مأمون شحادة / المتتبع لزيارة بطريرك موسكو وسائر روسيا ‘كيريل الاول’، لمدينة القدس والمنطقة، يضع العديد من التساؤلات والحيثيات والدلالات لتفسير قدومه في تلك الظروف الصعبة، لما تشهده المنطقة من توتر وصراع، إضافة الى تعطل عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية.
من الواضح ان زيارة البطريرك ‘كيريل’ تحمل عدة دلالات يجب الوقوف عندها، لانها تحوي اموراً خاصة بشخصه هو، وعامة ضمن السياسة الروسية المقصودة.
الأمور الشخصية، تأتي لاستكمال تنصيبه كبطريرك لسائر روسيا، ما يتطلب منه أداء الطقوس الخاصة بالكنيسة الأرثوذوكسية الروسية، كالحج الى الاماكن المسيحية المقدسة، وزيارة الرموز المسيحية وخصوصاً المتواجدة في الشرق.
اما الامور العامة، فتأتي استكمالاً للزيارة التي قام بها فلاديمر بوتين للمنقطة قبل اشهر ضمن حلقات اثبات الذات الروسية وسد فجوة الفراغ السياسي التي تجتاح العالم، كرسالة دينية تنشد السلام والرؤية البوتينية.
صحيح أن بوتين أتى إلى المنطقة لافتتاح عدة منشآت ثقافية ودينية روسية في فلسطين وإسرائيل والأردن، ومعه أحلام وردية بوتينية تتخطى الحدود الاقليمية لمنطقة الدب الروسي، الا ان الزيارة الدينية التي قام بها البطريرك الروسي -على الرغم من امورها الخاصة بالكنيسة- اقوى واشمل، لانها تدغدغ الشعور الديني للطائفة الارثوذكسية الشرقية التي يبلغ عدد اتباعها اكثر من 150 مليون شخص.
اذن، المعادلة التوافقية الروسية بثنائيتها(دفويكا)، السياسية والدينية، اخذت ترسم ملامح الفترة المقبلة، وفق رسالة روسية عنوانها: “يد على الزناد، ويد تصافح للسلام”.