قصة واقعية: المعلمة بتكره العرب

محمد العروقي / كثيرا هي القصص والحكايات الطلابية التي واجهناها خلال المسيرة التعليمية في أوكرانيا، او سمعنا بها خلال تواجدنا في تلك البلاد منذ زمن طويل بعضها اقرب للخيال و بعضها قد يكون واقعيا.

خرج احمد من قاعة الامتحان و علامات الإحباط و الغضب تعلو وجهه ، ويتمتم بكلمات غير مفهومة ،، حتى بادره احد الأصدقاء بسؤال ماذا حدث ؟

• لأشيء

• هل قدمت الامتحان؟

• لا

• ليش؟

• لك هاي حقيرة بتكره كل العرب

يا أخي هدء من روعك و احكيلنا شو صار؟

يا رجال دخلت القاعة و طردتني الآنسة، شو بتكرهني، هي ثالث مرة تعملها ،، و ما عارف شو احكي لأهلي كل الشباب رجعت على الوطن باجازة الصيف و انا لوحدي هون .

• بسيطة الاهل اضحك عليهم بكلمتين و قلهم تخصصي صعب و الانسة مريضة و تم تأجيل الامتحان.

لكن انت مابتعرف سبب كرهها للعرب؟

• بعتقد انو صاحبها كان عربي و بعدين تركها.

• لا مو معقولة ،،

• ليه مو معقولة لك أي شب من أي دولة افريقية مابعرف كلمتين بالروسي بتضع له الامتحانات.

• لالالا بعتقد انها بتتبع للدولة اللي بينها وبين العرب عداء هاي حاقدة مو اكتر.

• و الله يمكن.

• طب يمكن بدها فلوس؟؟

• لالا هاي مو وجه فلوس.

• طب اشكيها للإدارة .؟

• ياعمي و الله رحت للإدارة و حكولي مابنقدر نعملها شي هاي عنيدة

• طب انا عندي فكرة ،، دخيلك احكي ،،

• شو رايكم لو شفنا شباب اتنين من كبار الجالية و يروحوا لعندها يحكوا معها لعل وعسى .

• دخيلك ،، و لا يهمك الان باعمل اتصالاتي.

و بالفعل في صباح اليوم التالي توجه اثنان من الشخصيات الاعتبارية لمقابلة المدرسة و في وجوهم ريبة من أجواء اللقاء ، و لكن كانت المفاجأة عندما التقت بهم المدرسة و الابتسامة تعلو وجها و بترحيب تام .

• تفضلوا ماهو الموضوع؟

• نحن آسفين ، فقط جئنا نستفسر و نعرف ماهي قصة الطالب احمد و لماذا لا يستطيع تقديم الامتحان لديكم؟

• أحمد ؟ أي أحمد؟ انا لا أتذكر ان عندي طالب هذه السنة بهذا الاسم ؟ لحظة كي افتح كشف الطلاب .

• بالفعل موجود عندي طالب اسمه احمد و لكن لم اعرفه الا قبل أيام قليلة ، على مدار فصل دراسي كامل (4شهور) لم اشاهدة نهائيا الا صبيحة الامتحان أي حضوره لمقعد الدراسة كان بدرجة الصفر .. المشكلة ليست عندي فان كان لديه المعرفة دون الحضور للدوام لابأس ، فعليه الإجابة على أسئلة الامتحانات كي ينجح ،، و أقول لكم عرضا آخر هذه هي جميع الأسئلة التي تاتي في ورقة الامتحانات ، دعوه يذاكرها ويجيب عن أي سؤال يختاره بنفسه، انا معلمة و اريد ان أفتخر بطلابي امام الإدارة لأن نجاحهم و تفوقي هو نجاح و فخر لي .ولوكان حضر على الأقل 50% من حصص الدراسة لوضعت له علامة النجاح بشكل اتوماتيكي.

ساد الاحمرار وجوه الضيوف الوسطاء و تلعثموا بالكلمات و استأذنوا و خرجوا ، و كان البطل احمد بانتظارهم،، قالوا له بالمختصر المفيد هذه جميع أسئلة الامتحانات تفضل راجعها وشوف السؤال اللي بيعجبك وغدا امتحن نفسك بيه.

لك شوهذا انا لسا بدي اقعد و ادرس و أحضر شو بيعرفني؟

اذن ماذا تريد؟ دخيلكم زبطوها اللي تحط الامتحان هيك و لا هيك.

أحمد انت اختلقت كل الأكاذيب و المبررات لاهلك و كذبت علينا ،فلم نجد الا معلمة محترمة لا تريد منك اكثر من المطلوب عليك ، حضورك كان للدوام صفر ، اعتقد الاجدر ان يضع لك علامة الامتحان المطعم الذي ترتاده اكثر من قاعة الدراسة و ان يضع لك المطعم أسئلة في علوم الشيشة و أبو تفاحتين ،، او الديسكو الذي سهرت به الليالي و يكون سؤالهم عن افضل اغنية بتهز الخصر ، أو .. أو .. الا من رحم ربي.

ومازالوا يعتقدون أن المعلمة تكره العرب.

ملاحظة : الشخصيات و الأسماء التي وردت بالقصة خيالية و ليست حقيقية .