أهم الأخبار
"فخ السلام": لماذا لا تقبل أوكرانيا التسوية مع المعتدي!؟
"فخ السلام": لماذا لا تقبل أوكرانيا التسوية مع المعتدي!؟

فخ السلام – لماذا لا تقبل أوكرانيا التسوية مع المعتدي؟

الحرب لم تنته بعد، بل هي فقط تدخل مرحلة جديدة. إن وقف إطلاق النار لا يلوح في الأفق حتى، ولا يزال بعض اللاعبين الدوليين يحاولون إيقاع أوكرانيا في “سلام سريع”، وهو ما يعني في الواقع فترة راحة مؤقتة للاتحاد الروسي وخسارة استراتيجية لأوكرانيا. لقد أوضح الرئيس السابق لوزارة الخارجية الأوكرانية، دميترو كوليبا، الحقيقة بوضوح في مقابلته مع هيئة الإذاعة البريطانية: إن أولئك الذين يروجون للسلام حالياً بشروط بوتين لا يسعون إلى انتصار أوكرانيا – بل يسعون فقط إلى إنهاء الحرب بأي ثمن، حتى لو كان ذلك يعني تقديم تنازلات للمعتدي. أحد الأمثلة على هذا النهج هو ما يسمى بـ “خطة السلام الثلاثية”، والتي، بحسب فوكس نيوز، ناقشتها الولايات المتحدة والاتحاد الروسي في المملكة العربية السعودية. ويبدو أن هذه النقاط مفيدة فقط للولايات المتحدة وروسيا الاتحادية، بالإضافة إلى أوكرانيا نفسها. لماذا؟ أولاً، وقف إطلاق النار دون ضمانات لتحرير الأراضي المحتلة لا يعني سوى تجميد الصراع، وليس السلام. وهذا سيسمح لروسيا بإعادة تجميع صفوفها، وزيادة إمكاناتها العسكرية، وبعد مرور بعض الوقت تبدأ مرحلة جديدة من الحرب. هل هو مفيد لبوتين؟ نعم. هل هو مفيد لأوكرانيا؟ بالتأكيد لا. ثانياً، لا تشكل الانتخابات خلال الحرب تهديداً للديمقراطية فحسب، بل هي استفزاز صريح. إن التصويت في ظروف احتلال جزء كبير من الأراضي سيعني فقدان السيطرة على العملية. وعلى الفور تستخدم روسيا وعملاء نفوذها هذه الفوضى لزعزعة الاستقرار، وسوف يتم إعلان النتائج غير شرعية في نظر الأوكرانيين والمجتمع الدولي. ثالثا، الاتفاقية النهائية – كل شيء واضح هنا. وإذا نجحت الخطوتان الأوليتان في أيدي الكرملين، فإن الخطوة الثالثة سوف تصبح تعزيزاً رسمياً لمكاسبه السياسية والإقليمية. فبدلاً من الإنهاء الكامل للاحتلال، تقع أوكرانيا في فخ “مينسك”، حيث تضطر أوكرانيا إلى الموافقة على تسويات لن تؤدي إلا إلى إطالة أمد معاناة الحرب، وليس إنهائها. إن ما يسمى بخطة السلام هذه ليست وسيلة لإنهاء الحرب، بل هي فخ لأوكرانيا. فهو يهدف إلى خلق وهم عملية السلام، في حين أنه في واقع الأمر يسمح للكرملين بكسب الوقت والحفاظ على مكاسبه الإقليمية غير القانونية. ومن المهم أنه في مناقشة هذا السيناريو هناك بالفعل افتراضات حول “الفرص المنخفضة” للرئيس زيلينسكي لإعادة انتخابه. وهذا يعطي سببًا للاعتقاد بأن بعض القوى السياسية في واشنطن تسعى إلى تغيير الحكومة في أوكرانيا، على أمل العثور على زعيم أكثر ارتياحًا للتسويات. وفي الوقت نفسه، فإن الولايات المتحدة وروسيا، وفقاً لفوكس نيوز، تتفاوضان بالفعل حول الفرص الاقتصادية بعد الحرب. وهذا يثير قلقاً بالغاً، لأن المسألة لا تكمن في كيفية إعادة بناء أوكرانيا، بل في من سيسيطر على هذه العملية. ولا ينبغي للدول الغربية أن تكرر أخطاء الماضي، عندما لم يعاقب المعتدي على جرائمه فحسب، بل أعطته أيضاً الفرصة لاستعادة نفوذه من خلال النفوذ الاقتصادي. ولابد أن تكون استراتيجية أوكرانيا واضحة وغير قابلة للتغيير: عدم التنازلات التي تعمل على تعزيز المكاسب الإقليمية التي حققتها روسيا أو إضعاف الدولة الأوكرانية. والفرصة متاحة لكييف للعب لعبتها الطويلة الأمد، والتي تتضمن إشراك الإدارة الأميركية الجديدة ليس في التوصل إلى اتفاق متسرع، بل في الحفاظ على سلام حقيقي مستدام يضمن الأمن ليس لأوكرانيا فحسب، بل وأيضاً لأوروبا بالكامل. وهذا يعني بعض الأشياء الرئيسية. أولاً، لا وقف لإطلاق النار دون خطة حقيقية لتحرير الأراضي المحتلة. ثانياً، رفض إجراء الانتخابات والبلاد في حالة حرب. ولا يمكن للديمقراطية أن تعمل تحت كمامة البنادق الروسية. ثالثاً، ينبغي لأية مفاوضات سلام أن تتضمن قضية مسؤولية روسيا عن العدوان وجرائم الحرب والتعويضات لأوكرانيا. وأخيرا، يتعين على أوكرانيا وحلفائها أن يفهموا أن أي “حل وسط” مع الكرملين الآن لا يشكل سوى تأجيل للصراع التالي الأضخم. إن العالم المتحضر أمام خيارين: إما تقديم التنازلات التي تمنح روسيا الفرصة لاستعادة قوتها، أو مواصلة النضال من أجل تحقيق نصر حقيقي. لقد دفعت أوكرانيا بالفعل ثمنا باهظا في مقابل حريتها، حتى أنها لم تسمح لأحد بفرض السلام عليها بشروط المعتدي. ويتعين على العالم أن يفهم: إذا خسرت أوكرانيا، فلن تكون هذه مأساتها فحسب، بل ستكون مقدمة لصراع عالمي جديد لن يتخلف فيه أحد عن الركب.

"فخ السلام": لماذا لا تقبل أوكرانيا التسوية مع المعتدي!؟
“فخ السلام”: لماذا لا تقبل أوكرانيا التسوية مع المعتدي!؟

أوكرانيا اليوم

إقرا المزيد:

ما هو أسطول الظل الروسي لنقل النفط؟

شاهد أيضاً

MSC Logo 02.svg

ميونخ 2025: محاكمة التاريخ أم تكرار الماضي؟

أصبحت ميونيخ مرة أخرى في قلب الدبلوماسية العالمية. داخل أسوار هذه المدينة الألمانية، يقام مؤتمر …