كشف الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن فحوى الرسالة الرسمية التي ينوي نقلها إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وسيطلب فيها من إسرائيل تحديد موقفها من مرجعية عملية السلام واستمرار النشاط الاستيطاني في الأراضي المحتلة منذ العام 67 بما فيها القدس.
وقال عباس خلال الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الثالثة والعشرين في بغداد، بعد ظهر اليوم الخميس: “سنستعرض في الرسالة الانتهاكات الإسرائيلية التي جعلت السلطة تفقد مبرر وجودها المتمثل بالانتقال بالشعب الفلسطيني من الاحتلال إلى الاستقلال“.
وأكد عباس على أن القيادة الفلسطينية ستواصل التشاور مع الدول العربية حول الخطوات القادمة للتحرك الفلسطيني، وحث الدول العربية على الوفاء بالتزاماتها، التي قطعتها على نفسها خلال القمم الماضية، مشددا على “دعم القدس في مواجهة سياسة التطهير العرقي التي تنفذها إسرائيل في المدينة المقدسة“.
ووجه الرئيس دعوة للزعماء العرب من أجل تفعيل قرارات القمم السابقة لدعم الشعب الفلسطيني والقدس، وخاصة قرارات القمة السابقة في ليبيا، وقال: “هذا الدعم مطلوب في هذه المرحلة لمواجهة الأزمة المالية الحادة التي تواجهها السلطة نتيجة سياسات الاحتلال”، وأكد بصدد المصالحة الفلسطينية الوطنية تحقيق خطوات ملموسة، مشيرا إلى “أن ما تم الاتفاق عليه مستعدون لتنفيذه لأن المصالحة تعني عودة الشعب والهويات وعودة وحدة الوطن“.
واتهم محمود عباس إسرائيل بتنفيذ سياسة تطهير عرقي في القدس، وقال: “إن إسرائيل تعمل…على تنفيذ ما تعتبره الفصل الأخير في حربها لإزالة الطابع الإسلامي المسيحي في المدينة المقدسة من خلال إرهاقهم (المقدسيين) بالضرائب العقابية وهدم البيوت ومصادرة الأراضي والهويات وضرب الاقتصاد“.
ودعا الرئيس الفلسطيني إلى تفعيل المبادرة العربية للسلام واعتبرها أفضل ما أنجزته جامعة الدول العربية بالشأن الفلسطيني منذ الـ48 وحتى اليوم، ولفت إلى تشكيل لجنة لهذا الغرض، وشدد على أن السلطة الفلسطينية لن تستأنف المفاوضات مع إسرائيل حتى يتوقف الاستيطان وخاصة في القدس، مكررا عبارة ممارسة “المقاومة السلمية والشعبية“.
وأكد محمود عباس أن هنالك 132 دولة تعترف رسميا بدولة فلسطين “ولدينا فيها سفارات، إضافة إلى كثير من دول العالم التي لدينا فيها تمثيل من أشكال مختلفة“.
ووضع الرئيس الفلسطيني ثلاثة بنود لإعادة القدس إلى صدارة العمل العربي، “الأول: اعتبار المدينة عنواناً مركزياً وأساسا في العلاقات العربية مع جميع دول العالم، والثاني: العمل على تعزيز البنية التحتية لدعم صمود المقدسيين”، وهنا ذكّر الرئيس الوفود المشاركة في القمة بالخمسمائة مليون دولار التي وعد العرب بدفعها خلال القمة الماضية “إلا أن القدس ما زالت تنتظر هذا الدعم”، أما البند الثالث فهو العمل على إيجاد ” تواصل دائم مع القدس وأهلها لإخراجها من عزلتها وليس تحريم زيارة المدينة“.
أنباء موسكو