أهم الأخبار
WhatsApp Image 2025 11 20 at 9.37.02 AM أوكرانيا

كتب د.محمود عبد الفتاح المقيد..تآكل المبادئ في زمن الحرب

بقلم د.محمود عبد الفتاح المقيد

تآكل المبادئ في زمن الحرب:

بداية من الأمور الواضحة والمؤكدة تراجع القيم والمبادئ العامة التي كانت وما زالت الإنسانية تتغنى بها بسبب الهجمة المادية المتمثلة في الرأسمالية الغربية وما رافقها لاحقا من رياح العولمة وما أنتجه العقل البشري في مجال التكنولوجيا الحديثة والتقنيات الرقمية المذهلة، ولكن كل ذلك يتضاءل تأثيره أمام الحروب وما تسببه من انهيار شامل في المنظومة التربوية والتعليمية والأخلاقية.. إنها تهدد كيان المجتمع وتدمر الإنسان المكلوم الذي يرزح تحت أغلالها، فتصنع منه وحشا في صورة آدمية..أما في غزة التي ابتليت بحرب ضروس طاحنة لا قِبَل لأحد بها.. ودون الخوض في التفاصيل… لابد من الإقرار بأن الحرب تقتل الإبداع، وتحطم إرادة الرجال، وتقهر نفوسهم..الله وحده يعلم كم نحتاج من الوقت للتعافي من تبعات هذه الحرب العبثية الظالمة وارتداداتها على نفوسنا وعلى واقعنا.. حيث دخلنا حالة من الاضطراب والتيه وكثرة الضجيج بلا فائدة..للأسف الشديد كان القائمون على هذه الحرب العبثية يتصرفون معنا وكأننا أرقام بلا أي قيمة .. ودون وعي ولا معنى لوجودنا.. فمنطق القدرية المطلقة – كل شيء مقدر من الله – جعل من النقاش والحوار شيئا عبثيا يسير بنا نحو العدم. فنحن في دار الفناء … والحرب فناء والموت خاتمة محتومة لهذه المأساة.ببساطة وبمنتهى البرود، على الإنسان المسلم أن يكون صامتا وسطحيا.. فالتفكير العميق والعقلانية جريمة بل هو ترف ورفاهية ومهلك لصاحبه.. أما ما مررنا به من جوع وتشرد وخسارات فادحة فهو ابتلاء من الله، أي أن الله هو المسؤول عنه، وأنه خارج حسابات العقل والمنطق..طبعا يتم توظيف النص الديني هنا وسوق التبريرات التي تنفي المسؤولية عما حدث لنا من كوارث، فكل ما حدث وما سيحدث هو خارج سياق الإرادة البشرية.. وما عدا ذلك كفر وفسوق لا ينبغي أن نصدقه..فالميتافيزيقا والغيبيات زرعت الخوف والرعب من القادم المجهول الذي ينتظرنا في العالم الآخر، وجَعَلتنا غير مقتنعين بجدوى هذه الحياة، ولا ينبغي علينا إلا أن نبحث عن النعيم المقيم في الدار الآخرة حيث المستقبل المشرق لمن صبروا واصطبروا.. وعزفوا عن دنياهم وزهدوا فيها.. ولا تتحقق الراحة إلا بالانتقال إلى الآخرة التي هي (جنة المؤمن) .. هذا ما يتبناه التيار الدعوي الإسلاموي، المنتشر في بلادنا، رغم ذلك هناك تيار براغماتي يتنقل بين العواصم ويوجه خطابا ناعما للرأي العام العالمي، ولكنه برأيي بات عاجزا بعد أن صارت الحركة الإسلاموية والقضية الفلسطينية برمتها على مفترق طرق خطير وفي لحظة تاريخية معقدة.. تفرض علينا أن نواجه أنفسنا بصدق وواقعية بدلا من التماهي والتمادي في سردية تغلّب الشعارات والخطابات العنترية، وذلك قبل الذوبان والفناء في لعبة التوازنات والرهانات التي لم تكن في صالحنا يوما وكانت في كل مرة تجعلنا ندفع فاتورة باهظة الثمن حتى وصل بنا الحال للدخول في هذا النفق المظلم الذي يصعب الخروج منه ربما لأجيال قادمة.

اوكرانيا اليوم

اقرا المزيد:

أوكرانيا ترسل مساعدات غذائية إلى قطاع غزة

شاهد أيضاً

WhatsApp Image 2025 10 09 at 11.02.09 PM أوكرانيا

نوبل للسلام في زمن الإبادة : أي ضمير هذا؟

د. ياسمين عليان _ أستاذ علم النفس التربوي في الوقت الذي تُعلن فيه الأسماء المرشحة …