محمود عبد اللطيف قيسي / فلسطين العربية المحتلة ومنذ فجر التاريخ وبالحديث وهي تتعرض لأشرس حرب كونية شنها فُجار لمم أتوا فلسطين سرا وعلانية زاحفين وراكبين كزائرين ومستكشفين ومن ثم كمستوطنين محتلين ، أتوها مدفوعين ومن مرجعية ليست لهم أو تخصهم تحت هدف تحرير بيت المقدس العربية من يد العرب والمسلمين أصحابها وملاكها الشرعيين ، وجعلها ثانية عاصمة للدولة اليهودية الموعودة كما يعتقد ويروج هؤلاء الفجار .
وبناء على جهد كبير بذله مردة الصهيونية وكبار حاخامات اليهود لإقناع المعتنقين لليهودية أنهم ورثة الأنبياء وبني إسرائيل الأوائل الأتقياء ، وتحت نظر وبصر فجار العالم وشياطينه ، وبغض طرف من شيوخ المسلمين القابعين في غيابات الحقيقة الملتهين والملهين العوام بهوامش الأمور ، وقعت فلسطين وعاصمتها الأبدية المقدسة مدينة القدس تحت الاحتلال الصهيوني المتمترس خلف جدار اليهودية ، والذي مُد بكل أشكال القوة من حبل الناس كما وصف القرآن الكريم الذي نزل على المسلمين قبل نزول القرضاوي عليهم كالصاعقة وجماعته المنضوين تحت مسمى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بأكثر من أربعة عشر قرنا .
وبعد ضياع كل فلسطين وتدنيس القدس ومقدساتها بالاحتلال الصهيوني الإسرائيلي لم يبرز من بين ركام فلسطين وشوارع العروبة المصرية الشيخ القرضاوي المحارب باسم الدين والقابع اليوم بمكتب فاخر جانب قاعدة السيلية في قطر التي منها قصف العراق ومنها أخرجت القنابل الفسفورية لقتل شعب غزة ليفتي بالجهاد الواجب لتحريرها ، مع أنه ومع تتالي فصول القضية الفلسطينية كان مفتيا بارزا في صفوف الإخوان وعضوا فاعلا بخلايا حزبية حاربت نظام عبد الناصر ليس لأنه موال للغرب كما القرضاوي وجماعته بل لأنه كان معاد لبريطانيا وفرنسا بطلتا الغزو الثلاثي ضد مصر سنة 56م وعرابتي الربيع العربي ضد الأمة العربية جمعاء .
والقضية الفلسطينية بفصولها ومراحلها ما زالت تتعرض لحرب من نوع جديدة أبطالها فجارا التقوا على هدف خدمة الصهيونية العالمية عبر اليهود الأعضاء غير المرئيين في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه الشيخ القرضاوي ، والذي قرر بعد استراحة الفاجر اليهودي المحارب شن هجومه المؤلم الجديد المدعم بطعم الدين وتحت مسمى منع التطبيع ضد القدس وفلسطين ، عبر فتاويه المتخصصة التي جاءت إرضاء لليهود وإرضاء لحكام قطر اللذين يعمل ببلاطهم وجزيرتهم ، وقبل كل ذلك إرضاء لأمريكا التي من رضيت عنه بقي ومن غضبت عليه رحل .
والشعب الفلسطيني لأنه شعب مجاهد يرأس الكبار ويعلمهم الصبر والنضال والتحدي ، كان سيوافق على فتوى القرضاوي بمنع زيارة القدس لو كانت فتواه كالتالي ( يحرم على العرب زيارة القدس زائرين ، وواجب عليهم اليوم قبل الغد زيارتها فاتحين ) لكنّ القرضاوي كمن قرأ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ.. ) واكتفى ، والشعب الفلسطيني لأنه يعي الأزمنة ومفرداتها والأمكنة وتعقيداتها وخصوصياتها يتساءل : هل سيكون يوما أمام القرضاوي قبل لقاء سائله ، ومكانا قبل دخوله لحده يتحف العرب والمسلمين ويجتمع هو وهم لإصدار الفتوى الشرعية التي تلزمهم حكاما ومحكومين للجهاد من أجل تحرير فلسطين ؟؟؟ وهو ولأنه يعرف أكثر وأكثر وخبر الحياة بحلوها ومرها يجيب : القرضاوي لن يقدر على ذلك بالتأكيد ولن يفتي لهذا الأمر بالتحديد ، لأن حرب الفجار المتكاتفين المتضامنين ضد فلسطين دائمة ومستعرة ومستمرة .
فالفلسطينيين كما كل العرب والمسلمين الحيارى والغاضبين من فتاوى القرضاوي النار على فلسطين وثوارها ، السلام على جرائم اليهود وإسرائيل ومستوطنيها ، باتوا لا يريدون ممن يتبع فتاوى القرضاوي وسنن اليهود شبرا بشبر زيارة القدس ومدنهم ، هم يريدون مالا وسلاحا من العرب والمسلمين الأطهار حجبته فتاويه عنهم مثلما فعلت قرارات أمريكا دائما التي تسبق أو ترافق فتاوى القرضاوي ، هم يريدون عربا تقاة وليس عربا نهاة ليساهموا بتحريرها كما أمر محمدا ، وليس كما طالبت فتاوى القرضاوي وأوامر أمريكا بتركها لمصيرها ، هم يريدون ربيعا عربيا حقيقيا ناطقا بالشهادتين وبالعربية مفتيه وقائده محمدا يعيد القدس وعمر وصلاح الدين ثانية فينا ، لا ربيعا غربيا زائفا ناطقا بالفرنسية والانجليزية والعبرية يقتل النخوة فينا ، قائده حمد ومفتيه القرضاوي الذي جمّله وأحل جرائمه ورشحه لقيادة الزمن الغادر المقبل الذي يخلوا كما يظن الفجار من خارطة فلسطين .
[email protected]
ملاحظة: المقالات التي تنشر بالموقع تعبر عن رأي صاحبها و ليس بالضرورة عن رأي الموقع