أوكرانيا اليوم / كييف / لفتت حركة «فيمين» النسائية الأنظار أخيراً للدور الذي لعبته في الانتخابات الروسية، وقبلها في أوكرانيا، وبينـما كان لافتاً ارتباطها باحتجاجات سياسية جادة، اثارت الاستفزاز لدى الملايين بسبب لجوئها إلى وسائل مبتذلة ابرزها التخفف من الملابس. «فيمين» حركة نسائية احتجاجـية مطالبية نشأت في اوكرانيا، تتخذ من العاصمة كييف مقراً لها، وتعرف الحركة عالمياً بتسييرها احتجاجات نسائية عارية الصدر ضد سياح المتعة الجنسية، ووكالات الزواج العالمية والدعارة وبعض الأدواء المحلية والعالمية.
شكلت الحركة الأوكرانية انا هوتسول، عام ،2008 بعد ان استفزتها قصص محزنة عن نساء اوكرانيات غرر بهن من الخارج بوعود معسولة، وتقول «أسستُ هذه الحركة لأنني ادركت عدم وجود ناشطات نسائيات في مجتمعنا، حيث ان اوكرانيا تتكون من مجتمع ذكوري تتولى فيه المرأة دوراً سلبياً».
وتقول الحركة، التي يهاجمها مثقفون ورجال دين ورأي عام في مختلف دول العالم، إنها تسعى الى ما تسميه «تطوير قيادة فكرية واخلاقية من النساء الشابات في اوكرانيا»، و«صياغة وجه جديد لأوكرانيا، الدولة ذات الإمكانات النسائية الكبيرة». وتشكل الطالبات الجامعيات بين سن 18 و20 عاماً العمود الفقري للحركة، ولا يوجد سوى عدد قليل من الذكور ضمن هذه الحركة. وتتكون الحركة من 20 ناشطة «متخففات الملابس»، و300 بكامل ملابسهن. معظم الأنشطة الاحتجاجية للحركة تدور في كييف، الا ان بعضها بدأ ينتشر ايضا في مدن مثل اوديسا، دنبروبيرتروفيسك وزابوريزهيا.
وتعد اوكسانا شاكو اول امرأة تحتج بأسلوب الحركة المعروف، عام ،2009 ومنذ ذلك الوقت اتخذت الحركة هذا الأسلوب وسيلة احتجاجية لها. وسيرت الحركة احتجاجات بالقرب من مبنى مجلس الوزراء الأوكراني، والسفارة التركية، وامام السفارة الايرانية، احتجاجاً على محاكمة سكينة محمد اشتنائي. ايضا سيرت شاكو تظاهرة امام احدى الحمامات العامة احتجاجاً على انعدام الحمامات العامة في كييف. تهدف الحركة ايضا الى جعل المرأة نشطة اجتماعياً من اجل تشكيل ثورة نسوية بحلول عام ،2017 واستطاعت الحركة ان تحرز بعض التقدم في اجندتها الطموحة، وكانت تحاول في ابريل عام 2010 تحويل نشاطها الى حزب سياسي والدخول في الانتخابات الأوكرانية المقبلة. ودرجت بعض الجهات في اوكرانيا على اطلاق لقب «فتيات توموشينكو» على هذه الحركة، او «عملاء بوتين»، في اشارة الى رئيسة وزراء اوكرانيا السابقة، والرئيس المرتقب لروسيا فلاديمير بوتين. وتبرر حركة «فيمين» وسائلها الاستفزازية بأنها «الوسيلة الوحيدة التي تستطيع بها ايصال صوتها في هذا البلد، لأن افرادها اذا سيروا تظاهرة عادية بشعارات مرفوعة فلن يلقي أحد بالاً لها»، وتهدف المنظمة الى تطوير عملها لتصبح اكبر حركة احتجاجية في اوروبا. في ابريل 2011 اعلنت المنظمة انها اسست فروعاً لها في وارسو، وزيوريخ، وروما، وتل ابيب، وريو دي جانيرو. وخلال الانتخابات الروسية أقدمت ناشطات حركة «فيمين» النسائية على التخفف من ملابسهنأ بعد 20 دقيقة من مغادرة بوتين لمركز الانتخابات، واندفعن إلى صناديق أوراق المقترعين وهتفن: «بوتين لص»، وشوهدت على صدورهن وظهورهن عبارات تقول «اسرق (أصوات الناخبين) نيابة عن بوتين». وكانت بعض المؤيدات لبوتين دعون العام الماضي الى تسيير تظاهرات عارية الصدر تأييداً لبوتين، في ما يشبه الحركة المضادة لـ«فيمين».