فلسطين و بلفور و بعض دجاجات
11 نوفمبر, 2012
مقالات, ملفات خاصة
د. عاصف العطي / بمناسبة ذكرى وعد بلفور , ذلك الوعد الذي ادى الى ما ادى اليه , من كوارث انسانية و تاريخية على الشعب العربي الفلسطيني .
قامت مجموعة من الشباب , ذوي الحس القومي و الوطني بمحاولة , لاحياء ذكرى هذا الوعد المشؤوم , عبر القيام بندوة للحوار فيما يتعلق بهذا الشأن , في مدينة أوديسا الاوكرانية.
و نظرا للتوقع المسبق لفشل هذه الندوة من حيث قلة الحضور ,فقد عمدت المجموعة القائمة على هذا النشاط , الى تكثيف جدهودها بالاعلان عن زمان و انعقاد هذه الندوة. و الدعوة للمشاركة فيها. و تجديدا باحد الاسواق التجارية الضخمة و المعروفة باسم (سيدموي) نظرا لانه يحوي عددا كبيرا من العرب و المسلمين . من القوميات الاخرى.
كنت احد اعضاء المجموعة المشاركة و تقريبا حاولت جاهدا دخول كل محل تجاري في هذا السوق يعمل به عرب او مسلمين , مستغلا اني اقوم بتوزيع و بيع الدجاج الحلال في هذا السوق.
بمحض الصدفة المقصودة دخلت على احد المستودعات الكبيرة ملتقيا بخمسة تجار عرب من اصحابه , فرح جيبي لبيعهم الكثير من الدجاج و حزن قلبي لسخريتهم من الدعوة للمشاركة بالندوة.
لم يكن الحزن لذاتي شخصيا , بقدر ماحملت من دلائل , مخزية على تنصل الكثيرين , عن الشعور الوطني , و تحديدا بعدما ان علمت بان ثلاثة منهم من ابناء مخيمات اللجوء الفلسطيني في الشتات.
فشلت الندوة ….او بالاصح فشل الوعي القومي و الوطني العربي, في ان يجد مكانه في قلوب ابناءه , في بداية القرن (21) تجاه هذا الحدث , لان المكان الطبيعي لهؤلاء التجار هو هو المكان نفسه الذي التقيته فيهم .
في وقت متاخر من ذلك المساء و في احد النوادي الليلة التركية الساقطة , مفضلين قضاء الوقت بالقرب من عاهرات هذا النادي , عن المشاركة في ندوة من اجل فلسطين , انقذني انذاك احد مدراء ذلك الملهى , حينما ناداني لدى دخولي القاعة قائلا , اذهب الى المحاسب كي تستلم ثمن اللحوم التي احضرتها , اذن المطاعم التركية لا تشتري الا اللحوم الحلال .
في اتون الذات طالعني سؤال : هل سيغفر لنا التاريخ تشدقنا الدائم ببطولات العرب الغابرة؟ في ظل جثومنا الدائم تحت نيرات الاستعباد و الاستعمار؟
هل ستغفر لنا الحياة بان ارث الامة الذي دفناه في قبر التخلف … تُرك حتى بلا شاهده؟
هل ستغفر لنا الحضارة ان نبقى امة لا تعرف حتى لغتها؟ امة مهمشة و مستهلكة لما تنتجه الامم . الاخرى من صناعة و ثقافة , و نهج حياة يتعامل مع الواقع , باطار المرور الديمقراطي , و العلمي.
الجواب طبعا لا اما النعم التي تبقى لكم فهي:
نعم لان تفهموا بان لا منجزات لكم الا تحسس ارداف العاهرات في النوادي الساقطة…..
نعم بان تيقنوا بأن آلاف من الملابس الداخلية , التي تبيعونها , لن تكفي لستر عورات , ارواحكم المتاهلكة…
نعم لان تمون النعم في احرف الهجاء كلها … ان انفهمت على موتى لا يستحقون الرثاء.
فانتظروا النصر من امجادكم الغابرة …. علها تمطر عليكم اوطانا من السماء.
يسيجها سور من التردي و الهزيمة بها ….قطيع من الحمقى و الاغبياء.
تفاء رضعتموه من الطفولة لاناشيد يرددها …. عويل الريح في المدى يذروه الرياح .
فتظلوا على مرور السنين و مضيها …. مناديل مراحيض للمسح اقفيتهم بها الغرباء.
كاتب فلسطيني – أوديسا
المقالات التي تنشر بالموقع تعبر عن رأي اصحابها و ليس بالضرورة ان تتفق مع راي الموقع