بقلم :الاعلامي العراقي عدي صباح / هكذا علمتنا الفلسفة الواقعية ،، وفي التطبيقات العملية للعاملين في مجال الإعلام المستقل لابد ان تكون الكلمة صادقة ،، والأقلام ليست رخيصة أو تستغل لتسيير المجتمعات بشراء الذمم ،، ولعل الجانب الأخلاقي والإنحدار المجتمعي وسمعة الإعلامي تعد ابعاد ذات تأثير بالغ في مصداقيته فكيف لمن يهدر المال العام أن يدعو للحفاظ عليه وقد سخره هذا المال للمنافع الشخصية ،، ومصالح بعض الفئات على أساس التجاذب والتقارب والتملق ،، وكيف لمن يحتاج إلى العفة أن يطالب بالشرف أو رقي أخلاق المجتمع ،، وكيف للمتلون أن يعطي صورة واضحة لحدث من الأحداث ،، ونحن اصبحنا بحاجة إلى نقد الناقد وإنتقاءه ،، فلا يمكن أن تبقى الصحافة بلا معايير ،، والحرية لمن لا يمتلك ابسط المقومات وفاقد الموضوعية ،، مما يدخلنا بالدورة التاجية التي لابد من ان تنقي القلب قبل ان تغذي الجسد ،، وعلى مد العقود ننتظر ما نستمده من العقول المفكرة بالافكار النيره ،، وليس الخداع بغية تحقيق الكاسب والرغبات الضيقة على حساب سمعة الإستقلالية ،، وها نحن نواجهة الازمة الداخلية التي يفتعلها مؤزمي الإزمات ،، لتسويق الفكر المنحدر للحصول على المنافع واصبحنا بحاجة لمراجعة أنفسنا لكل من ينتمي لهذا الحقل المثمر بالعطاء ،، وفرز صائغي العبارات بألوان الخيال ومنتقي المفردات والتعبيرات اللغوية البراقة التي أبعدتنا عن الواقع نفسه وشغلتنا ببراعة التعبير ،، ولابد من نقطة النظام التي توقف هذا السيل لكون في تركه ضياع للفكر وهدر للطاقات الصادقة ،، وهو لا يستهدف شخص بعينه بل يستهدفنا نحن في أن نراجع الضمائر الحية واقتلاع الضروس المسوسه في فم الحقائق .. ولا نحتاج التشخيص فالحقيقة قد كشفها النهار .