681601277541680 أوكرانيا

فلسطين: ما الذي يخشاه ليبرمان..؟!

باقر الفضلي / لمرتين وخلال أيام معدودات، شن السيد أفيغدور ليبرمان، وزير خارجية دولة إسرائيل، هجوماً مكثفاً ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقد بلغ به الامر، حد الطلب الى حكومته بنزع الشرعية عن الرئيس الفلسطيني وعدم اعتباره شريكاً شرعياً في عملية السلام، 681601277541680 أوكرانيافي حالة توجهه الى الأمم المتحدة في أيلول القادم..!

فما الذي يخشاه السيد ليبرمان من وراء توجه الرئيس الفلسطيني الى هيئة الأمم المتحدة، بعد أن باءت بالفشل، جميع المحاولات التي بذلها الطرف الفلسطيني ممثلاً بالسلطة التنفيذية برئاسة السيد محمود عباس، من أجل إنجاح المباحثات المباشرة مع دولة إسرائيل، رغم كل العراقيل التي وضعها إعداء تحقيق السلام على قاعدة قرارات الشرعية الدولية، لينتهي الأمر أخيراً الى طريق مسدود، بعد أن عملت حكومة السيد نتنياهو كل ما في وسعها، من أجل أن لا ترى مثل تلك المحادثات أي نصيب من النجاح..!؟

فهل ياترى هنالك من طريق آخر يمكن للسلطة الفلسطينية ولوجه من أجل تحقيق مصالح الشعب الفلسطيني، أكثر مشروعية وأضمن سلاماً من طريق الشرعية الدولية، ممثلة بالجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي تدرك جيداً ومن خلال التجربة العملية، وعلى مدى أكثر من ستين عاماً من النضال المتواصل، عدم تجاوب حكومات دولة إسرائيل بشكل عام والمتطرفة منها على وجه الخصوص مع هذا الطريق، ولا نستثني من ذلك حكومة السيد نتنياهو ووزير خارجيته السيد ليبرمان، ويكفيها دليلاً على ذلك، ما تزاوله تلك الحكومات من سياسات تهويد القدس ومحاولاتها غير المنتهية لإخلاء المدينة من سكانها من الفلسطينيين، وخططها غير المنقطعة في إقامة المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة في الضفة الغربية، وكل ذلك بالضد من قرارات الشرعية الدولية، وبدعم من قبل حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، التي ما إنفكت نظرياً من تكرار مقولتها بضرورة التوصل الى حل الدولتين، وذلك من خلال المفاوظات المباشرة بين الطرفين ولكن.. وفي جميع الأحوال بشروط دولة إسرائيل..فيا للغرابة..!؟؟

فليس من الغرابة بمكان أن ينبري السيد ليبرمان شاهراً سلاح الهجوم على الرئيس الفلسطيني السيد محمود عباس، داعياً للإطاحة به من خلال إجراء إنتتخابات مبكرة، “حرصاً” منه على عملية السلام، التي ما فتأ السيد أفيغدور ليبرمان يبحث لها عن شريك مناسب في الطرف الفلسطيني، الأمر الذي لم يعد خفياً حتى على الساسة الإسرائيليين ..!؟؟

ولم يعد خافياً على أي متتبع أو مراقب للمسألة الفلسطينية من لمس حقيقة النوايا التي يبطنها السيد ليبرمان من وراء ذلك الهجوم، والأهداف التي يتوخاها من كل ذلك، كما وليس عصياً على الفهم إداراك مخاوف السيد ليبرمان من توجه السيد محمود عباس الى الأمم المتحدة ومطالبته الأعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 م ؛ فأقل ما يهدف اليه السيد ليبرمان، هو المحافظة على إبقاء الواقع الراهن للقضية الفلسطينية على حاله؛ بما فيه حالة الإنقسام الوطني وتجزئة التراب الفلسطيني، وكل ما يحقق أهداف الحكومة الشوفينية الإسرائيلية القريبة منها والبعيدة، أما الثوابت الفلسطينية، وكما عبر عنها الرئيس الفلسطيني السيد محمود عباس بصدق، فستظل شاخصة للعيان وبإصرار، طالما ظلت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة متمسكة بمواقفها الشوفينية المتطرفة، وسادرة في سياستها العنصرية حيثما تتسلط الأحزاب اليمينية المتطرفة دفة تلك الحكومات..!؟

كاتب عراقي

شاهد أيضاً

قمة

قمة البريكس في قازان إعلانات ووعود تنتهك دائما

أحمد عبد اللطيف / قمة البريكس في قازان، روسيا (22-24 أكتوبر 2024)، هي محاولة أخرى …