الا محاوله لذر الرماد في العيون وتهربا من استحقاقات واولويات وطنيه ملحه تتطلب التركيز على توحيد الجهد الفلسطيني باتجاه تفعيل المصالحه واعادة بناء منظمة التحرير على اسس وطنيه جامعه وعلى قاعدة المشاركه الفاعله لكل القوى السياسية والتخلي عن المصالح الفئويه والمتاجره بمعانات شعبنا الفلسطيني على حساب اجندات سياسيه تسعى لتعمييم والاستفاده من حالة الانقسام الداخلي ،والاستفاده من المأزق الراهن الذي تشهده الساحه السياسيه الفلسطينية والمتمثل في فشل المفاوضات الثنائيه في التوصل الى تسويه سياسيه منسجمه مع الحدود الدنيا للبرنامج السياسي ل منظمة التحرير الفلسطينية،وفشل القياده السياسيه وقوى العمل الوطني الفاعله  في بلورة استراتيجه تتبنى المقاومه الشعبيه كفعل شمولي يشرك جميع مقومات الشعب الفلسطيني،ولاشك انه مازق مركب،فالحركه السياسيه الفلسطينية تفتقد الى قياده موحده وتفتقر ايضا الى مؤسسات وطنيه موحده وفاعله وتستند الى اسس ديموقراطيه    وتقتصر على اعتماد  استراتيجيات اثبت عقمها ومحدودبة تاثيرها.   ان  محاولة استهلاك طاقات الشتات الفلسطيني في مؤتمرات شعبيه تحمل لونا سياسيا واحدا لايمكن لها ان تؤسس لفعل يؤدي الى اختراع منظمة تحرير جديده تقوم على المصالحه الوطنيه وعلى استراتيجيه موحده محورها الرئيس حق تقرير المصير والعوده وقادره على التفاعل مع مايجري على الساحه السياسيه العربيه والعالميه من حروب وصراعات ومشاريع سياسيه قائمه على تقسيم المنطقة وتجاعل حل الصراع العربي الإسرائيلي على اساس حل الدولتين…كان الاجدى بهذه المؤتمرات والقائمين عليها ان توحد الجهود في اطار جسم قيادي جامع يعمل على اشراك اوسع للقوى السياسية والاجتماعية في فلسطين المحتله وخارجها في حوار حول اوسع السبل واسرعها لاعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير على اسس وطنيه و تمثيليه جامعه من اجل صياغة استراتيجية تفسح المجال لجميع اشكال النضال المشركه لفئات الشعب الفلسطيني ، استرايجيه لا تختزل الشعب الفلسطيني الى من هو مقيم في غزه او الضفه او في الشتات ولا التاريخ الفلسطيني الذي لم يبدأ في العام 67،بمعنى اشراك قوى وفعاليات شعبنا الفلسطيني في الداخل المحتل باعتباره ضحية للنكبه واحتلال فلسطين . فعلى الرغم مما تعانيه منظمة التحرير من غياب متعمد لمؤسساتها وتراجع دورها الريادي لصالح ابراز مؤسسات السلطه فلا يمكن تجاهل ما لعبتة المنظمه من ادورا مهمه لصالح القضيه الفلسطينيه منذ الاعلان عن تاسيسها عام 64 وحتى ما قبل اوسلو ،فقد ظلت على مدى السنوات الطوال رقما مهما في منظومة الاحزاب والجماعات والمنظمات الفلسطينيه الهادفه الى التحرير والساعيه الى تحقيق حلم العوده وتقرير المصير،، نعم لقد ولد اتفاق اوسلو تحولا جذريا في تكوين الحقل السياسي الفلسطيني عبر تحويل القرار السياسي من منظمة التحرير الى السلطه الامر الذي ترتب عليه تهميش دور  فالسطيني الشتات واقصاء اهلنا في الداخل عن القرار الوطني هذا التحول الذي جرد الحقل الفلسطيني من مؤسسته الوطنيه الجامعه وجعله عرضه للتدخلات الخارجيه في شؤونه الداخليه التفصيليه من قضايا الامن الى الاقتصاد الى المواقف السياسيه الى الشؤون الاجتماعيه وغيرها ،فعلى الرغم من هذا وذاك علينا ادراك انه ليس بمقدور احد كان التفرد بقيادة الحركه الوطنيه الفلسطينيه او الاستحواذ على تسيير مؤسسات منظمة التحرير او السيطره على مؤسساتها بعد الان ،والا لعدنا الى المربع الاول. مانحن فعلا بحاجه اليه هو اجراء مراجعات نقديه لحال منظمة التحرير والحركه الوطنيه الفلسطينيه بشكل عام  والاتفاق على عدد من الاسس والمحددات توصي بالاعتماد عليها في تمكين اعدة بناء وتفعيل مؤسسات منظمة التحرير ككيان وطني جامع وممثل لكل مكونات الشعب الفلسطيني داخل وخارج فلسطين التاريخيه وليس امارة غزه وحسب، نحن بحاجه اولا وقبل كل شي الى التوصل لما يمكن تسميته بالتسويه التاريخيه او ميثاق وطني جديد  قائم على اعتماد مبدا الشراكه السياسيه في تقرير الشان الوطني وكناظم للعلاقه بين كل القوى السياسيه والوطنيه وهذا الامر ليس بالصعب او المستحيل وبامكان تذليل كل العقبات التي تحول دون تحقيقه اذا صدقت النوايا..وا اخذنا بعين الاعتبار حقيقة ان شعبنا لا زال في مرحلة التحرر الوطني وان مهمته الاساسيه والرئيسه تتمثل في مقاومة الاحتلال وسياساته الاستيطانيه  القائمه على نهب الارض وتفريغها من سكانها الاصليين اصحاب الحق المطلق في السياده  عليها جنبا الى جنب ،،نعم نحن بحاجه اولا الى تسويه داخليه تمكننا من التوافق على ادارة وتنظيم العلاقه بين القوى السياسيه والتشارك في صياغة استراتيجيات المواجهه مع الاحتلال واشكال وطرق اتخاذ القرارات بكل ما يخص الشأن الوطني الفلسطيني ،نحن بحاجه بناء كل مؤسساتنا الوطنيه على اسس ديموقراطيه ووطنيه تمثل كل تجمعات شعبنا وتشكيلاته الاجتماعيه والثقافيه واطره الشبابيه من شباب ونساء وعمال ومثقفين ورجال اعمال ..نحن بحاجه لاعادة بناء لاهدم ،نحن بحاجة لان نتوافق لا ان ننتناحر وننقل صراعاتنا وخلافاتنا للخارج والشتات ..نحن بحاجه لاعاده تفعيل منظمة التحرير وليس لاختراع وتفصيل منظمه جديدة بمقاييس حزبيه وفئويه ضيقه…هذا ما نحتاجه من مؤتمراتكم وتجمعاتكم الشعبويه .

شاهد أيضاً

قمة

قمة البريكس في قازان إعلانات ووعود تنتهك دائما

أحمد عبد اللطيف / قمة البريكس في قازان، روسيا (22-24 أكتوبر 2024)، هي محاولة أخرى …