تحولت ساحات المسجد الاقصى المبارك الى ميدان للهتافات والأعلام والشعارات في الجمعة الثانية من شهر رمضان، وتحت شمس تموز الحارقة تصبب عرق الالاف من المواطنين وهم يتابعون عقب انتهاء الصلاة تحول الاقصى الى منبر لتوجيه رسائل من جانب الأحزاب المختلفة الى بعضها البعض، والى العالم الخارجي، في صورة لم تشهدها ساحات الأقصى من قبل.
وتوزعت التظاهرات الى ثلاث فئات، وطنية بقيادة شبان ومسؤولين من حركة فتح، واسلامية بقيادة شبان ومسؤولين من حركة حماس، وفئة اخرى لا ترى النصر الا بقيام دولة الخلافة وهم شبان حزب التحرير، أما جموع المصلين الذين تابعوا المظاهرات أعربوا عن استيائهم مما يحدث بالأقصى، واكدوا على ضرورة بقائه بعيدا عن أي تجاذبات سياسية وحزبية قد توقع الفتنة بين من يجب ان تكون بوصلتهم الى الاقصى والقضايا الملحة المتعلقة باقتحامه اليومي وتهديده، اضافة الى مشروع جر السلطة الى طاولة المفاوضات على اسس غير واضحة المعالم.
المظاهرات الثلاث انطلقت من المسجد القبلي عقب انتهاء الصلاة مباشرة، فاتخذت حركة فتح موقعا لها بين المسجد القبلي ومسجد قبة الصخرة، اما مظاهرة حركة حماس فقد جابت جهة من ساحات الاقصى وفور انتهاء المظاهرة الأولى قام شبان حماس بالتوجه الى مكانهم واتخاذه منبرا لترديد الهتافات، اما مظاهرة حزب التحرير فكان موقعها ككل اسبوع مقابل المسجد القبلي.
وتركزت مظاهرة حركة فتح حول الأقصى والأسرى، ورفع خلالها العلم الفلسطيني، وارتدى الشبان قبعات الحركة، وهتف المشاركون للوحدة الوطنية ‘وحدة وحدة وطنية فتح وحماس وشعبية… وللأقصى…’ وفي ختامها وجهت هتافات شتم للاخوان المسلمين.
اما حركة حماس فاقتصرت مسيرتها على دعم الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، حيث كانت الهتافات المؤيدة تنطلق من المشاركين، اضافة الى رفع صورا له، وشعارات كتب عليها:’من الاقصى الى رابعة العدوية’.
الأوقاف الإسلامية: الأقصى للعبادة وليس للخلافات
وشدد الشيخ عزام الخطيب مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الاقصى على ضرورة ابعاد الأقصى عن Hي نوع من الخصومات، فالمسجد يوحد الجميع ومكان للعبادة فقط، وليس مكانا للخلافات لأي جهة.
جمال الطويل: المظاهرات عفوية والأمور ‘تحت السيطرة’
من جانبه قال الشيخ جمال الطويل رئيس بلدية البيرة سابقا :’اننا نؤكد على موقفنا الفلسطيني بعدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول، لكننا في الوقت ذاته ننحاز لخيارات الشعوب العربية والاسلامية، وبمدى قربها وتأثيرها ودعمها ووقوفها الى جانب قضية الشعب الفلسطيني، وهذه المسيرات تخرج بشكل عفوي من قبل جموع المصلين وهي ترسل رسالة محبة وتقدير لاخواننا في مصر، وتطالب بالحفاظ على صوت الشعب المصري وخياره الذي ذهب للتصويت 5 مرات’.
وأضاف:’ ما يحدث بمصر ينعكس على القضية الفلسطينية بشكل مباشر، وهناك اهتمام عالمي بما يحدث بالاراضي المصرية، ولم تقتصر المسيرات المؤيده لمرسي في الاراضي الفلسطينية.’
ودعا الشعب الفلسطيني بكل مكوناته عدم اخضاع الشأن المصري للتحديات والمناكفات السياسية، وانما استمرار دعم وتأييد الشعب المصري لخياراته ولارادته، وقال:’ نحن لا نريد أن ينعكس ذلك سلبا علينا.’
وحول تحويل المسجد الأقصى مسرحا للتجاذبات السياسية قال الشيخ الطويل: ‘الحديث عن تجاذبات سياسية في الاقصى هو تضخيم اعلامي’.
وأضاف:’ نحن هنا أخوة، وقد يحدث تباين في وجهات النظر بشان قضية ما، لكن هناك عقلاء وحكماء وهم كثر يستطيعون السيطرة على الاحداث’، واعتبرها احداث بسيطة وقال:’ما حدث بالاقصى لم يكن فوق العادة ولم يخرج عن السيطرة’.
عمر الشلبي: نرفض استغلال الأقصى لتحقيق مآرب حزبية وشخصية
أما عمر الشلبي أمين سر حركة فتح بالقدس فقال:’ نحن دائما ندعو للوحدة الفلسطينية وانهاء الانقسام، لتكون البوصلة موجهة لمقاومة الاحتلال، وما يحصل بالاقصى هو محاولة لاستغلال هذا المكان المقدس والشهر الفضيل لتحقيق مآرب حزبية وشخصية ضيقة’.
وأضاف أن الاقصى اكبر من الاحزاب ومن الجميع، وهو مكان للعبادة والصلاة فقط.
وختم حديثه:’ ان المشاركين في مسيرة حماس هم من ابناء الضفة الغربية فقط، وليسوا من أبناء القدس’.
ويشار ان خلافا كبيرا حدث الاسبوع الماضي بعد تعليق الحركة الاسلامية يافطة على جدران الاقصى للرئيس المعزول مرسي، وعقب ذلك صدر بيان عن القوى الوطنية والإسلامية في القدس، استنكرت فيه استخدام المسجد الأقصى المبارك منبرا للتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، مؤكدة نهج القيادة الفلسطينية احترام رغبة الشعوب وحقها بتقرير مصيرها.