disco1 أوكرانيا

فلسطين و بلفور و بعض دجاجات

د. عاصف العطي / بمناسبة ذكرى وعد بلفور , ذلك الوعد الذي ادى الى ما ادى اليه , من كوارث انسانية و تاريخية على الشعب العربي الفلسطيني .

disco1 أوكرانياقامت مجموعة من الشباب , ذوي الحس القومي و الوطني بمحاولة , لاحياء ذكرى هذا الوعد المشؤوم , عبر القيام بندوة للحوار فيما يتعلق بهذا الشأن , في مدينة أوديسا الاوكرانية.

و نظرا للتوقع المسبق لفشل هذه الندوة من حيث  قلة الحضور ,فقد عمدت المجموعة القائمة على هذا النشاط , الى تكثيف جدهودها بالاعلان عن زمان و انعقاد هذه الندوة. و الدعوة للمشاركة فيها. و تجديدا باحد الاسواق التجارية الضخمة و المعروفة باسم (سيدموي) نظرا لانه يحوي عددا كبيرا من العرب و المسلمين . من القوميات الاخرى.

كنت احد اعضاء المجموعة المشاركة و تقريبا حاولت جاهدا دخول كل محل تجاري في هذا السوق يعمل به عرب او مسلمين , مستغلا اني اقوم بتوزيع و بيع الدجاج الحلال في هذا السوق.

بمحض الصدفة المقصودة دخلت على احد المستودعات الكبيرة ملتقيا بخمسة تجار عرب من اصحابه , فرح جيبي لبيعهم الكثير من الدجاج و حزن قلبي لسخريتهم من الدعوة  للمشاركة بالندوة.

لم يكن الحزن لذاتي شخصيا , بقدر ماحملت من دلائل , مخزية على تنصل الكثيرين , عن الشعور الوطني , و تحديدا بعدما ان علمت بان ثلاثة منهم من ابناء مخيمات اللجوء الفلسطيني في الشتات.

فشلت الندوة ….او بالاصح فشل الوعي القومي و الوطني العربي, في ان يجد مكانه في قلوب ابناءه , في بداية القرن (21) تجاه هذا الحدث , لان المكان الطبيعي لهؤلاء التجار هو هو المكان نفسه الذي التقيته فيهم .

في وقت متاخر من ذلك المساء و في احد النوادي الليلة التركية الساقطة , مفضلين قضاء الوقت بالقرب من عاهرات هذا النادي , عن المشاركة في ندوة من اجل فلسطين , انقذني انذاك احد مدراء ذلك الملهى , حينما ناداني لدى دخولي القاعة قائلا , اذهب الى المحاسب كي تستلم ثمن اللحوم التي احضرتها , اذن المطاعم التركية لا تشتري الا اللحوم الحلال .

في اتون الذات طالعني سؤال : هل سيغفر لنا التاريخ تشدقنا الدائم ببطولات العرب الغابرة؟ في ظل جثومنا الدائم تحت نيرات الاستعباد و الاستعمار؟

هل ستغفر لنا الحياة بان ارث الامة الذي دفناه في قبر التخلف … تُرك حتى بلا شاهده؟

هل ستغفر لنا الحضارة ان نبقى امة لا تعرف حتى  لغتها؟ امة مهمشة و مستهلكة لما تنتجه الامم . الاخرى من صناعة و ثقافة , و نهج حياة يتعامل مع الواقع , باطار المرور الديمقراطي , و العلمي.

الجواب طبعا لا اما النعم التي تبقى لكم فهي:

نعم لان تفهموا  بان لا منجزات لكم الا تحسس ارداف العاهرات في النوادي الساقطة…..

نعم بان تيقنوا بأن آلاف من الملابس الداخلية , التي تبيعونها , لن تكفي لستر عورات , ارواحكم المتاهلكة…

نعم لان تمون النعم في احرف الهجاء كلها … ان انفهمت على موتى لا يستحقون الرثاء.

فانتظروا النصر من امجادكم الغابرة …. علها تمطر عليكم اوطانا من السماء.

يسيجها سور من التردي و الهزيمة بها ….قطيع من الحمقى و الاغبياء.

تفاء رضعتموه من الطفولة لاناشيد يرددها …. عويل الريح في المدى يذروه الرياح .

فتظلوا على مرور السنين و مضيها …. مناديل مراحيض للمسح اقفيتهم بها الغرباء.

 كاتب فلسطيني – أوديسا

المقالات التي تنشر بالموقع تعبر عن رأي اصحابها و ليس بالضرورة ان تتفق مع راي الموقع

شاهد أيضاً

عدنان

رحيل الدكتور عدنان كيوان.. والجالية السورية في كييف تنعى الفقيد

عمت حالة من الحزن والتسليم بقضاء الله وقدره أوساط الجالية السورية والعربية والإسلامية في أوكرانيا …