حسين قاسم :بلجيكا / اثبت الشعب السوري صموداً نادراً في مواجهة اعتى ديكتاتورية في التاريخ المعاصر. والاهمية فيه انه يقاتل نظاماً مدعوماً بلا حدود من دول ايران وروسيا والصين واتباعهم بينما الشعب السوري ترك يواجه مصيره بنفسه ولم يتلق سوى الفتات. لكنه كأي شعب يملك رؤية واضحة بضرورة التخلص من حكم الاستبداد لولوج طريق الديمقراطية والتقدم. لذلك صمد ولذلك لن يتراجع، وانه كسر حاجز الخوف الى غير رجعة من ظلم آل الاسد ومن اية جهة تحاول كز تجربة البعث وان البست لباس التطرف الديني فهؤلاء لا مكان لهم في مستقبل الشعب السوري. -على قاعدة صمود الشعب السوري حصل الاتفاق الروسي-الاميركي والذي قضى بتخلي النظام السوري عن سلاحه الاستراتيجي مقابل وقف الضربة العسكرية. اما المقابل السياسي فلم يتفق عليه انما ترك للتفاوض اللاحق وهو ما يجري حالياً. -اللحظة السياسية عند حصول الاتفاق لا تعطي حلاً كاملاً او نهائياً. النظام لم يستطع الحسم والمعارضة كذلك. بدوره الاميركي غير راغب بالتدخل العسكري وادارته الحاكمة عندها اولوية معالجة ازماتها الداخلية على غيرها لا سيما ان هناك في اميركا يدور نقاشاً بين النخب يطال عمق التوجهات والسياسات السابقة والمستقبلية، فكان لها، مؤقتاً، المصلحة بالاتفاق مع الروسي الذي لاقى الامريكي لمنتصف الطريق، لا سيما ان للروسي مصلحة ان يستمر الجرح السوري كي لا تنتقل مفاعيله للجمهوريات التي تتبع نفوذه وخوفه من اقتراب التطرف الاسلامي لاراضيه فاراد ابقائه في سوريا. -قلنا سابقاً ان الأمريكي كون قناعة ان الثورة السورية لن تتراجع والنظام لن يتقدم. اما حالياً فقد طوَّر مفهومه الى ان مصير النظام والثورة مرهون بالعوامل الخارجية لذلك يفضل جعل الساحة السورية بؤرة استنزاف لايران واتباعها لا سيما حزب الله، وروسيا والصين وللمتشددين من كافة التيارات والأعراق. وهذا ما تجنيه اميركا مجاناً، فتطوعت قوى الممانعة لخدمة الخطة الاميركية. -مع اعترافنا بنجاح الاعلام الايراني في قلب الحقائق، لكن لا يمكن الغاء الصعوبات الجمة التي توجه الجمهورية. فالنظام الاسلامي هناك يخشى ان ينهض يوماً على هدير الشعب الذي يطيح به. فالوضع الاقتصادي صعب للغاية وهو مقلق نتيجة العقوبات المفروضة عليه وقلقه الاكبر من آفاق الصحوة العربية وتأثيرها على مصالحه حيث استثمر مئات المليارات من اجل انتزاع دور مقرر له في الاقليم. وبهذا الاطار غير مستبعد انطلاقة ثورة ايرانية تلاقي العصر والحداثة لا سيما ان الشعب الايراني يمتلك حضارة عريقة في مجالات الابداع كافة. -تدل المؤشرات ان التطورات الداخلية الايرانية ان ما جرى لا يعبر عن تغييرات تصل الى حدود ان يغير النظام نفسه انما يسعى للاستمرار في عملية شراء للوقت مع اضافة محاولة بيع سمك في البحر للغرب عساه مبادلته برفع العقوبات. من خلال محاولة استعداده اجراء مزاد على الاوراق التي جمعها عبر تاريخه الطويل. -لذلك فان الميزان الذي نتج عن التطورات الآنفة الذكر لن يعطي سوى هدنة طويلة نسبياً، تسري على الساحات كافة من لبنان الى ايران مروراً بسوريا. يعقد “جنيف 2” ام لا صار تفصيلاً، هناك استبعاد لانعقاده، حتى لو عقد سيفشل وهكذا بانتظار تغير جدي في ميزان القوى. فلذلك ان الازمة السورية طويلة زمنياً وتطوراتها بنفس الشعب السوري الطويل واستعداده النضال لتحقيق حريته وهذا ما يحصل. -ان مرحلة قفلت على هزيمة اهداف المحور الايراني-السوري ستفتح على انتصار حتمي للشعب السوري، ولا يقلل من اهميتها قلب الحقائق من اعلام المحور المذكور ولا يقلل من اهميتها ايضاً وقوع البعض من مناصري الثورة السورية في فجور مناصري الممانعة وحده الشعب السوري يعرف طريقه ويدرك انه سينتصرِ