أوكرانيا اليوم / كييف / يعود عمر مدينة فيودوسيا إلى أكثر من 2500 عامٍ، حيث تقاطع الزمن مع الثقافات، مما جعلها تقدم الكنائس الأرمينية، وجدران الحصون، ومساجد المسلمين إضافةً إلى البحر الأسود. لقد وجد الإغريق فيودوسيا في أواسط القرن 6 وكانت تسمّى آنذاك باسم كافا.
تُعتبر دار الإسطانبولي أجمل بناءٍ في فيودوسيا والذي بُني خلال الأعوام 1909-1914. وحسب الأساطير فإن مُبدع البناء هو قائد انفصال فيينا أوتوفاغنر. لقد بُني الكوخ ذو الطراز البربريّ المغربيّ بأمرٍ من صاحب معمل التبغ يوسف إسطانوبلي، والذي كان هديةً فاحشة الثمن (كلفتها 1.100.000 روبل !) إلى زوجته الجميلة بمناسبة ذكرى زواجهم العاشر. ويعود التصميم الداخلي الرائع إلى طراز أوائل القرن 20، وقد بقي كما هو إلى يومنا هذا. وقد استُخدم الكوخ كمصحةٍ خلال الحقبة السوفييتية، ويُستخدم اليوم كفندقٍ صغيرٍ مزودٍ بمقهى.
شيءٌ آخر رائعٌ يتوجب عليك زيارته، وهو معرض إيفان آيفازوفسكي الوطنيّ للفنون. كما يمكنك أن تجد في فيودوسيا أيضاً ينبوعاً على الطراز الشرقيّ والذي صمّمه آيفازوفسكي في مركز المدينة عام 1888. شُرب الماء من ذاك الينبوع متاحٌ لأي شخصٍ، وسيرى الشارب منه كوزاً فضياً فوق حنفيته منقوشاً عليه: “اشرب من أجل إيفان كوستيانتينوفتش وعائلته”. وقد حصل الينبوع على خاصته في العام 2007: عزف الموسيقى الهادئة فيه.
وقد كان مسجد مُفتي الجامع خلال القرون الماضية مكان العبادة للأتراك والتتار الكريميين والأرمنيين. وقد بُني المسجد على الطراز الإسطانبولي عندما كانت تحت حكم الأتراك. وقرب المسجد تتواجد مئذنةٌ مثمنّة الشكل بُنيت من قطع الحجارة الكلسية المُفحّمة ومن بقايا أحجار الحمّامات التركية. وفي العام 1975 وبعد الدمار الطويل الأمد تمّت إعادة بناء المسجد من قبل مرممين كريميين وكييفيين، وهو مسجدٌ تقام في الشعائر كل جمعةٍ الآن.
الكنائس الأرمنية في فيودوسيا : تقوم كنيسة القديس سيرجي (1363) على تقاطع الكنائس الأرمينية وكنائس كرايمسكا، وهي تشتهر بصليب خاليتشكار المنقوش على حجارة الجدران. في العام 1888 تدمّرت كنيسة القديس سيرجي بالحريق ثم أعيد بناؤها بدعمٍ ماليٍ من آيفازوفسكي. كنيسة الملاكَين ميكائيل وجبرائيل المحصّنة والتي بُنيت عام 1408 تتواجد في 11 شارع فيرنسكا على طريق مَعْقِل المدينة، وهي مبنيةٌ على الطراز الرومانيّ القديم. كنيسة القديس جورج في 32 شارع ناخيموفا هي جزءٌ مكمِّلٌ من حياة القديس جورج الدَيْرية في القرن 13.
وبالعودة إلى الأساطير المَرْوية فإن الكنيسة بُنيت في القرن 13، وحَرمُ الكنيسة موضوعٌ تحت رعاية المجتمع الأرمينيّ في فيودوسيا .
الأديب ألكساندر غرين والمتحف التذكاريّ: لقد كتب العالم ألكساندر غرين أكثر الروايات عاطفيةً والقصص القصيرة هنا في فيودوسيا (1880-1932). وقد عاش الكاتب في المدينة خلال الأعوام 1924-1930 وكتب أشهر رواياته “التي ركضت على الموج”. ستجد أنّه من السهل التعرف على منزل الكاتب عن طريق رؤيتك للنقش الشراعيّ البارز، وقرب المدخل سترى مرساةً للسفن. غرف المتحف مزينةٌ بـ مقابض السفن الجرّاقة وقُمرة القبطان غيس وقمرة الجزّ وقمرة المسافرين.