%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D9%88%D9%82%D9%8A أوكرانيا

كتب رئيس التحرير .. أوكرانيا و الكورونا..تحديات المصير المجهول

محمد العروقي / قد يحسب للقيادة الأوكرانية أنها بدأت مبكرا بإتخاذ خطوات عملية لمواجهة “فيروس كورونا” ،فور الإعلان عن بعض الإصابات بالفيروس بين صفوف المواطنين ، على عكس بعض الدول الأوروبية مثل إيطاليا و التي إستفاقت على مصيبة عظيمة دون خطوات مسبقة للحيلولة دون وقوع هذا الكم الكبير من المصابين و الوفيات .

و بالحقيقة يمكن القول أن إنتقال مركز الفيروس لأوروبا بعد الصين ، نتيجة تهاون المجتمع الدولي بصفة عامة و أوروبا بصفة خاصة بالتعامل مع هذا الحدث و كأن الأمر يعني “الصين ” وحدها.

لكن الدولة الأوكرانية بدأت ببعض الخطوات الإحترازية لمواجهة ذلك “الفيروس” الخطير و قد ينتهي الأمر بإعلان حالة الطوارئ بالبلاد و ما يترتب عليه من خطوات على المواطنين إتباعها من اجل سلامتهم ، و لكن هل لأوكرانيا تلك الإمكانيات مثل الصين أو بعض الدول الأوروبية لمواجهة هذا الفيروس؟

البنية التحتية الصحية و النظام الصحي:

أوكرانيا هي إحدى دول الإتحاد السوفياتي و ماورثته بعد إنهيار الإتحاد هو بنية صحية متهالكة معظمها لا يصلح للإستخدام الآدمي ، بل أن بعض المشافي توفر للمريض فقط “أسرة قديمة” مع فراش و بطاطين بالية ، و على المريض شراء مايلزمه من أدوية من الصيدليات الخاصة المقابلة للمشافي ، كما أنه من المؤسف القول أنه بعد إستقلال أوكرانيا ، لم تنتبه الحكومات و السلطات المتعاقبة للنظام الصحي في البلاد رغم الوعودات المتكررة من تالمسؤولين بل كان الفساد و التسيب سيد الموقف مثل قطاعات اخرى و جميعنا يذكر القطاع العسكري في بداية المعارك ضد الإنفصاليين في شرق أوكرانيا و المعاناة التي عاشتها البلاد حتى تم تحديث ذلك القطاع.

لكن الفساد و الإهمال كان سيد الموقف في القطاع الصحي و لم يكن ذلك صدفة بل عن تعمد ، فهناك من إحتكر سوق الأدوية و إستيرادها من الخارج ، و إغلاق الأسواق المحلية ، و هناك من فتح المشافي الخاصة و كل ذلك كان في دائرة “البزنس” الذي لم يأخذ بعين الإعتبار إمكانيات المواطن العادي الذي لا يقوى على شراء الدواء أو إجراء عملية جراحية مهمة بسبب سوق الأسعار في غرف الأطباء بالمشافي.

و عندما إنتشر الفيروس “كورونا” في أوروبا بدأت أوكرانيا بإتخاذ إجراءات فعلية على الأرض لمواجهته و حسب الرواية الحكومية الرسمية التي تقول أن عدد المصابين ثلاثة توفى منهم شخص واحد ، بالمقابل لا يصدق كثيرون هذا الرقم ، بل يعتقد البعض أن الدولة تخفي الأرقام الحقيقية ، و يمكن تعليل ذلك بالأسباب التي ذكرناها سابقا.

إذن قد يكون المشهد خطير جدا و لكن ماتعول عليه السلطات الأوكرانية هو الدعم الدولي لمواجهة الفيروس ، ثانيا ثقافة المواطن الأوكراني و مدى إستجابته للتعليمات ، لأن الدولة الأوكرانية بسبب عجزها سوف ترمي الكرة بملعب المواطن و تحمله الذنب .

ومما قد يزيد المشهد خطورة هو دخول اللعبة السياسية المعترك الصحي ، و محاولة المعارضة استغلال الموقف ضد السلطة و الحكومة للنيل من الرئيس زيلنسكي و حكومته في حق يراد منه باطل .

رئيس تحرير موقع أوكرانيا اليوم

شاهد أيضاً

جورجيا

من يؤثر على الديمقراطية في جورجيا ودول أخرى؟

أحمد عبد اللطيف / في السنوات الأخيرة، أصبح التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة …