يمضي الحب إلى داخلي يستوطن نسيج الأعماق و يسكن مقيما حيث لا عودة مني و لا رجعة إلييسكنني لكنني دائما أنتظر حضوره و لهفته أنتظر اللهفة و ما بين اللهفة و اللهفة مساحة أمل تلعب فيها بعض الكلمات و الأمنيات و على أمل انتظاره أخترعه حبا من وهم أخترعه عشقا من خيال و أخترعه أملا سيأتي ربما الآن و ربما غدا أو ما بعد غد هكذا يمضي الحب بي يمضغني و تلسعني معه عقارب الساعات فلا أنا أستطيع الوصول إليه و لا أنا قادر على العودة إلي و إلى نفسي حتى كأنني أسكن الهواء و كل فضاءاتي صارت مثقلة بالتعب بالوهم بالحنين بالغيرة باللهفة و الانتظار و الانتظار حيث لا هو يريد ان يكون هنا و لا انا أستطيع أن أكون هناك مشرد بين قلبي و قبله مشرد بين عقلي و قلبي مشرد بين أفكاري و ظنوني تائه في معاني الكلمات و يقتلني خوف البوح في وجهي لماذا نكتب إذا كنا لا نريد أن نقول ما نكتب يمضي الحب بداخلي إلى المدى الأبعد ليكون عشقا و سجنا لكنني يسكنني الخوف مني عليه يسكنني الخوف مني علي فحين يفقد الحب بريقه و حين يفقد الحب كلماته و رسائله و حين يفقد الحب لهفته و لوعته و حين يفقد نصفه الآخر أخاف أنا عليه مني يخاف الله عليه منا اللهم إني قد فعلت كل شيء لأجل هذا الحب اللهم فاشهد
:القصة الثانية
الانتظار الطويل
كان يأتي في كل فجر ,يرسم بين يديَّ كل يوم طلوع الشمس الآتية ,و يكتب بيده تفاصيل النهار ,لكنه اليوم لم يأت فصرخت عليه عبر هذه النافذة ,تلوت أسمه على كل نجمة في السماء ,فأبرقت سماؤنا و أرعدت و هطل المطر ,فوجدته في هذا الغيث النازل على هذه الأرض كما تنزل عيناه عليّ في كل يوم و تمطر , فأسرح معه في أحلامي على أجنحة الليل و الماء إلى سماواتنا العتيقة , إلى مواعيدنا السابقة , إلى أمنياتنا الآتية ,ما هي إلا لحظات و تبلغ سفينتنا المرفأ , هنا سننزل يا صديقي ..سننزل هنا ؟ !! أجل .. و هذه الحقائب و القصائد و الكتاب , ستأخذ كل ذلك معك .. و لكن ما هذه الحقائب ؟! هي حقائب حبي صمُتَ قليلا ..أدمعت عيناه و قال : أريد أن أضمك .. أريد أن أبكي ضممته .. ضمَّني .. و بكى هي الدمعة الأولى بين يدي .. هي الضَمَّة الأولى التي يريدها حَبَسَتْ رهبة الموقف دمعة كانت ستقع مني بعد قليل فرأيت يَدَيَّ على عينيه مسحتُها دمْعَتَه و قرأتها و سمعتها و لكنها الخاتمة التي لا بد منها أعدتُ إليه قلبه .. و اعاد إليَّ قلبي و عدت أدراجي و عاد هو .. لقد عدنا إلينا …