مشلين بطرس
كاتبة وناقدة سورية ...
بغماليون
خلعت ثيابها ورفعت عنها الغطاء
ظهرت عناوينها تجذب الأعين
عانقت الألوان إغواءها، ورقصت
تنشّق قلبه عطر الإثارة
خاطب خياله متمنياً فيها نفح الحياة!!
ضاق صدره من ثقل الصخرة
توسل وابتهل
ذاب قلب الفنان شمعة حركت دائرة الصراع
أبى الفتيل أن يموت…
قاما من جديد، وحلقا نحو فضاء آخر…!!
الأسئلة تفتح أبوابها
صرخ الحكيم الهرم في وجه الشاب ساخراً : وماذا تعرف أنت عن الكون أيها الفيلسوف الغرّ؟؟
أشرقت ابتسامة محبة على وجه الشاب قائلاً: أعرف أن الكون مسرور جداً، فهو لايفتأ يشكرنا لأننا نراه..!!
الوعد المنتظر
أمروا بطردك لحظة اكتشافك للجسد الآخر
واجهت صعوبات، واقتلعت كل الأشواك المزروعة على طريق دخولك إلى الملكوت
تجاهلتَ كل الإغراءات، وقتلت كل رغباتك
تطهرت من تلوثك، وأثبتَ وفائك البطريركي، فحصلت على وسام الرجولة
……………….
………………..
………………..
مازالت ذاكرتك حتى الآن تذرف ندماً على أيام الطفولة
حزنتْ الرأفة على حالك، فوعدتك بالحوريات….
قبض…عدم
عندما كتب جبران سطراً على الرمل
ترجل الدونكيشوت عن حصانه الهزيل، وقرر أن يعدل عن محاربة الطواحين
أخذه الحنين إلى الواقع، وانغمس فيه يلاطم ملوحة أمواجه
سُرّ الدونكيشوت بالراحة والسكون
……………..
…………….
هاهو وحيداً يقبع على صخرة الجهل، يغني مواويل العدم
ورقة…..وإثبات وجود
اختفت وتلاشت على الرغم من وجودها
وبالرغم من وجود أولادها وأحفادها
إلا أنها اضمحلت
كل حياتها وذكرياتها، وسنواتها الطويلة، مُنعت
بلحمها وشحمها، بأنفاسها وصوتها أثبتت للوجود وجودها
لكنها حُرمت
عادت مجبرة إلى حيث جاءت، فبطاقتها التي أكل الإهتراء معالمها بطلت صلاحيتها.
رجل الشارع
ترفّ الأغطية فوق الموائد، فتغص أطباقها بأفخر الولائم
يقتسمون على روائح طيباتها الأموال والكراسي
تُلحن على وقع هراواتها أنغام القوة
ويرقص على إيقاعها انتشاءُ السلطة
توقد من تحتها نيران المجازر، فتشتعل الشوارع ويموت الرجل عارياً إلا من غطاء…..
صدمة
فتح دفتي كتاب، فحمله بساط المطالعة إلى عالم المتنبي وإمرئ القيس
سبح في بحور الشعر والمعلقات
قرأ (آلام فارتر) فتشظى عشقه محلقاً نحو وجود فرويد
يبحث بين الغيوم عن أعماق سارتر وكامو
اقترب من شمس ماركس وأنجلز، احترق البساط من حرارة نداء زوجه، وسقط عنه لينقذ بالوعة الحمام من اختناقها المميت.
ولادة ………المسيح
اصطحب يوسف مريم بعيداً عن الشر
ألبست مريم المغارة ثوب الدفء، وشرعت تهيئ المهد لاستقبال وليدها
بألم، وبنفاذ ألم صلّت
بصبر وبنفاذ صبر انتظرت…
لكن الصغير لم يستجب لمخاضها….
أصاخت مريم سمعها تنتهر يوسف كي يصمت
رددت العاصفة كلام المسيح قائلة: أعذريني ياأماه، فأنا لن آتي، لأنني لو أتيت فسوف أتجرع كأس العلقم الذي تجرعته قبلاً
……………………
……………………
…………………..
ماتزال المغارة على حالها، ويوسف ومريم ينتظران.