أوكرانيا اليوم / كييف / حديقة “سوفيفكا” من أشهر المعالم المهمة في العالم، وهي نصبٌ من الفن الطبيعي خلال القرنين 18-19. يتواجد في الحديقة تنظيمٌ للنزهات- التي تتيح لك مختلف أنواع التسلية وركوب الجياد أو حتى أن تحظى برحلةٍ عاطفيةٍ في عربة سكة الحديد عبر البحيرة. تعتبر الحديقة منافسةٌ بحقٍ لكل الأماكن الفاتنة في أوكرانيا، وهي من الأماكن الغريبة جداً في البلاد. يتوافر في الحديقة أكثر من 3300 نوعاً من النباتات بينها 41 جنساً من شجر التنوب، و 100 جنسٍ من النباتات المتعرشة، و 24 جنساً من شجر الزان، و 57 جنساً من نبات الوردية، و 320 نوعاً من الورود ونبات الخزامى. وقد تم تسمية الكوكب الصغير رقم 2259 باسم “سوفيفكا” تيمناً بحديقة يومان.
يَحكي تاريخ الحديقة قصة الحب العاطفية للثري البولندي ستانيسالاف بوتوتسكي وزوجته صوفيا. فقد كانت صوفيا اليونانية الجميلة ـ ابنة راعي الماشي ـ حُبَّ السفير البولندي في إسطانبول كارول بوسكامب- ليازوبولسكي. وقد كانت زوجةَ جنرال الجيش الروسي يوسف ويت (ابن يان ويت قائد حصن كامينيتس- بودولسكي والمهندس المعماري للكنيسة الدومينيكية في إلفيف). وقد أثبتت نفسها في البلاط البولندي وأظهرت براعتها في البلاط الفرنسي أمام الإمبراطورة ماري أنطوانيت. كما زارت مدينة بطرس بيرغ والإمبراطورة إيكاترينا الثانية من خلال مساعدة غريغوري بوتيمكن لها.
وخلال الفترة الطويلة من الزمن التي كانت علاقة الحب بين صوفيا وستانيسلاف بوتوتسكي غير شرعيةٍ كانت قد أنجبت ولدين عندما قررت الطلاق من زوجها السابق والتزوج من جديد. وحينئذٍ وجد ستانيسلاف بوتوتسكي الحديقة في مقاطعة يومان عام 1796 وأهداها إلى صوفيا في عيد ميلادها في آذار عام 1802. وكان قد ترأَّس خطة البناء في الحديقة مهندس الجيش لودفيغ ميتسل، واهتم البستاني الألماني أوليف بنباتات الحديقة، وكل الأعمال أُنجزت عبر العبيد. وفي العام 1806 أهدى الكاتب البولندي ستانيسلاف إيزيمينسكي شِعْراً بعنوان “زوفيفكا” إلى الحديقة، والذي تُرجم فيما بعد إلى عدة لغاتٍ.
ومنذ 1832 أصبحت الحديقة ملكاً للإمبراطورة أليسكساندرا فيدوروفنا، زوجه نيكولاي الأول وقد سُميت “تساريتسن ساد” أي (حديقة تسارينا). وقد حافظت العائلة الإمبراطورية على تطوير إقليم الحديقة، حيث أُنشئت زخارف معماريةٌ من تصميم المعماري من بطرس بيرغ الشهير أندرو شتاكين شنايدر.
ومنذ العام 1929 احتلت حديقة يومان منزلة المحمية، فمساحتها 1792 هكتاراً وفكرة تنظيم الحديقة وزخرفتها كانت حسب قصديتي الشاعر هومر “إيلياد” و “أوديسي”. حيث تم إنشاء عالمٍ جميلٍ وغامضٍ لأساطير الإغريق القديمة في قلب أوكرانيا. تتجمع التراكيب الأساسية للحديقة على طول نهر كاميانكا، حيث بُني خطٌ يفصل بين أحواض السباحة عن البرك والشلالات وقنوات جر المياه والنوافير ونهر أهيرونت تحت الأرض. وقد تم تدعيم المخازن بصخور الكتل الحجرية (ليفكادسايا وتاربيسكايا) وكهوف (ثيتيس، كاليبسو، سيلان، فينوس، كهف الخوف والتردد). ولقد أُنشئت هنا أروع الفساطيط للاستراحة (النباتية و الزهرية) والمنازل الصيفية (فطرية الشكل، الصينية الشكل). في كل مكانٍ في الحديقة سواءً في الدُغل الكثيف أو في المروج الخضراء الفسيحة ستجد نقوشاً للآلهة القديمة والأبطال والحكماء. وذلك المزيج الفاتن من الصخور والمخازن والنباتات والفنِّ المعماريِّ يُوجد مجموعاتٍ متعددةٍ الجمال: الزقاق الرئيسي، والحديقة الإنكليزية، والشانزليزية، ومَطَلُّ بيلليفو، ومدرج الروضة. كما سترى تراكيب مدمجةٍ كـ متاهة كريتي أو جزيرة أضداد تسيرتسي. وتحتل الينابيع مواقع خاصةً في زينة الحديقة، والتي أنشأها عقلٌ هندسيٌّ مبدعٌ. وتقبع في منتصف البحر الشارديّ نافورة الأفعى التي تنفض عموداً من الماء ارتفاعه 16 متراً. وتلك أعجوبةُ تحدث بشكلٍ مذهلٍ عن طريق اختلاف ضغوط الماء في الأنابيب مختلفة الأقطار.
[vsw id=”YX2jSXyI8Uw” source=”youtube” width=”425″ height=”344″ autoplay=”no”]