%D9%81%D8%A7%D8%B1 أوكرانيا

كتب فارس مصبح..إنتباهات ومحاذير..على هامش هبة الاقصى الشريف.

إنتباهات ومحاذير..على هامش هبة الاقصى الشريف…

 الأستاذ فارس مصبح

 ما نحن بصدده ليس مقالا يكتب ؛ولا بيانات خطابه تمجد؛ ،مااود لفت الانتباه اليه ،هو اننا في سياق معركه متكاملة الابعاد، تكاد تكون مفصليه،لا تتوقف نتائجها لا على حق تاريخي ولا على قيم العالم الحر في انصاف المظلوم، وردع المعتدي، فالغرب ومعهم الاسرائليون يعرفون ان هذا المكان بكليته، وابعاده الانسانيه والتاريخيه والدينيه ؛هو اسلامي وعربي ،وفلسطيني ،والا كيف سيقرء ويدرس التاريخ المتعلق بحروبهم الدينيه، والصليبيه على مدار مئات السنين..من كانوا يحاربون؟،ولماذا سيرت الجيوش وقرعت طبول الحرب ؟ولماذا قتل منهم من قتل؟ واسر من اسر ؟.ووقع معاهدات الاستسلام والاذعان ، ورغم ذلك احتفظ في حقه في العباده، والصلاه في الكنس ،والكنائس؛ ودور العباده..ليس هذا مانخشاه ونخافه في سياق معركة الدفاع عن الاقصى الشريف!!…ان الامر يتوقف على طبيعة ادارتنا للمعركه ؛ومواجهتها؛ سياسيا واعلاميا ؛ودبلوماسيا ؛والاهم ادارتها على الارض..فمابين المشاعر الجياشه وهذا الاستبسال في الدفاع والحمايه وردع العدوان، تدير اسرائيل المعركه وتحاول ان توججها باتجاهات ذات ابعاد ومحاذير خطيره..انها محاذير الدفع باتجاه المواجهه العسكريه المباشره في غزه ..ان دخول المنطقه والمحيط الاقليمي في تحالفات جديده ،هدفها ما يسمى محاربة الارهاب ،تفهمه اسرائيل جيدا وتحاول بكل الطرق لادراج مقاومة الفلسطينيين في اطاره؛ وتوسيع دائرة مفاهيمه ليصل الى الحد الذي عبر عنه الرئيس الفرنسي الجديد ،وبضغط من جماعات اللوبي الصهيوني، التي تتحكم بمفاتيح عديده ..حين قال ان معاداة الصهيونيه لا يختلف عن معاداة الساميه…فالفلسطينيون في نظر الولايات المتحده ارهابيون ،سواء كان ذلك معلنا ام لا..وبالتالي تنظر الدول الحليفه للولايات المتحده الينا بنفس النظره ،وهذا مايصعب ويشدد الحصار على غزه بالدرجة الاولى ،وما يشجع اسرائيل على استباحة الارض الفلسطينيه والمقدسات الاسلاميه والمسيحيه تحت مسمى مكافحة الارهاب .ولا احد يعرف اى اين ستتجه الاحداث الداميه التي يسقط فيها الشهيد تلو الاخر!!…..هل ستتوسع رقعة الاحتجاجات في الضفه وتتجاوز تدابير اجهزة عباس الامنيه ؟هل ستتحرك المقاومه في غزه وكيف ؟وهل سيتحرك  العالم الاسلامي والعربي ليقول كلمته ؟وهل ستتراجع اسرائيل عن اجراءاتها الاخيره ام هي ماضبه فيها؟   هي اسئله تحتاج الى الاستعداد لكل الاحتمالات والخيارات وبناء استراتيجيه فلسطينية جديدة تتجاوز الخلافات الداخلية وتركز على إستعادة الوحدة الوطنية وتدويل الصراع ومحاسبة

ومواجهة المحتل لاسيما ان خيارات الانفجار وسيناريوهاته باتت هي الأرجح، في ظل وجود هبة انتفاضة قائمة أصلا، منذ أكثر من عامين دفاعا عن القدس والأقصى الشريف؛ وإحتمال دخول غزة على خط المواجهة العسكرية المباشرة هذا الخيار الذي قد نندفع باتجاه اذا بقيت الساحه خاليه من اي اداره حقيقيه للمعركه ..قد تدفعنا اليه خيارات عباس وطموحاته!!..او خيارات اسرائيل التي تسعى لصرف الانتباه عن جريمة احتلال المسجد الاقصى من جديد، وفرض السياده الاسرائيله عليه  ..غزه التي لا تحتمل اية مواجهه داميه تعرقل مااتت عليه تفاهمات القاهره من اختراق سياسي ووطني واعادة الروح الكفاحيه لشعبنا وقضيته وما انتفاضة الاقصى الشريف ببعيده عن ذلك..غزه تحتاج لسنوات من الهدوء والتقاط الانفاس لاعادة ما دمره الاحتلال، اولا واخيرا خلال ثلاثة حروب وحصار دام ولازال لاكثر من عشرة سنوات عجاف…مع كل التفهم لكل الخطابات الحماسيه للناطقين والمتحدثين عن غزه ودورها..وهم بذلك على حق .فالرهان على غزه له مايبرره من تاريخ كفاحي وطني بامتياز لعبه القطاع حتى استحق شرف حماية المشروع الوطني التحرري..وهذا ماكان يشير اليه القائد الخالد فينا ابوعمار حين اعتبرها عاصمة المقاومه وخط دفاعها الاول…فغزه قادمه والضفه على الطريق ولكن دعوا غزه تبلسم جراحها اولا…دعونا نرأف بحال اهلنا ونحس بهم،ونقف معهم والى جانبهم ونخفف عنهم ونواسيهم ، وهم الذين وعبر التاريخ وقفوا مع المقاومه وقدموا الكثير من اجلها وضحوا بالماء وااكهرباء والراتب كوسيله عيش وحق من ابسط الحقوق لتبقى راية المقاومه ورفض التنازلات ومشاريع التصفيه والانفصال مرفوعه تدافع عنها غزه لوحدها..وغزه تعدكم انها على موعد مع الضفه والقدس ؛وفلسطين’ وان تفاهماتها الوطنيه بامتياز واختراقاتها السياسيه القادمه هي التحام غزه في الضفه والقدس ومد الجسور الحقيقيه بين وحدة جغرافيا الوطن ..وغزه لن تنتظر ان يدمر الاقصى او تستباح حرماته ؛  وهنا اذكر ما قاله لي صديق من الضفه ،لو حوصرت الضفه او القدس كما استبيحت غزه جوعا وفقرا وبطاله لبنى الغزيون الانفاق لنصرة الضفه فكيف الامر والمسجد  الاقصى الشريف يستباح ويهان!! وغزه باصلاحيها وكل قواها الحيه الوطنيون الاحرار بامتياز وتفاهماتهم وتحالفاتهم الاقليميه الجديده هي من ستقود قاطرة الانجازات والاستثمارات السياسيه والدبلوماسيه وهي من تحشد للقاءات العرب بقمتهم القادمه والعالم اجمع بالدعوه لعقد جلسه طارئه لمجلسها برعاية دبلوماسيه وجهد حقيقي من القياده المصريه وشركاءها العرب…اذن هذا ما تحتاجه غزه الان…تجاوز الانقسام البذيئ ..والاستعداد لمعركة البناء  ..غزه صمدت على مدى اكثر من عشرة سنوات  ..تجاوزت ثلاثة حروب واكبر كارثة انسانيه ،حصلت على مسمع ومرءا العالم اجمع وهي في طريقها لتجاوز فساد الاداره وتفردها وسوء ادائها وارتجالية المقاومه وخياراتها ووسائل تناغمها وابداعاتها التي لا خيار لنا نقدمه عليها… اما ما تحتاجه فلسطين ،عموما  بشكل عاجل وكضروره وطنيه وكفاحيه؛ تفرضها ظروف المرحله وتحديات الواقع؛ وباختصار شديد..الدعوه الى عقد اطار وطني جامع وبدون اية حسابات اخرى ؛وبلا تردد؛ توضع عالى طاولة حواره مجموعة التساؤلات التاليه: ماهي الخيارات المتاحه امامنا لمواجهة هذا التصعيد الاسرائيلي المحموم وماهي استراتيجيات مواجهتها داخليا وعربيا ودوليا…..؟ الامر الاخر..هل يمكن لسلطه تأمرت على شعبها ،وجرمت مقاومته، وتنازلت عن مقدساته، وشيطنة ومنعت مسيراته، وتظاهراته، واتهمتها بالشبهه، واستعدت لمواجهتها ،قادره على ان تستثمر هذا الحراك وتوجيهه باتجاه جهد كفاحي حقيقي يرقى لمستوى محاسبة الاحتلال امام المحاكم والهيئات الدوليه والتشويش على خطابه العنصري؛ ومخططاته الاجراميه اتجاه ابناء شعبنا الفلسطيني في القدس؛ وجموع المدنييين ،والمصلين الامنين، المرابطين على بوابات المسجد الاقصى الشريف.؟..والاقرار بطبيعة المعركه واهدافها من حيث هي معركة للدفاع وصد الهجوم في سياق معركة التحرير الكبرى التي تحتاج منا الكثير من الصبر والصمود والتحدي ومراكمة الابداعات الكفاحيه :باعتبارنا في خضم معركة التحرير الوطني طويلة الامد…..ام ان علينا التسليم بفشل سلطة الوهم في ادارة العمليه السياسيه برمتها والبحث عن سبل اخرى تستدعي تشكيل جسم وطني عاجل وباي مسمى يقود المرحله كفاحيا وسياسيا ودبلوماسيا ويؤسس لما هو قادم ؟…وكفى    المحور الاخر يتعلق بادارة معركتنا الاعلاميه مع الاحتلال وتعدياته وجرائمه تجاة المقدسسات الاسلاميه والمسيحيه في القدس (الارض الفلسطينيه المحتله)كما يصنفها ويقر بها العالم اجمع باستثناء اسرائيل وبعض حلفاءها..   الحقيقه الساطعه ان الاسرائيليون هم من يعتدون على المسجد الاقصى ،وهم من يقتحمونه ليلا نهار وبصورة دائمه،وتجتاحه يوميا جموع غلاتهم ومتطرفيهم ،وقطاعات كبيره من المستوطنين والقوميون المتشددون . هم من يدخلون دور العباده في اتون الصراع ويدخلون جنودهم باسلحتهم ومعداتهم العسكريه؛الى المسجد الاقصى الشريف دون احترام لقدسية المكان او لقيمه وقوانينه…حوادث الاعتداء على الاقصى اكثر من ان تعد وتحصى!!ا فهو ايضا اعتداء عاى قيمه انسانيه وحضاريه تملكها البشريه باديانها ومعتقداتها وقيمها الحضاريه والانسانيه وهو تزوير للتاريخ واستدعاء لحرب دينيه….وانا اعي ما اقول ان في العالم الحر الكثير ممن يستطيعون ان يقدموا الكثير ايمانا وتاثرا بهكذا خطاب.. الاعتداءات على هذا المكان المقدس هو عقيدة اكثر من مليار انسان عاى هذه الارض..واكثر منهم ممن يؤمنون بالدفاع عنه بقيمه الاخرى،(وهذا ليس تجنيا على حق المسلمين بل هو تعظيما لقيمة المكان.)..لم يعد الامر امر اعتداءات بل تحمل صفة الجريمه الممتده عبر الزمان وهي لم تبدأ منذ الاحتلال الاسرائيلي عام 67 بل سبقتها جرائم ليس اولها محاولة السيطره على حائط البراق عام1929 وتحويله الى ما يسمى بحائط المبكى؛(تزويرا للتاريخ) ومحاولة حرق المسجد المرواني، ومنبر صلاح الدين، عام 69، والاعتداء على الصخره المشرفه وقبتها الذهبيه،واقتحام المئات من جيش الاحتلال للمسجد عام 90، واطلاق النار على رواده وقتل العديد منهم،واجتياح شارون للمسجد الاقصى عام 2000 والمحاولات التي لا تنتهي لجماعة امناء الجبل لهدم المسجد الشريف وحفرهم للانفاق اسفله وتنقيبهم تحت جدرانه؛ وتزويرهم لحقائقه بدسهم لاثار زائفه؛ وكاذبه وشواهد مصطنعه؛ بحثا عن هيكلهم المزعوم؛ مما يعرض اساساته للانهيار والاندثار.كلها جرائم وتعديات لا يحملها خطابنا الاعلامي للاسف الا نثرا اوشعرا..ولا جهدا دبلوماسيا يبني على اعتراف العالم بمؤسساته الدوليه بتلك الحقائق الانفه عبر مجموعة القرارات السابقه لليونسكو ومنظمات عديده اخرى..فيما مقابل خطاب رسمي عاجز ومتردد في احسن احوالة.

شاهد أيضاً

قمة

قمة البريكس في قازان إعلانات ووعود تنتهك دائما

أحمد عبد اللطيف / قمة البريكس في قازان، روسيا (22-24 أكتوبر 2024)، هي محاولة أخرى …