كتب فارس مصبح ..على هامش دعوة منظمة “بيغيدا” للتظاهر ضد المهاجرين المسلمين.
13 أبريل, 2017
مقالات, الأخبار
لا تزال التفجيرات الارهابيه التي تعرضت لها بعض الدول الاوروبيه في الايام الاخيره، تلقي بظلالها على علاقة الغرب بالمسلمين والمهاجرين من اصول عربيه بصفه خاصه،ومع تزايد خطر المنظمات والتيارات والجماعات الارهابيه وتكثيف حضورها الاجرامي في العديد من دول العالم ومنها البلدان العربيه والاسلاميه تبقى الروايه الرسميه في الاعلام الغربي سيدة الموقف،هذه الروايه السطحيه للاحداث التي تكتفي بنسب سلسله الهجمات المنظمه والمركزه التي ضربت وتضرب اوروبا في السنوات الاخيره الى المسلمين عموما ويتناسون في الوقت ذاته ان هؤلاء المتاسلمون ( داعش واخواتها) الذين ينطقون بالسنة اجهزة الاستخبارات العالميه،ليسوا عنصريون في القتل والارهاب)!!!انهم يقتلوننا في كل مكان ومأخرا في مصر باسلحتكم ويقتلونكم باسم ديننا!!! لكن الذين يحرضون ضد المسلمين في اوروبا يفعلون ذلك الان، من منطق عنصري بحت،متجاهلين حقيقه ان ضحايا هذة الجماعات المتطرفه في عالمنا العربي والاسلامي يفوقون ضحاياهم عشرات الاف المرات،نحن الذين يموت منا احدى واربعون انسان كل يوم في سوريا بمعدل خمسة عشر الف سنويا ومثلم في العراق ،وقريبا ما يقار ب الخمسين من الابرياء العزل في طنطا والاسكندريه من المسلمين والمسيحيين، وكلهم يقتلون باسم الاسلام، ونحن المسلمون في اوروبا والغرب باسره نقتل مرتين، نقتل بارهاب اسلحتهم ،وارهاب الكلمه على لسان اليمين المتطرف في اوروبا بكل تشكيلاته المؤسسسيه والاعلاميه على وجهه الخصوص.فمن يا ترى هو الضحيه،،،؟؟ نحن المسلمون شركاؤكم في الدم ولسنا معتدون!!! ، نحن المسلمون عموما ضحايا ولسنا مجرمون!)نحن المسلمون في اوروبا مواطنون لهم حقوق المواطنه كامله مثل الاخرون والتعرض لهم من اليمين او اليسار او الوسط يصب في مصلحة المتطرفين انفسهم!!! ويؤدي غايتهم ويشبع رغباتهم، فنحن مطالبون وبحسب شريعتهم الضلاليه ان نبادلكم الكراهيه والحقد ،ونحن في الوقت ذاته مطالبون منكم بالاعتذار لكم بالنيابه عن عدونا المشترك،عدونا وعدوكم واحد هو الحقد والكراهيه وثقافة الانتقام ،ومثلما يطالبنا الاعلام الاوروبي بحسن الانضباط وابداء حسن النوايا واثبات اننا مواطنون صالحون فاننا نطالب الاعلام الاوروبي وبعض مليشياته بالحكمه والتعقل والتوقف اولا عن مساندة التحريض على ثقافة عشرات الآلاف الملايين من المسلمين بالتعرض لهم بالتحريض والتوقف عن سياسة ارهاب ابناء الجاليات الاسلاميه واثارة القلق بينهم والتعامل معهم كمجرمين محتملين .واذا كان لابد من الاعتذار فليعتذر السياسيون والجنرالات من كلا طرفي الارهاب عما صنعته اياديهم وسياسات ادارات شركاتهم العالميه التي تثرى وتتضخم ملياراتها في صفقات تمويل الحروب والنزاعات بتجارة الدمار واعادة الاعمار،اما الاسلام والمسلمين شانهم العدل والمساواة والحقوق والواجبات كجزء من عقيدتهم وثقافتهم اما مايجري من قتل وتقتيل فهذا من اعمال الحروب القذره لا شان لنا به كشعوب، وليس من العدل بمكان ان يكون الهلوكوست وحرمته اعز من ديانه يدين بها اكثر من مليار مسلم حول العالم. ،، هذه رسالتنا وردنا على تلك الدعوات التي يروج لها اليمين المتطرف في اوروبا ممثله بمنظمة بيغيدا للتظاهر يوم 22/من هذا الشهر ضد المهاجرين المسلمون الى اوروبا مطالبه حكوماتها بضرورة استشعار الخطر الذي يمثله الاسلام على المجتمع الاوروبي ومطالبة برلماناتها بسن قوانين متشدده حول الهجره القادمه من دول العالم الاسلامي ،هذه الدعوات التي وصلت الى حد المطالبه بطرد المهاجرين وتنظيف البلاد منهم على حد تعبير تشكيلاتها من تيارات معاديه للاسلام والاجانب بشكل عام وجماعات الفوضويين ومثيري الشعب ،، واننا في الوقت نفسه نتوجه بالدعوه الصادقه لليسار الاوروبي ممثلا بالاحزاب السياسيه ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية لمد جسور التعاون والتنسيق لمواجهة خطر الجماعات والتيارات الارهابيه من كلا الطرفين،بالضغط على الحكومات والبرلمانات الاوروبيه بسن القوانين التي تجرم الدعوه للكراهيه والانتقام والاقصاء على اسس عرقيه ودينيه وتفعيلها ،لان استمرار دعوات الكراهيه وتعاظمها من شانه ان يصيب السلم الاهلي والمجتمعي في مقتل .هذا السلم المجتمعي الذي قامت عليه نهضة وتقدم اوروبا في القرن العشرين بعد سلسله من الثورات التي اطاحت بالتطرف والاستبداد في ورسخت مبادئ الديموقراطية والقائمه على المساواه واحترام حقوق الافراد والجماعات .نحن واياكم ايضا مطالبون بالضغط على حكوماتنا الاوروبيه بوقف دعم ومساندة كل الانظمه والحكومات الديكتاتوريه ،التي شجعت ولا زالت التيارات الدينيه المتطرفه وارضعتها من قوت الناس ومن اموال دافعي الضرائب في اوروبا والعالم الغربي،لتقوم بدورها بتخدير العامه وتضليلهم وصرف انظارهم عن فشل برامج التنميه والتطور في بلدانهم. فالفكر الارهابي للاحزاب والجماعات الاصوليه المتشدده يسير بشكل موازي مع الفكر القمعي للانظمه الديكتاتورية ،فهو الذي استحدث هذه الاحزاب التي تخرج قادتها وعنصارها من اكاديميات اجهزة مخابرات نظمها الديكتاتورية .كل ذالك كان ولازال بمباركه ودعم من اغلب الحكومات الاوربية،،،نحن شركاء في الدم ولسنا معتدون،عدونا وعدوكم واحد هو الدعوه للكراهيه والقتل وثقافة الانتقام….