جاء هذا الكشف خلال مسلسل إذاعي للخرباوي، بعنوان “التنظيم السري” وعرض خلال شهر رمضان.

وبحسب الخرباوي، فإن جماعة الإخوان المسلمين هي التي “قامت بقتل أسمهان بتكليف من مؤسس الجماعة حسن البنا، حيث كانوا يعتبرونها كافرة ويحل دمها لعملها مع أعداء الوطن واشتغالها بالغناء وسوء سلوكها”.

وكما جاء في إحدى حلقات المسلسل، فإن “أسمهان أفاقت من النوم الساعة الخامسة صباحاً، وأرسلت سائق سيارتها إلى محطة مصر ليحجز لها تذكرة في القطار السريع الذى سيسافر إلى رأس البر، حيث كانت ترغب في الاستجمام والراحة، نظراً لعملها المكثف طوال الشهور التي سبقت الحادث في فيلم (غرام وانتقام)”.

وعاد السائق قائلاً إن كل التذاكر محجوزة، وفق الحلقة التي نشرتها صحيفة الأهرام المصرية، فقالت أسمهان: إذن لنذهب بالسيارة، ورد السائق بأن السيارة غير جاهزة لمثل هذا المشوار، فزاد غضبها واتصلت بالفنان يوسف وهبي، الذي أمر لها بسيارة وسائق من استديو مصر.

وكانت الإخوان المسلمين قد زرعوا سائقاً تابعاً لهم في استديو مصر، لينقل لهم تحركات وخبايا الفنانين.

واستغل السائق الفرصة واتصل بأحد رجال البنا المقربين، فأمره بالذهاب معها، وتنفيذ أمر قائد الجماعة بقتلها “الذي تأخر كثيرا حيث كانوا ينوون قتلها قبل ذلك”، كما كشفت الحلقة.

السائق رحب بالمهمة

وحسب المسلسل الإذاعي، فقد رحب السائق التابع لجماعة الإخوان المسلمين بتنفيذ المهمة المكلف بها، خاصة أن أسمهان لم تكن بمفردها، واصطحبت معها صديقتها.

كما استغل السائق “الإخواني” أن المطربة كانت تتعجل الوصول وتطالبه بأن يسرع، وعندما اقتربت السيارة من “ترعة الساحل” التي تقع بين طلخا ودمياط، هدأ من سرعة السيارة فجأة ونظر خلفه ثم فتح الباب، وألقى بنفسه خارج السيارة، بعد أن وجه عجلة القيادة تجاه الترعة، حيث كان البابان الخلفيان مغلقين.

ولم يحضر أحد لإنقاذ أسمهان وصديقتها قبل مرور نصف ساعة، لأن ذلك اليوم كان الجمعة، إلا أن أحد المارة اتصل بشرطة مدينة طلخا، التي طلبت غواصين كي ينزلوا الترعة لإنقاذ سيارة وقعت فيها، وعندما نزلوا أخرجوا من السيارة أسمهان وصديقتها ماري قلادة.

وبهذا الكشف يكون الخرباوي، صاحب كتاب “سر المعبد”، قد أزال غموض لغز استمر سنوات طويلة.

وكتاب “سر المعبد” يكشف فيه الخرباوي خفايا جماعة الإخوان المسلمين.
وتعليقاً على ذلك، قال الخرباوي في الخبر الذي نشرته “الأهرام”، “حقيقة طبعاً وثابتة من خلال وثائق الخارجية الفرنسية، ووثائق الخارجية البريطانية، وأيضا من خلال معلوماتي الشخصية التي استمددتها من رموز النظام السري عندما كنت في الإخوان”.

البنا والإنجليز

من جهته، ذكر أحد كتاب الرأي في “الأهرام” أن الخرباوي سجل لمحمود عبدالحليم – أهم مؤرخ لتاريخ الإخوان – حواراً من 7 ساعات حكى فيه كثيراً من الأسرار.

ومن بين تلك المعلومات التي ذكرها الكاتب في الصحيفة المصرية أن حسن البنا رفض أمام زملائه تقاضي مبلغ 2000 جنيه من الجنرال كلايتون الذي كان ضابط اتصال بين الإنجليز والإخوان، وبعد أن رفض البنا المبلغ أمام قيادات الجماعة اجتمع مع كلايتون وحدهما وأخذ منه المبلغ.

وكان كلايتون هو الذي نقل إلى حسن البنا رسالة للتخلص من أسمهان لأن الإنجليز اعتبروا أنها “عملت لحساب المخابرات الألمانية”، على حد ما نشر في الصحيفة.