tunisia Salafist أوكرانيا

علماء دين توانسة يحذرون من فتنة مذهبية و”تسلل” الفكر الوهابي

حذرت وزارة الثقافة التونسية في بيان الثلاثاء من أن “تواتر الاعتداءات (السلفية) على التظاهرات الثقافية” في البلاد “ينذر باحتقان مذهبي غريب” عن المجتمع التونسي “المعروف بوسطيته”.
tunisia Salafist أوكرانياوقالت الوزارة “على إثر إقدام بعض العناصر من التيار السلفي على الاعتداء (الخميس الماضي) على مهرجان الاقصى بمدينة بنزرت (شمال) وكذلك تواتر الاعتداءات على التظاهرات الثقافية في مناطق مختلفة من بلادنا، تدين وزارة الثقافة هذا المنزلق الخطير والغريب وتعتبر أن ما حدث ليس اعتداء على حرية التعبير والابداع فحسب وإنما ينذر باحتقان مذهبي غريب عن مجتمعنا التونسي المعروف بوسطيته وتسامحه واعتداله”. 

واهابت الوزارة “بجميع الاطراف التصدي لمثل هذه الظواهر المتطرفة” ودعت إلى “محاسبة الأطراف المتورطة وعدم التسامح معها”. 
وفي سياق متصل حذر الشيخ عبد الفتاح مورو القيادي البارز في حركة النهضة الاسلامية التي تقود الائتلاف الثلاثي الحاكم من “فتنة” بسبب قيام دعاة سعوديين بتنظيم دورات لنشر الفكر الوهابي المتشدد في تونس التي تعتمد المذهب المالكي. 

وقال مورو ردا على سؤال حول نشر علماء ودعاة سعوديين الفكر الوهابي “نعم (هؤلاء) يأخذون شبابا ليس لديهم معرفة دينية سابقة وحديثي العهد بالصلاة ويعلمونهم قواعد الفكر الحنبلي (…) ويهيؤونهم لأن يصبحوا طابورا في بلدنا يدعو إلى استبعاد المذهب المالكي والفقه المالكي وإحلال المذهب الحنبلي محله”. 
واوضح أن الدعاة السعوديين ينظمون في تونس “دورات تكوينية مغلقة” تستمر ثلاثة اشهر ويدفعون مقابلا ماديا للشبان الذين يتابعونها لانهم “ينقطعون عن أعمالهم” طوال الدورات. 

وقال مورو “هذا أمر خطير لا نرضاه (…) سيدخل علينا ارتباكا في وطننا (…) نحن لا مشكلة لدينا مع المذهب الحنبلي، لكن نحن في تونس لدينا وحدة المذهب المالكي، والإمام مالك أسبق (زمنيا) من الإمام بن حنبل (…) هذا باب فتنة إياكم يا توانسة منه”. 

من ناحيته، قال كمال الساكري الباحث في الحضارة العربية والمتخصص في الاسلام السياسي لإذاعة شمس إف إم “نحن نعيش بداية فتنة حقيقية في تونس، إن للوهابية موطىء قدم ما فتىء يتعاظم في بلادنا بفضل البترودولار والأئمة الذين يبعثونهم” من دول الخليج. 

وأضاف “ثمة أطراف خليجية مثل السعودية وقطر تمول عملية فتنة طائفية في تونس (…) والرمي بالبلاد في أتون معركة بين المذاهب”. 
واعتبر أن المذهب الحنبلي “على الطريقة السعودية” هو “من أشد المذاهب انغلاقا وابتعادا عن العقل (…) وقد أصبح أيديولوجية مغلقة لا تقبل العقل والاجتهاد”. 
ومن جهتها حذّرت حركة الشعب التونسية، الحكومة المؤقتة برئاسة حمادي الجبالي، أمين عام حركة النهضة الإسلامية، من اللعب بنار الفتنة الطائفية، التي بدأ شبحها يطل في تونس في سابقة لم تعرفها منذ نحو 14 قرناً.

وقالت حركة الشعب التونسية في بيان وزعته الثلاثاء، إنها تدعو الحكومة التونسية المؤقتة إلى الإبتعاد عن اللعب بنار الفتنة الذي تستعمله للتغطية عن فشلها فى حل الأزمات.

واعتبرت في بيانها أن الفرز “لا يتم على أساس طائفي أو مذهبي أو عرقي، وإنما يتم على أساس وطني منتصر للمقاومة ضد الإستعمار الصهيو ـ أميركي ودوائر نهب الشعوب”.

ويأتي هذا التحذير فيما بدأ شبح الفتنة الطائفية يطل برأسه في تونس، حيث تعالت الأصوات التي تدعو إلى “التصدي للمد الشيعي” في تونس، وسط تزايد الإنتقادات والشتائم الموجهة إلى إيران والشيعة عموماً، وإلى حزب الله اللبناني وأمينه العام السيّد حسن نصر الله على وجه الخصوص. 

وتحولت هذه الإنتقادات والشتائم الصادرة عن محسوبين على التيار السلفي المتشدد، إلى أعمال عنف شهدتها مدينة بنزرت (60 كيلومتراً شمال تونس العاصمة) عندما تم منع بقوة العصي والهروات، مهرجان لنصرة القدس شارك فيه المعتقل اللبناني السابق في السجون الإسرائيلية سمير القنطار.
وبعد ذلك، تم منع مسيرة سلمية في مدينة قابس (400 كيلومتر جنوب شرق العاصمة تونس) لإحياء مناسبة يوم القدس العالمي وتضامناً مع فلسطين، فيما عمدت قبل ذلك مجموعة من أنصار التيار السلفي المتشدد إلى منع فرقة إنشاد صوفي إيرانية من المشاركة في مهرجان موسيقي في مدينة القيروان (200 كيلومتر جنوب العاصمة تونس).

وبلغت هذه الحملة على الشيعة في تونس، ذروتها أول أيام عيد الفطر، حيث خرج أبو عياض أمير تنظيم “أنصار الشريعة” في تونس الذي لا يخفي ولاءه لتنظيم “القاعدة”، ليقول في خطبة العيد إنه لن يسمح بنجاح ما وصفه بـ”الزحف الشيعي الرافضي” على تونس.
وأضاف أنه “لا مكان للشيعة الروافض في تونس، وأن أحفاد عقبة ابن نافع سيطردونهم كما طردوهم سابقاً، وذلك مهما حاول الإعلام تشويه الذين قاموا قومة رجل واحد، غضبة لدين الله ونصرة لإخواننا في الشام، لطرد هذا الخبيث (في إشارة لسمير القنطار)”.

وفي هذا السياق، إستنكرت حركة الشعب التونسية في بيانها “الإعتداء الذي استهدف المقاومين” في تونس مادياً أو معنوياً من خلال حملات السب والتحريض الطائفي الرخيص.

واعتبرت أن ذلك الإعتداء هو “إستهداف جبان لرمزية المشروع التحرري المقاوم وهو مساهمة من قبل هؤلاء العملاء فى تنفيذ أجندة الإستعمار الصهيو ـ أميركي فى تقسيم الوطن العربي طائفياً ومذهبياً”.
وكانت مجموعة تتألف من نحو 300 شخص من أنصار التيار السلفي المتشدد قد هاجموا ليلة الخميس – الجمعة الماضية بالسيوف والعصي والهراوات مكان الحفل الختامي للدورة الثانية لمهرجان الأقصى في مدينة بنزرت الذي شارك فيه سمير القنطار، أسفر عن سقوط 5 جرحى.

القدس العربي

شاهد أيضاً

غزو

أول غزو لروسيا منذ الحرب العالمية الثانية

أوكرانيا اليوم / كييف / في تقرير ” بلومبرج”، تم تسمية الاختراق الأوكراني للحدود الروسية …