tamer أوكرانيا

كتب تامر زيارة ..مستقبل أوكرانيا بعد نتائج الإنتخابات المحلية

أوكرانيا اليوم / كييف/ بعد انتهاء الانتخابات المحلية هل ستكون أوكرانيا على أعتاب نظام الادارة اللامركزية أم انها على اعتاب النظام الفدرالي ؟

لقد بدا واضحاً وجلياً من خلال نتائج استطلاعات الرأي حول الانتخابات المحلية في اوكرانيا فوز كبير للأحزاب المحلية على مستوى المقاطعات وازاحة الاحزاب الكبرى كحزب الرئيس الحالي زيلينسكي (خادم الشعب) وحزب الرئيس السابق بوروشينكو (التضامن الاوروبي).

عادةً ما تكون هكذا نتائج هي مقدمة للمضي قدماً نحو نظام اداري جديد يغلب عليه طابع الاستقلالية في الادارة المحلية منه عن طابع الادارة المركزية

في هذا السياق سأحاول تبسيط مفهوم النظام اللامركزي والفدرالي

في النظام اللامركزي يُشرِف المجلس المحلي المنتخب لكل مقاطعة على العديد من الجوانب الحياتية للمواطنين وفي بعض الأحيان يُشرِف على الجوانب الأمنية، ويبقى الإشراف المباشر للدولة يغطي السياسة الخارجية والدفاع والأمن والتخطيط الاقتصادي..

اما فيما يتعلق بالدستور فيكون دستور الدولة واحد لكل المقاطعات مثال على ذلك النظام الفرنسي والتركي.

أما في النظام الفيدرالي فتكون مهمة المجالس المحلية المنتخبة فيه أكبر، من حيث الخطط الاقتصادية والأمنية ولديها صلاحيات أوسع في سلطة القضاء بينما السياسة الخارجية فتبقى بيد السلطات الفدرالية.

أما فيما يتعلق بالدستور فيتضمن النظام الفدرالي كيانات دستورية متعددة، لكل منها نظامها القانوني الخاص واستقلالها الذاتي، وتخضع في مجموعها للدستور الفيدرالي، باعتباره المنشئ لها والمنظِم لبنائها القانوني والسياسي فيما يعني نظام دستوري وسياسي مركب

ومثال على ذلك الولايات المتحدة والنظام السويسري.

في هذا يبدو أن الشرق الأوكراني والمدعوم عسكريا من السلطة في موسكو يقبل بالفدرالية لما فيها من صلاحيات اوسع خاصة على المستوى الأمني فذرائعهم دائماً الخوف من التهميش والإضطهاد من طرف السلطة الحاكمة في كييف والانقلاب على رغبة الأكثرية في انتخاب رئيس البلاد كما حدث في ثورة الميدان والتي اطاحت بالرئيس يانوكوفيتش والذي ينحدر من اقليم الدونباس الراغب بالإنفصال، بينما يتكلم بعض السياسيين الأوكران عن إمكانية الوصول للنموذج اللامركزي فهو من وجهة نظرهم يساعد على تماسك البلاد والحفاظ على النسيج الاجتماعي من خلال إبقاء القبضة الأمنية والسلطة القضائية بيد السلطة الحاكمة.

العامل الديموغرافي للتوزيعي السكاني وعامل اللغة يلعبان دوراً هاماً ومحوريا في دعم تغيير نظام البلاد، فالشرق مثلاً يرغب بتثبيت اللغة الروسية كلغة رسمية في البلاد بينما الغرب الأوكراني يرغب بتحديد اللغة الاوكرانية كلغة رسمية اولى ووحيدة.

عامل اخر وهو ان ثروات كل اقليم وقوامه الاقتصادي أيضاً فيها جانب هام لا يُستهان به من حيث دعم نزعة الاستقلال الذاتي لكل اقليم، فنجد هنا اقاليم قوية اقتصاديا ترغب بالاستقلاية.

في ضوء ما سبق وبالعودة لنتائج استطلاعات الرأي هل ستفضي النتائج النهائية للانتخابات المحلية بصعود الاحزاب المحلية على مستوى المقاطعات وازاحة الاحزاب الكبرى لتبدأ معه أوكرانيا  عصراً جديداً بإحدى النظامين (الامركزية أو الفدرالية ) ؟

شاهد أيضاً

جورجيا

من يؤثر على الديمقراطية في جورجيا ودول أخرى؟

أحمد عبد اللطيف / في السنوات الأخيرة، أصبح التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة …