khalid al ezzi أوكرانيا

فرنسا والجزائر: علاقات جديدة بعيدة عن الشفافية …!!!

د.خالد ممدوح العزي / لم تكن زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى الجزائر بتاريخ19كانون الأول “ديسمبر” 2012. بداية جديدة لفتح علاقة ندية مع الجزائر الذي يطالب الجزائر بالاعتذار لما ارتكبته khalid al ezzi أوكرانيافرنسا الاستعمارية بحق الجزائريين أثناء فترة الاستعمار لبلدهم في فرنسا من اضطهد وتعذيب وقتل. زيارة هولاند  إلى الجزائر  بلاد المليون شهيد خجولة جدا ، لقد قالها :”انه لم يأتي اليوم  إلى الجزائر للاعتذار من الشعب الجزائري  على ما ارتكبته فرنسا بحق الجزائيين  أثناء حقبة الاستعمار الإجرامية “.

عهد جديد دون شفافية :

 تعتبر زيارة هولا ند إلى فرنسا هي الأولى في عهده، وللزيارة رمزية خاصة بسبب الدلالة الرمزية  لتاريخ  سنة الزيارة  1892″ – 2012  “والتي تمثل خمسون عاما على خروج فرنسا من الجزائر.

الزيارة ضرورية كما وصفها الرئيس  هولاند  نفسه  في تصريحه بعد لقاءه  الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ،  وصفها أيضا بالضرورية لأنها تفتح عهدا جديدا بين البلدين بعد خمسين سنة من الاستعمار بالرغم من تغيب لغة  الاعتذار  بسبب الخلافات الفرنسية الداخلية . فالآراء الفرنسية المختلفة حول الاعتذار مشغولة والانقسام الحاد يسيطر على الجو العام في كافة الشرائح  والطبقات الفرنسية .

ففي الجزائر كانت العيون تنظر إلى حركات وإشارات هولندا القادم إلى إليهم، والأذان تتلهف لسماع الاعتذار الرسمي من الشخص الأول في فرنسا.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة  اليوم؟؟؟ هل السياسة أهم من التاريخ ا وان التاريخ أهم من الذاكرة وهل الاقتصاد أهم من السياسة والتاريخ ومن الذاكرة ؟؟؟

مقياس الربح والخسارة :

لقد أصر هولاند أثناء  زيارته على فتح شراكة إستراتيجية بين البلدين مبنية على أساس الندية …وتغليب المصالح الاقتصادية على كل العلاقات الشائبة بين البلدين والعمل على تمتين الشراكة الاقتصادية بينهما ورفع مستوى التبدل التجاري للبلدين .

 لكن فرنسا التي تمر بأكبر أزمة اقتصادية حادة لكونها تعكس نفسها على الداخل الفرنسي، فاليوم هي بحاجة إلى أموال الجزائر المجمدة في البنوك العالمية والتي تقدر بحوالي 200مليار دولار$ فالانفتاح على الجزائر تعني استغلالا فعليا للكنز المجمد .

ولكن حاولنا  تقيم الزيارة حسب مصالح البلدين  فإننا نرى بكل وضوح بان المصلحة الفرنسية أكثر منها جزائرية :

1- المسالة أضحت مسائلة صراع داخل النظام السياسي الفرنسي الذي يعاني من صراعات في داخل المكونات الداخلية الفرنسية صراع بين اليمن واليسار الاشتراكي ،صراع اليمين –اليمين ، صراع اليسار- اليسار، بسبب الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تعصف بفرنسا وغياب الحلول. 

  2-الجزائر يعاني اليوم من أزمة سياسية تعصف بالمنطقة العربية بسبب ثورة الربيع العربي فالنظام مفصول عن مجتمعه ووقعه السياسي،لأنه يعاني من غياب الشرعية الداخلية وغياب الإصلاحات التي تعاني منها الجزائر منذ تأسيس الدولة الحالية لذلك أضحى النظام  يبحث عن غطاء سياسي ربما فرنسا تؤمن له هذا الخطاء .

فالنقاشات لا تزال دائرة في فرنسا حول نتائج الزيارة والشعب بعيد كل البعد عن نتائج هذه النقاشات التي تدور ،فمعاهدة الصداقة التي تم توقيعها بين البلدين ما هي إلا خديعة فعلية بين الطرفين :

1- الأول يبحث عن مصالح اقتصادية خاصة له في بلد يملك ثروات هائلة واحتياط مالي كبير مجمد في البنوك  .

 2- الثاني يبحث عن غطاء سياسي بسبب ترهل حكمه وتهديده من ثورات الربيع العربي بزوال عرشه يستنجد بفرنسا.

تبقى الأزمة عالقة بين البلدين طالما لم تقدم فرنسا اعتذار رسميا تعترف بجرائمها التي ارتكبتها ضد الجزائريين ابن حقبة الاستعمار، على النخبة الفرنسية اليوم مهمة الخروج من أزمة الفكر الاستعمار القائم في فرنسا والتقدم نحو طرح شراكة صداقة مع العالم الجديد بعيد عن أفكار الماضي من خلال الاعتراف بأخطاء الماضي ونحمل مسؤوليته الأخلاقية لبناء شراكة ندية مع دول “الفرنكوفونية”،فمعاهدة الصداقة التي تحدث عنها الطرفان هي صداقة مبنية على خديعة بين الطرفيين الأول يبحث عن مصالح اقتصادية والثاني يبحث عن غطاء سياسي .

إضافة إلى مالي الخلافي  تتزايد الملفات الخلافية بين البلدين :”كملف مالي الخلفي والملف السوري وملف تنظيم القاعدة والتعاطي معه،والملف الليبي الذي كان ومازال ملفا خلافيا “.

زيارة هولاند تأتي ضمن تقديم خطوة  متواضعة من خطوات فرنسا للسلطة الجزائرية ماهية إلا اعتراف جزئي لبعض الجوانب التاريخية  لسياسة فرنسا  الاستعمارية التي قامت سابقا بها ضد الجزائر وشعبها بانتظار الاعتراف الرسمي بجرائم تلك الحقبة لتفح المجال الحقيقي لبناء علاقات ندية بين الجزائر وفرنسا .

 

كاتب اعلامي ومختص  بالأعلام السياسية والدعاية .

شاهد أيضاً

قمة

قمة البريكس في قازان إعلانات ووعود تنتهك دائما

أحمد عبد اللطيف / قمة البريكس في قازان، روسيا (22-24 أكتوبر 2024)، هي محاولة أخرى …