678 أوكرانيا

في الذكرى السنوية الاولى لافتتاحه – مسجد الرحمة شاهد على العصر (فيديو)

أوكرانيا اليوم / كييف / خاص.

(إنمَا يَعْمُرُ مَسَاجدَ اللهِ مَنْ ءَامَنَ بِاللهِ وَاليَوْم الآخِروَأَقَامَ الصَّلاة وَءَاتى الزَّكاة وَلمْ يَخْشَ إِلا اللهَ).

678 أوكرانياوتمر الايام ، ويليها العام بعد العام الى ان كان الثاني من شهر كانون الاول – ديسمبر-  موعد تحقق فيه الحلم ، واشرقت فيه الشمس بنور الاسلام معلنة بزوغ فجر ( الرحمة ) ، فالاسلام دين  ( الرحمة ) ونبينا صلى الله عليه وسلم نبي 

( الرحمة  )، وقلعة المسلمين في عاصمة اوكرانيا هو ( مسجد الرحمة ) هذا الحلم الذي سعى لتحقيقه سلفنا الصالح من مسلمي اوكرانيا تبنته وسهرت على تحقيقه مؤسسة اسلامية عظيمة النهج والنفع

فالإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا تقوم على رعاية شؤون المسلمين على اختلاف قومياتهم ملتزمة بقولـه تعالى:

(واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرّقوا)

وهي مرجعية دينية إسلامية وطنية خيرية تربوية ، على مذهب أهل السنة والجماعة، وتستقي منهاجها من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وما قرره علماء الإسلام أصحاب المذاهب الإسلامية المعتبرة، كالإمام الشافعي والإمام أبي حنيفة والإمام أحمد بن حنبل والإمام مالك رضي الله عنهم ومن حيث العقيدة فهي على عقيدة الصحابة والتابعين، وما عليه دوما إجماع المسلمين ومن حيث الأحكام العملية مع الاعتقاد بأن أئمة المذاهب المعتبرة أئمة هدى، وأن اختلافهم في فروع الأحكام رحمة للأمة. وتنتهج الإدارة منهج الوسطية والاعتدال اعتقادًا وممارسة، وترى في التطرف والغلو في الدين خطرًا كبيراً يهدد الأفراد والأسر والمجتمعات والأوطان، ويشكل خطراً كبيراً على الأمة.

يعتبر المؤتمر العام لمسلمي اوكرانيا المرجع الاساس لخطة عمل وتوجهات الادارة الدينية لمسلمي اوكرانيا وعلى مدى الاعوام الماضية من عمر الادارة الدينية  والتي توازي عمر اوكرانيا الدولة المستقلة نظم مكتب العلاقات العامة فيها خمس مؤتمرات عامة حضرها الاف المشاركين من ممثلي الجمعيات الاسلامية المسجلة قانونيا ضمن الادارة الدينية لمسلمي اوكرانيا  و المكتب الحكومي لشؤون الاديان على امتداد اوكرانيا شرقا وغربا شمالا وجنوبا بالاضافة الى ممثلي رئاسة الدولة والحكومة وضيوفا من خارج وداخل اوكرانيا ناهيك عن السادة اعضاء السلك الدبلوماسي للدول الاسلامية  وكان اولها في ايلول من عام 1994  وثانيها في ءاب عام 1996 وثالثها في نيسان عام 2000 ورابعها في نيسان عام 2006 وخامسها في كانون الاول 2011 ويتم خلال هذه المؤتمرات العلنية انتخاب الهيئات المشرفة على اعمال الادارة الدينية وعلى رأسها فضيلة مفتي أوكرانيا ، بالاضافة الى وضع برنامج عمل مرحلي يتم الاشراف عليه من قبل لجان تنبثق عن المؤتمر في المحافظات .

وليس ثمة دليل على عظمة انجازات هذه الادارة الدينية من مشروع بناء مسجد الرحمة اول مسجد يبنى في العاصمة الاوكرانية كييف

وهاكم نبذة من تاريخ هذا المشروع الحلم للمسلمين في كييف والذي أضحى حقيقة بفضل الله تعالى و بجهود أهل الخير والعطاء من مسلمي اوكرانيا ففي الثالث من تشرين الأول  من العام 1897 وبقرار رسمي من إدارة مدينة كييف (البلدية) تم فتح مصلى في مبنى كالينوفتش على شارع ميرنايا العقار رقم 5 ، والواقع مقابل سوق البادول عند المرتفع الذي يصل الى موقع (مسجد الرحمة )الذي تم بناؤه حاليا على شارع لوكيانوفسكايا 46  ، وكان لمدينة كييف حينها إمام اسمه

يونس عاليموف رحمه الله .

كان مبنى المصلى خشبيا ومؤلفا من طابقين. قاعة الصلاة وهي عبارة عن صالة ليست بكبيرة كانت تقع في الطابق الثاني من المبنى الذي كان يضم أيضا شققا ثلاثا ولم يبق في زماننا الحاضر أي أثر له.

ومع بداية القرن العشرين تحول مكان الصلاة الى المبنى المجاور على نفس الشارع ميرنايا رقم العقار 4 وقد تم تدوين ذلك في حينه في كتاب دليل المدينة ” كل كييف ” في عام 1909 ، أما صورة المبنى الذي كان من طابقين وقياساته فقد تم حفظه بعد أن دون ذلك في مجلة ” غلوبوس ” عام 1931 … أما مصلى المسلمين وحتى هذا المبنى الخشبي المذكور فلم يبق لهما أثر.

المصلى الخشبي كان بالنسبة لمسلمي كييف مرحلة مؤقتة ، ومع بداية القرن العشرين كانت فكرة بناء مسجد حجري تراود مسلمي العاصمة وينتظرون الوقت المناسب للتنفيذ … وبطلب من المسلمين قام المهندس فيوكريتوف بإعداد تصميم هندسي للمشروع  والذي كان في حال تنفيذه يمكن أن يستوعب ثمانمائة مصل في وقت واحد.

و في 29 من شهر تشرين الاول  -اوكتوبر- سنة 1913 قام محافظ المدينة أنذاك واسمه سوقوفكين بوضع حجر الأساس لمشروع بناء مسجد المدينة على شارع غوغولوفسكايا العقار رقم 29 ورد ذلك في جريدة ” كييفسكايا ميسل ” في عدد 30 تشرين الأول من العام 1913 ، حيث ترأس لجنة بناء المسجد أنذك السيد مورزا مورزايفيتش . وللأسف لم يتم تنفيذ المشروع الحلم وذلك بسبب الحرب العالمية الأولى ثم ثورة البالشيفيك ثم الحرب ضد النازية

وهكذا توقف المشروع الحلم إلى أن تفكك النظام الشيوعي و استقلت أوكرانيا بداية التسعينيات من القرن الماضي وظهرت حمية المسلمين من جديد للعمل على بناء مسجدهم  في العاصمة كييف .

فمع استقلال جمهورية أوكرانيا عام 1991 وتأسيس الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا المظلة الجامعة لمختلف القوميات المسلمة بدأ المسلمون محاولتهم من جديد فكان وضع حجر الأساس ضمن أعمال المؤتمر الأول لمسلمي أوكرانيا العام 1994 وأطلق عليه اسم ( مسجد الرحمة ) واستمرت رحلة الاستحصال على كافة الرخص والاجراءات القانونية الى نهاية العام 2007 لتبدأ من جديد ورشة عمل التوسعة للمشروع الذي أضحى منارة للخير ومعلما من معالم الحضارة في اوكرانيا .

يقع المسجد في وسط العاصمة الأوكرانية كييف على أرض مرتفعة تزيد مساحتها على 6800 متر مربع  في شارع لوكيانفسكا رقم 46 من منطقة التتاركا والمعروفة قديما بسكنى المسلمين فيها بجوار مقبرة قديمة لهم ما زالت قائمة وتزار الى يومنا هذا .

 يتضمن مشروع  (مسجد الرحمة )  قاعات للصلاة تسع لأكثر من ثلاثة ءالاف مصل بالإضافة الى مبنى إداري ومبنى مخصص لمدرسة ( الارشاد ) ومئذنة ارتفاعها ثلاثون مترا بالإضافة الى قاعة  للمحاضرات والمناسبات الدينية ومكتبة عامة وغيرها من المرافق العامة التي يحتاجها رواد المسجد.

 يعتبر( مسجد الرحمة ) تحفة فنية معمارية ومعلما إسلاميا حضاريا وحصنا لعلم أهل السنة والجماعة. كما وأن بناء هذا المسجد يعطي صورة عن تلاحم المسلمين من مختلف القوميات والذين بذلوا الغالي والنفيس من مال وجهد في سبيل تحقيق هذا الحلم الذي أمسى حقيقة بفضل الله تعالى  .

وقد تم افتتاح مسجد الرحمة رسميا في 2-12-2011 بحفل رسمي مهيب حضرته وفود رسمية مثلت اكثر من 40 دولة على مستوى رؤساء دول ووزراء اوقاف وثقافة وسفراء ناهيك عن المشاركة الرسمية الاوكرانية والتي تمثلت بالرئيس الاوكراني ممثلا بنائبته وعدد من الوزراء والنواب ونواب الوزراء ومدراء عامون وشخصيات رسمية واكاديمية وممثلي الهيئات والجاليات الاسلامية

كما تعمل الادارة الدينية لمسلمي اوكرانيا على مشاريع عدة لبناء وانهاء بناء مساجد في محافظات اوكرانية عديدة  .

الادارة الدينية لمسلمي اوكرانيا جزء من اوكرانيا الحاضر ، ومؤسسة تشمخ بانجازاتها التي تبني يدا بيد مع مختلف اطياف المجتمع مستقبلا افضل لغد مشرق باذن الله رب العالمين.

شاهد أيضاً

جورجيا

من يؤثر على الديمقراطية في جورجيا ودول أخرى؟

أحمد عبد اللطيف / في السنوات الأخيرة، أصبح التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة …