%D8%A8%D9%88%D8%AA%D9%8A%D9%86 أوكرانيا

كتاب “البوتينية.

خالد ممدوح العزي/ اصدار جديد لدار سائر المشرق عن العام 2016 ب”261 صفحة من الحجم الوسط كتاب “البوتينية “اسس العقيدة السياسية الروسية الحديثة ، “. للكاتب والاعلامي اللبناني جمال دملج  والذي يجسد تجربة خالدصحافية عاشها  الاعلامي في موسكو كمراسل لقناة ابو ظبي

يعرض الكتاب وجهة نظر خاصة لبحث من الاعلامين العرب الذين عملوا في في روسيا في فترة صعود الرئيس فلاديمير بوتين وتقلده مقاليد السلطة مما ترك وصوله اثارا ايجابيا على افكار الصحافي الذي تأثر بهذه التجربة التي تعتبر وجهة نظر شخصية يتم استعراضها في هذا الكتاب .

يتألف كتاب جمال دملج من سبع فصول وملاحق عديدة من المقالات التي تم نشرها في مجلات عربية تعبر عن وجهة نظر الكاتب.

يبدأ الكاتب بالاستعراض السياسي لتجربة الرئيس بوتين منذ وصوله الى سدة الحكم وخوضه المعركة الاولى ضد الارهابين الذين سيطروا على زمام الامور في روسيا الضعيفة والمنهارة بعد تفكك دول الاتحاد السوفياتي السابق، من هنا يمكن التوافق مع الكاتب بان ولاء رجال المخابرات في روسيا للمؤسسة الامنية  اكثر من ولائهم للحزب ،وهذا ما ساعدهم  على معرفة اسرار رجال الحب ،وبالتالي استطاعت المؤسسة الامنية من السيطرة على مقاليد الدولة في زمن الانهيار الروسي الذي كان سببه الهجمة الغربية التي كانت تستخدمها الولايات المتحدة ضد روسيا ورجال السلطة الجدد الذين قادوا تلك المرحلة ،وخاصة بظل المشاكل التي كانت تعاني منها الدولة، مما سبب بتعميق هذه الازمات التي عاشتها روسيا وشعبها في تلك المرحلة .

يحاول الكاتب في عرضه ان يربط استقالة الرئيس بوريس يلتسين وانهيار المجموعة الغربية الحاكمة بسبب الهجمات التي قامت بها واشنطن ضد يوغسلافيا والتي ادت الى تدميرها .

 بالإضافة الى الحروب الداخلية التي تبلورت ببروز ازمة الشيشان ونمو العامل الارهابي والديني في عملية الصراع المستحدثة ،مرورا بالأزمات الاقتصادية

والاجتماعية التي فرضت على روسيا وشعبها اثناء فترة الانتقال الى اقتصاد السوق.

يعتبر الكاتب في كتابه ان العقيدة البوتينية ظهرت من خلال الضربات الاولى  التي اعتمدها الجيش الروسي في حربه الاخيرة ضد العصابات الارهابية الشيشانية في داغستان والشيشان بفرار من وزير الامن الروسي الذي كان يتراسه بوتين عام 1999 .مما ادى الى نجاح هذه العقيدة التي اتبعها بوتين والتي ستكون بنظر الكاتب عنوان المرحلة الجديدة الذي اطلق عليها هذه التسمية العقيدة “البوتينية”،والتي ستكون عنوان برامجه الانتخابي الاول الذي اوصله الى سدة الرئاسة .

فالخطاب الذي بداه بوتين منذ توليه السلطة اخذ حيزا كبيرا من الاهتمام في روسيا حيث عمل على اعادة بناء القدرات العسكرية والامنية الروسية وتجيز الجيش وتفعيل الصناعات الحربية الروسية الذي بنظر القيادة الحالية سيعد الاعتبار لروسيا لاحقا في لعب دورا رياديا في عملية الصراع السياسي والجيوغرافي ،مما يفتح مسار جديد في اعادة الحرب الدبلوماسية والاعلامية بين الولايات المتحدة وروسيا الجديدة ،والتي ستفرض على امريكا منذ اليوم الاول للانتخابات الروسية عام 1999 بتشكيل اول لجنة روسية امريكية عسكرية مشتركة في وضع افغانستان لمواجهة التطرف النشأ فيها ،بالإضافة للعمل على تفعيل الاتفاقيات العسكرية الروسية الامريكية وخاصة باتفاقية الصواريخ والاسلحة النووية .

بالرغم من تصريحات الوزيرة” مادلين اولبرايت” التي كانت غير ايجابية بالنسبة لانتخاب الرئيس بوتين  والتي واكبت تكل المرحلة بالنسبة لانتخاب الرئيس بوتين حيث ادلت بتصريحها الشهير قبل انتخاب الرئيس فلاديمير “بوتين” بان امريكا سوف تحكم على الافعال لا على الكلام بالرغم من عدم اطلاقه لأية شعارات سابقة .

وهذه بدء من البداية بان امريكا كانت ومازالت حتى اليوم تفرض العقبات امام التقارب  الروسي الامريكي في العديد من المسائل التي عاصرت حقبة الرئيس بوتين.

كما يحاول الكاتب  جمال دملج استعراض الازمات التي عاشتها روسيا من خلال الوقائع الاخيرة التي يرويها في كتابه والتي تاخذ وجهة نظر خاصة من خلال اراء بعض الاصدقاء الروس .

المشكلة الشيشانية والازمة الاوكرانية وثورات الربيع العربي والعلاقة مع ايران والتدخل الروسي في سورية  هذه المفاصل المهمة في الحياة السياسية الروسية والتي يستند اليها  الكاتب من خلال اعماله الشخصية والتجربة التي عاشها في روسيا كمراسل لقناة “ابو ظبي الاخبارية ” فالوقائع الاخبارية تبقى انطباعات  شخصية غير ملزمة للأخرين بسبب غياب تحليل المضمون وتفكيك الرسائل والنصوص التي كانت توجه من خلال هذه المفاصل  التي لا تستند الى معلومات والحقائق والادلة والمقارنات والدراسات العلمية .

يبتدء الكاتب في الكثير من الفصول التي يستعرضها من خلال انتهاء المشكلة او وقت حدوثها ،وليس الدخول في تفصيل المشكلة والاسباب والذي يحمل مسؤوليتها دوما لأمريكا مبعدا كل المسؤولية عن روسيا التي بنظره تكون  الضحية دائما .

فالرئيس بوتين جاء للرئاسة الروسية من ضمن فريق الرئيس يلتسن ويتحمل جزءا من المسؤولية عن الاحداث التي عصفت في روسيا ابتداء من حرب الشيشان حتى فترة الانقلاب في اوكرانيا التي لم تهتم بها روسيا طوال ازمتها الذي يصورها الكاتب بانها قد اندلعت فقط عام 2013 ،فالأزمة الاوكرانية عمرها من عمر ازمة انهيار الاتحاد السوفياتي التي كانت روسيا جزاء منها.

اما الازمة الشيشانية هي ازمة طويلة تتحمل القيادات الروسية مسؤولية اندلاعها وبالتالي هي ازمة تنمية بالدرجة الاولى ليست ازمة تطرف مقارنة مع المسلمين في المناطق الروسية الاخرى وبالتالي دخل التطرف عليها واستخدامها واستغلالها لمصالح سياسية لكنها زمة تاريخية تطلب دراسة معمقة ولابد الشارة هنا الى ان المجوعة الروسية السياسية تتحمل المسؤولية بالدرجة الاولى والتي هربت  الى الامام من خلال تفجير هذه المعركة المفتعلة لمصالح شخصية والتي لم تقفل ابوابها حتى اليوم .

اما بخصوص الثورات العربية هي مشكلة غياب روسيا وتقاعسها عن القيام بواجبها وبدورها الريادي الذي تركته وغابت عنه. مما فتح الباب على مصراعيه امام الخيارات الاخرى ان كانت مرسومة او غير مرسومة .

تجربة صحافية عاشها الكاتب جمال دملج بروي تفاصيلها من وجهة نظره بالرغم من عدم معرفته للغة الروسية او الدراسة  في روسيا بل اخذ انطباعا شخصيا من خلال الاعلام الذي مارسه  حيث تجسد حبه لروسيا ولرئيسها  لذلك يطلق مصطلح “البوتينية” في الوقت الذي لم يوجد عمليا هذا المصطلح في القاموس السياسي الروسي او الادبيات الروسية  بل يمكن القول بان بوتين استطاع دغدغت شعور قومية استخدمها  لاستنهاض الشعور القومي للشعب الروسي .

 

 

 

شاهد أيضاً

مجلس

مجلس الإعلاميين العرب ينفذ حملة مساعدات لمركز الفنون بأعمال الفخار

أوكرانيا اليوم / كييف/ قام مجلس الإعلاميين العرب في أوكرانيا ، بإعداد وتنفيذ حملة مساعدة …