عن الرياضة والاهلى… بل عن السياسة و مصر
3 مارس, 2014
رياضة, مقالات
ماجد عزام/وقفت مصر المستنزفة والمضطربة على رجل واحدة عندما اصدر زيد وزير الرياضة طاهر ابو زيد قرارا بحل مجلس ادارة النادى الاهلى وتعيين مجلس جديد لادارة النادى بشكل مؤقت حتى اجراء الانتخابات علما ان الوزير نفسه كان قرر تمديد مهلة المجلس الحالى للقيام بنفس المهمة رئيس مجلس الوزراء قرر على الفور تجميد قرار الوزير لدراسته من مختلف الزوايا بينما بات القرار الان فى زوايا النسيان سواء تم الانصياع لقرار الفيفا بتاجيل انتخابات الاهلى ومختلف الاندية الى حين التوافق على قانون رياضة جديد يتلاءم مع المعايير والمواثيق الرياضية الدولية او اذا تم اعتماد المكابرة والمضى قدما فى اجراء الانتخابات بغض النظر عن موقف الفيفا واللجنة الاولمبية الدولية .
اتخذ قرار حل مجلس ادارة الاهلى المستقر الناجح والاستثنائى بناء على حسابات شخصية وسياسية خاطئة من قبل وزير الرياضة الموتور الذى اراد تصفية حسابات شخصية و الركوب على موجة الجو الحالى السياسى والاعلامى المشنج والمنفعل لاقصاء مجلس حمدى- الخطيب الذى يتمتع بشعبية واحترام كبيرين ليس فقط داخل الاهلى وانما داخل الوسط الرياضى والجماهيرى بشكل عام .
فى بداية التسعينات من القرن الماضى اى منذ عقدين تقريبا قرر مجلس ادارة الاهلى انذاك بقيادة الثلاثى صالح سليم-رحمه الله- وحسن حمدى ومحمود الخطيب الاستغناء عن خدمات اربعة لاعبين كبار بينهم طاهر ابو زيد لتجديد دم الفريق وتجاوز الكارثة التى انزلها المرحوم محمود الجوهرى بالكرة المصرية والثقافة الرياضية بشكل عام عندما قرر الغاء الدورى العام تحت نشوة الوصول الى كاس العالم فى ايطالبيا 1990 ابو زيد الذى اعتبر نفسه وعن حق احد نجوم بل اساطير الاهلى لم يتقبل القرار واعتبره خاطئا وحتى شخصيا علما اننى ايضا لم استسغ القرار واعتبرته اجتهاد خاطىء من قبل مجلس الادارة واعتقد ان هذا كان ايضا راى قطاعات معتبرة من جماهير الاهلى غير ان مجلس الادارة بقيادة الثلاثى المذكور ثم ثنائى حمدى الخطيب تجاوز فيما بعد ذلك اكثر من امتحان ديمنوقراطى بنجاح ساحق ومبهر ورغم امتعاض البعض او حتى شريحة واسعة من اعضاء النادى الا انهم صوتوا لصالح مجلس الادارة واعطوه الثقة مرة تلو المرة كونه يقود النادى فى الاتجاه الصحيح .
ابو زيد او مارادونا النيل لم ينسى الامر وعاد منتصف التسعينات بعد تجربة احتراف عربية قصيرة للتنافس على عضوية مجلس الادارة ووحقق نجاح كبير وتصرف كعضو معارض مسؤول ضمن مجلس سليم – حمدى -الخطيب ثم دفعه طموحه المشروع للتفكير فى المنافسة على رئاسة النادى غير انه اصطدم بنجاحات مجلس الادارة الحالى والاتفاق الجماهيرى الواسع حوله خاصة بعد الانجازات التاريخية وغير المسبوقة فى العقدين الاخيرين وفهم ابو زيد انه لا يمكنه المنافسة بشكل ديموقراطى نزيه وشفاف ففكر فى استخدام ادوات غير ديموقراطية للنيل من سمعة المجلس وازاحته نهائيا من امامه ومن امام الطامحين والحاسدين الذين استوعبوا ايضا الحقيقة المرة القائلة ان لا مجال لمنازلة المجلس الحالى فى انتخابات ديموقراطية حر ونزيهة خاصة بعدما عجز د حسام بدراوى وفى عز سطوة الحزب الوطنى ولجنة السياسات سيئة الصيت عن فعل ذلك .
فى تسويغه للقرار الموتور تجاهل وزير الرياضة عن عمد الجانب الشخصى وتحدث عن جوانب سياسية واخلاقية تزعم قيام مجلس حمدى -الخطيب باخونة الاهلى ومعاداة ثورة 30 يونيو اضافة الى مزاعم اخرى عن تجاوزات مالية وادارية يدحضها قيامه شخصيا -اى ابو زيد- بالتمديد للمجلس نفسه الى حين اجراء الانتخابات وفق القانون الاعوج والاعرج الذى صاغه اما اخونة الاهلى فلا تعدو كونها اتهامات باطلة ومجحفة لان المجلس عاقب اللاعب الاخوانى احمد عبد الظاهر لرفعه اشارة رابعة بعقوبة تفوق حتى تلك التى انزلها به اتحاد الكرة المنحاز والمتواطؤ فى احيان كثيرة مع الوزير الا ان الحقيقة ان الاهلى بما يمثله من قيم مبادىء وتارخ لا يمكنه ان يبعد او يقصى الاخوان من لاعبيه واعضائه وهو قدم الدليل الساطع والصادم على استحالة ا اقصاء الاخوان من الرياضة او المجمتع بشكل عام والا فكيف يمكن تصور النادى العريق بدون رموزه ورعاته وداعميه من تريكة الى جهينة –اللى صارلها سنوات فى ضهر الاهلى –مرورا بهادى خشبة-المدير الرياضى ومحمد عامر مدير قطاع الناشئين ومحمد رمضان وعماد النحاس وزيزو وسيد الحفيظ وشريف عبد الفضيل واحمد فتحى علما ان الغالبية العظمى من لاعبى الفريق الحالى ابطال افريقيا لعامين متتالين صوتت للمرشحين الاسلاميين مرسى وابو الفتوح فى الدورة الاولى ثم لمرسى فى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الماضية .
ببساطة هدم الاهلى نظرية الاقصائيين والمتشنجين عن امكانية اقصاء الاخوان من الحياة العامة علما انه قدم ايضا دليل اخر عن استحالة اخونة الاهلى والبلد ككل كون نسبة معتبرة من اعضاء مجلس الادارة وحتى القطاعات الرياضية بشكل عام ليسوا اخوان مسلمين وكعادته كان الاهلى النادى المنفتح على نفسه على ابنائه والاخرين دون اقصاء لاحد او انطواء تحت جناح اى كان.
ثمة سبب سياسى وفكرى اخر يفسر الحملة الحالية من وزير الرياضة وابواق اعلامية اخرى ضد الاهلى ويتمثل بان النادى مثل تاريخيا النموذج المدنى الديموقراطى المنفتح دون تحجر او انغلاق ومن هذه الناحية يمثل النادى روح ثورة 19 التى كانت ثورة 25 يناير امتدادا لها-وبدرجة اقل 30 حزيران- وهو يمثل سعد زغلول اكثر مما يمثل جمال عبد الناصر وبالتالى ثمة مشكلة لاى انقلابى او متعصب من جماعة بالروح بالدم مع الاهلى لبيس فقط كنادى وانما ايضا كافكار ومبادىء وهذا ما يفسر جزئيا ايضا تراجع مستوى النادى بشكل كبير زمن انقلاب 52 وعودته الى الريادة بشكل كبير مع التجاوز التدريجى لاثار الانقلاب واحتفاظه بروح ثورة 19 على مر التاريخ حتى عندما انهارت البلد زمن نظام المخلوع حسنى مبارك علما ان الاهلى السبب الرئيس والمركزى لفوز المنتخب ببطولة افريقيا لثلاث دورات متتالية .
اوقف رئيس الوزراء حازم الببلاوى القرار الخاطىء لوزير الرياضة ربما لانه اهلاوى وربما لانه فهم ان الاهلى متجذر اكثر واقوى من نظامى حسنى مبارك ومحمد مرسى وربما لانه استوعب الاهداف الشخصية والمصالح الضيقة وراء القرار الموتور وربما لانه استوعب خلفيات وتداعيات القرار الهائلة محليا ودوليا وعموما اكدت القصة كلها كما قال الادمى والنزيه حازم امام ان فى مصر قطب رياضى واحد فقط وان قصة القطبين ليست سوى وهم كبير وهذا صحيح ليس فقط فى مصر وانما فى العالم العربى ايضا حيث نادى القرن قطب يحلق وحده فى مدار بعيدا جدا عن الاقطاب الاخرى التى تحلق فى مدارات منخفضة واقل مستوى وجاذبية .
باحث فلسطينى