%D8%B3%D9%85%D9%8A%D8%AD أوكرانيا

كتب سميح خلف:ضربات كيري وانتصارات الرئيس..!!

كنا ننظر بأسى  لهولاء الذين روجوا وسوقوا في وسائل الاعلام وهم ليسوا بعيدين عن السلطة وفريقها ، بان الولايات المتحدة الامريكية وبرئيسها اوباما ووزير خارجيتها كيري سيوجهان ضرة ثانية لاسرائيل ونتنياهو في مؤتمر %d8%b3%d9%85%d9%8a%d8%adباريس بعد امتناع امريكا عن التصويت على القرار 2334في مجلس الامن والذي ادان الاستيطان هؤلاء الذين يصنعون  من مرارة السلوك الامريكي وقرارته تجاه الفلسطينيون عسلا  ومتوهمين ان امريكا قد تغير من مواقفها نتيجة الفتور وعدم الاستلطاف المتبادل بين اوباما ونتنياهو  متجاهلين المنظور الاستراتيجي لامريكا في علاقاتها مع الشرق اوسط وبالتحديد اسرائيل  التي تعتبرها جزء من امنها القومي  الذي لاتغيره مواقف هذا الرئيس او ذاك او تلك الابتسامة  او ذاك التجهم  والذي ان حدث فهو خلاف ثانوي الهدف منه الحرص على دولة اسرائيل ويهوديتها كما اوضح كيري في خطابه ما قبل الرحيل .

 قبل ايام قلائل من انعقاد مؤتمر باريس صرح كيري قائلا : لزاما علي ان احضر المؤتمر حرصا منا لكي لا يتخذ المؤتمر اي قرارات تضر بامن اسرائيل ووجودها .

قبل البدء في اعمال المؤتمر يبادر كيري يوم الاحد بالاتصال بمكتب نتنياهو ليطمئنه بان الولايات المتحدة  لن تسمح بتمرير اي قرار في مخرجات المؤتمر ولن تسمح  بترحيل اي من قراراته لمجلس الامن ،أتي المؤتمر بعد مؤتمر وزاري برعاية فرنسا وعدد من الدول، عقد بالعاصمة الفرنسية في 3 يونيو/حزيران الماضي، حول عملية السلام، وبعد أسابيع من تبني مجلس الأمن نهاية العام الماضي، القرار (2334) الذى يدين عمليات الاستيطان الإسرائيلية وخطاب وزير الخارجية الأمريكى جون كيري، في نهاية العام الماضي أيضا، الذي رسم طريقا لمواجهة تعثر السلام وسط ترحيب عربي حذر.

وتوقفت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، نهاية أبريل/نيسان 2014، دون تحقيق أية نتائج تذكر، بعد 9 شهور من المباحثات برعاية أمريكية وأوروبية؛ بسبب رفض إسرائيل وقف الاستيطان، وقبول حدود 1967 كأساس للمفاوضات، والإفراج عن معتقلين فلسطينيين قدماء في سجونها.

اعتبر الرئيس الفلسطيني عباس ان معركة ادانة الاستيطان في مجلس الامن نصرا دبلوماسيا وسياسيا بل ارتقى الى  النصر الوطني الذي حققته سياساته ونهجه موضحا اثناء كلمته في ما يسمى المؤتمر السابع  بان المعركة القادمة هي في مؤتمر باريس للسلام  الذي سيضع نهاية للصراع  باقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67م  ومن خلال جدول زمني ومرجعية دولية هكذا كان حلم السيد عباس  ولا ادري هل عباس فعلا باحلامه الوردية يجهل الترابط الاستراتيجي بين الدول الغربية وامريكا ويجهل  حرص امريكا والغرب دائما على سلامة اسرائيل وهذا الحرص بالتاكيد  وبمقداره هو ضد الفلسطينيين وطموحاتهم الوطنية …!!! ام يقصد السيد عباس وفريقه  ان يستهلك الزمن  كالعادة بوهم الانتصارات وما سيأتي .

12 سنة من حكم الرئيس لكل المؤسسات الفلسطينية التشريعية والتنفيذية  وهو سيلعب بالزمن وبمقولة المفاوضات والحلم بتحقيق الانتصارات واذ بنا نواجه دكتاتور ومتصلب ومستبد داخليا ومستهلك للوقت خارجيا وبشكل قاتل  لبرنامج الوطني والطموح الوطني ففي عهده  وكما قال زعماء وقادة الاحتلال انهم  حققوا حلمهم في يهودا والسامرى ، وحققوا مقولتهم سياسيا بالمطالبة بيهودية الدولة ، واصبحت اسرائيل طرفا لاعبا مع دول الاقليم في مواجهة الارهاب ، واخر انتصاراته عملية مشتركة بين الامن الفلسطيني والقوات الاسرائيلية لاعتقال خلية مسلحة في الضفة ، وفي عهده تفككت الحركة الوطنية واضعفت حركة فتح  وتجذر الانقسام بما يهدد وحدة ما تبقى من ارض الوطن  وفتح الباب على مصراعيه لسيناريوهات دولة في غزة وحكما ذاتيا في الضفة والسيطرة على المنطقة Cكل هذا وينقلنا السيد عباس من معركة بانوارامية الى اخرى ونصر محتمل قادم

 صدر البيان الختامي لمؤتمر باريس بعد ان تراجعت باريس وهولاند وقللت من مخرجات المؤتمر واعماله من مؤتمر دولي ملزم مرجعياته دولية والامم المتحدة الى حفلة تبادل الابتسامات  والتعارف والخطبب والجمل السياسية المكررة بان الحياة “” مفاوضات “” وهو كتاب صائب عريقات ونظريته العبقرية والتي تممتها المقاومة “” الذكية “”.

مؤتمر باريس الذي ركز على المفاوضات الثنائية  وما يتم الاتفاق علية بين الطرفين بقخصوص القدس والمستوطنات ، وان ذكر قرار الادانه للمستوطنات ولكن تلك الادانه تنفيها عبارة “” ما يتفق او يتوصل له الطرفين “”

كيري هداياه القاتلة للشعب الفلسطيني  والتي اكدت  كلمته في داخل المؤتمر كلمته التي القاها اثناء المؤتمر حرصه على السلام من خلال المفاوضات المباشرة  واكد خطته للسلام  الذي اعلنها سابقا  وهي ثلاث ورقات لاسرائيل بالوجود والامن واليهودية مقابل ورقه واحدة تدين الاستيطان وهو ليس قرار ملزم ….

الغريب ان فريق عباس اشاد بمخرجات المؤتمر وهو في حالة دراسة لاستغلال مخرجاته ….. لا ادري اي مخرجات هذه نتجت عن المؤتمر غير العودة للمفاوض1ات المباشرة  وبدون مرجعيات وجدول زمني كما كان يقال سابقا عن مخرجات للمؤتمر ولا فرنسا ان لم تعترف اسرائيل بالمخرجات بالانسحاب وتفكيك الاستيطان ستعترف فرنسا بالدولة الفلسطينية والذي تم نفيه لاحقا من وزير خارجية فرنسا .

اعتقد عمليا ونظريا ان الفلسطينيين في مأزق فعندما سؤل كيري عن نقل السفارة الامريكية للقدس   لم يدين او ينفي بل قال “” محل استهجان دولي ..!!””

اعتقد ايضا على السيد عباس وفريقة ان يستعد لمواجهة كل الاحتمالات  على الصعيد الداخلي اولا وترتيب البيت الفتحاوي من جديد والحركة الوطنية ومؤسساتها التنفيذية والتشريعية وانهاء الانقسام بشكل فوري  ووضع برنامج تعبوي وطني للشعب الفلسطيني  هذا اولا وثانيا الاعلان عن قيام الدولة تعزيزا للقرار لسنة 2012م  وسحب الاعتراف باسرائيل وووقف عاجل للتنسيق الامني .

قلت سابقا ان محددات السياسة الامريكية لا ترتبط برئيس بل امريكا دولة مؤسسات وسياساتها ملزمة لجميع الرؤساء والادارات وان كانت تتعلق بالرؤيا الاستراتيجية الامريكية للعالم والشرق الاوسط واسرائيل احد اهم بنودها  ولذلك خطة كيري بيهودية الدولة قد تكون حلا قصريا يفرض على الفلسطينيين من ادارة  ترامب الجديدة ولنتبين  ان ترامب قد عين صهره الصهيوني اليهودي كوشنير مبعوثا للسلام .

 لاوقت للململة او الحسابات الضيقة  فحفلة باريس انتهت بدون جدوى تذكر  وهي التي كانت اخر امل للسيد عباس وفريقه .. والان  عليه ان  يرتب البيت الفلسطيني  من جديد  وان يترك الخيارات للجنة وطنية  موسعة تضع التصورات العاجلة والمرحلية والاستراتيجية للشعب الفلسطيني .

 

شاهد أيضاً

قمة

قمة البريكس في قازان إعلانات ووعود تنتهك دائما

أحمد عبد اللطيف / قمة البريكس في قازان، روسيا (22-24 أكتوبر 2024)، هي محاولة أخرى …