لاعبو سباق التسلح الجديد في العالم المتمثلة بالولايات المتحدة وروسيا والصين يضرمون النار في كل بلدان العالم ، بحيث يختبر كل منهم أسلحة جديدة كل شهر تقريبًا ، بما في ذلك المعارك الفضائية ، السؤال الذي يطرح نفسه من يفوز حاليًا في هذا “السباق”؟؟ وأين أوكرانيا من لعبة الأمم؟؟
يقوم الكرملين بتذكير العالم بشكل دوري بأسلحته الأسرع من الصوت ، والجدير بالذكر أنّها وعدت بوضعها في الخدمة القتالية العام المقبل ، كما تحاول الولايات المتحدة أيضًا مواكبة هذا الاتجاه ، حيث أعلنت عن إجراء إختبار نوع جديد من الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت .
وفي المقابل تخطت الصين المنافسين ، التي بدورها أطلقت دون أن يلاحظها أحد من قبل روسيا والولايات المتحدة ، أحدث صاروخ يعمل بالطاقة النووية في جميع أنحاء العالم.
وفي وقت سابق صرح أوليكسي إيزاك ، رئيس القطاع في المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية لأوكرانيا “أنّ روسيا إنضمت إلى نادي الدول ذات التكنولوجيا المضادة للأقمار الصناعية التي تضمّ الآن الصين والولايات المتحدة وروسيا والهند ، متسائلاً “هل تمثل تصرفات روسيا في الفضاء تهديدًا لأوكرانيا؟ معترفاً أنّ “مثل هذه الأسلحة لا تزال قيد التطوير في روسيا ، لكنها أظهرت أنه على المدى الطويل ستكون قادرة على إسقاط الأقمار الصناعية ، بما في ذلك الأقمار الصناعية لأوكرانيا”.
يظنّ الكثيرون أنّ الحرب الباردة قد ولّت منذ يداية التسعينيات بعد تفكّك الإتحاد السوفياتي غافلين عن أنّ الحرب توسعت أطرها لتشمل عدة دول في العالم من أبرزها كوريا الشمالية والصين وإيران والهند وغيرها على عدة صعد من أبرزها الأمني والعسكري.
يقول دبلوماسي روسي يعمل في سفارة بلاده بواشنطن إنّ “المعضلة الحقيقية في علاقتنا بالولايات المتحدة محورها اعتقادهم أنّ الحرب الباردة انتهت بانتصارهم وهزيمتنا، وعليه يتبنون سلوك المنتصر ويتوقعون منا سلوك المنهزم”.
وأضاف الدبلوماسي الذي اشترط عدم الإفصاح عن هويته، “نحن نرى أن الحرب الباردة انتهت دون إطلاق نار، ودون منتصر ولا مهزوم”، وهذا هو جوهر الخلافات بين موسكو وواشنطن في العديد من القضايا العالمية.
في وقت حذر فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الناتو من أن نشر أسلحة أو جنود في أوكرانيا يعني تجاوز “الخط الأحمر” بالنسبة لبلاده، معتبرا أن ذلك قد يؤدي إلى رد قويّ، بما في ذلك نشر محتمل لصواريخ روسية.
ومن هذا المنطلق ، لا يوجد تهديد روسي على أوكرانيا ، بل يمكن القول بجرأة لا يوجد دعم روسي فعلي لما يسمى بالإنفصاليين في شرق أوكرانيا ، بل دعم أميركي لهم لأنّ المستفيد الأكبر من زعزغة أمن وإستقرار الحدود الأوكرانية الروسية هي الولايات المتحدة ، لأنّ الحرب هي حرب نحو سباق التسلح أمّا أوكرانيا وغيرها من الدول النامية ما هي إلاّ حجة لتغطية نمط سلوكهم في الحروب.