أوكرانيا اليوم / كييف/ رأت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية أنَّ الوقت حان لكي يعرض الغرب وأوكرانيا إبرام صفقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فلن تنجح أوكرانيا أبدًا ما دامت في حالة عدائية مع جارتها روسيا. وأوضحت أن توبيخ القادة الغربيين للرئيس بوتين في قمة مجموعة العشرين باستراليا مؤخرًا أراح ضمائرهم، لكنه لم يحقق أي تقدم للسلام في أوكرانيا، إذ أن سياسة التلميحات لن تكون بديلة عن وضع استراتيجية متسقة مطلوبة لمعالجة التهديد الأكثر إزعاجا للأمن الأوروبي منذ نهاية الاتحاد السوفيتي.
وأشارت الصحيفة إلى أن القادة الغربيين كانوا محقين في فرض عقوبات على روسيا لإعادة رسمها الحدود الدولية من جانب واحد، وذلك بضمها شبه جزيرة القرم والتدخل في شرق أوكرانيا وإحداث الفوضى في أوروبا، لكن العقوبات لم تغير سلوك روسيا، بل فاقمت الأوضاع سوءًا، وعززت شعبية نظام بوتين، وقوّت شوكة المتشددين في الكرملين الراغبين في الانعزال. وبناءً عليه، تشير الواقعية إلى أنَّ الوقت حان لكي يحاول الغرب وأوكرانيا إبرام صفقة مع روسيا من أجل الاستقرار في أوكرانيا، ويجب على الغرب أن يسعى للتوصل لحل دبلوماسي بقدر المستطاع، بحسب الصحيفة.
وشدَّدت الصحيفة على ضرورة أن تكون الأولوية بالنسبة للغرب هي مساعدة أوكرانيا على الازدهار والعيش في أمن، فلن تنجح أوكرانيا أبدا ما دامت في حالة عدائية مع جارتها روسيا العازمة على إضعافها ككيان سياسي واقتصادي. وألمحت إلى أن إجبار روسيا على الانسحاب من أوكرانيا لن يحدث، لأن هذا سيقود إلى حرب عالمية ثالثة، مع عدم استعداد الغرب لنشر قوات للدفاع عن أوكرانيا، ولا حتى – في الوقت الحالي – توريد أسلحة ثقيلة إلى كييف.
والأسوأ من ذلك أن الغرب يفشل في توفير الدعم المالي اللازم لمنع الاقتصاد الأوكراني من الانهيار، مع توقعات انكماش الاقتصاد بأكثر من 7% هذا العام، على حد قول الصحيفة.
وكما كتب جورج كينان، الدبلوماسي الأمريكي الكبير صاحب نظرية الاحتواء للاتحاد السوفيتي والخطر الشيوعي: “ينبغي على الغرب جعل المطالب السياسية لروسيا أولوية، بطريقة تترك المجال مفتوحا للإذعان ولا تضر بمكانة روسيا وهيبتها”.
واختتمت الصحيفة بالقول إنه إذا رفضت روسيا إبرام صفقة مع الغرب، فينبغي حينها إعادة قراءة وصفات كينان للاحتواء، وسيكون الغرب بذلك قد عاد إلى عالم مكافحة القوة والاحتواء.