س و ج مع الدكتور سعيد سلام حول فيروس كورونا
23 مارس, 2020
أخبار أوكرانيا, الأخبار, الصحة والجمال, جاليات, ملفات خاصة
الحديث المحوري للجميع هذه الأيام هو جائحة فيروس كورونا المستجد، وتردنا أسئلة كثيرة عن طرق انتشار العدوى وكيفية الوقاية وما هي الأعراض وكيفية التصرف في حال الإصابة وغيرها الكثير من الاسئلة.
توجّهنا إلى الدكتور سعيد سلّام الاستشاري بأمراض القلب والعلاج بالخلايا الجذعية، منسق اللجنة الطبية في الجالية الفلسطينية في كييف، لنحصل على إجابات من مصدر طبي:
س: ما هو فيروس كورونا المستجد؟
إن فصيلة فيروسات كورونا هي فصيلة كبيرة تشمل فيروسات قد تسبب مجموعة من الأمراض للإنسان، تتراوح بين نزلات البرد الشائعة ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (SARS) ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS). كما تسبب الفيروسات المنتمية إلى هذه الفصيلة عدداً من الأمراض لدى الحيوانات، ونظراً لأن هذا النوع من الفيروس مستجد، فإن العلماء ومراكز الابحاث عاكفة على العمل من أجل جمع مزيد من المعلومات عنه وطرق انتشاره بدقه وتحديد آثاره على الصحة العامة.
س: نسمع كثيرا في نشرات الاخبار مصطلح ” كوفيد -19″ ، هل يختلف عن فيروس كورونا المستجد؟
كوفيد – 19 هو اسم المرض الذي يسببه فيروس كورونا المستجد الذي ظهر في نهاية عام 2019، وهو اختصار ل Coronavirus disease والرقم 19 يشير الى عام 2019.
س: كيف أشعر انني قد أصبت بفيروس كورونا؟
عادة تظهر أعراض الإصابة بمرض فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) بعد يومين إلى 14 يومًا من التعرض للفيروس، وهذه الاعراض تشمل: ارتفاع الحرارة الشديد، السعال الجاف، ضيق او صعوبة في التنفس.
كذلك يمكن أن تظهر لدى المريض أعراض أخرى مثل التعب، آلام معمّمة في الجسم، سيَلان الأنف، بالإضافة إلى أعراض التهاب الحنجرة.
يمكن أن تتراوح شدة أعراض كوفيد – 19 بين خفيفة جدًا إلى حادة. كذلك أحيانا لا تَظهَر الأعراض على بعض الأشخاص ذوي مناعة الجسم القوية.
ويكون الأشخاص الأكبر سناً (أكبر من 50 سنه) ومن لديهم أمراض مزمنة، مثل السكري وأمراض القلب والرئة والأورام أكثر عرضة للإصابة بدرجة حادة من المرض. حيث يمكن ان تتطور لدى المرضى ذات رئة فيروسية ثنائية الجانب مع افرازات مخاطية غزيرة تعيق التنفس مما يستدعي في الحالات الشديدة وضع المرضى على أجهزة التنفس الصناعي.
س: كيف ينتشر فيروس كورونا المستجد؟
حتى اللحظة من غير الواضح بشكل كامل مدى قدرة عدوى فيروس كورونا المستجد على الانتقال بين الناس. لكن أظهرت الدراسات بعض طرق الانتقال بين البشر:
1 – ينتشر بين الأشخاص الذين يوجد بينهم احتكاك مباشر.
2- في حال لمس الشخص سطحًا عليه الفيروس ثم لمس فمه أو أنفه أو عينيه.
3 – عن طريق الرذاذ الصادر من الجهاز التنفسي عندما يسعل المصاب بالفيروس أو يعطس.
وما زالت الدراسات مستمرة لمعرفة الظروف التي يعيش فيها الفيروس بدقة اكبر، مثل كم هي المسافة التي ينتشر فيها الفيروس في الهواء، حاليا تظهر الدراسات ان المسافة هي حوالي متر واحد، كم هي المدة التي يبقى فيها الفيروس قادرا على إحداث المرض في حال بقائه على الأسطح، حاليا تم الكشف انه يمكن ان يبقى على الاسطح المعدنية 12 ساعة، لكن بعض الدراسات أظهرت انه يمكنه البقاء حتى 3 أيام، و على الملابس بين 8 الى 12 ساعة، وقد يختلف ذلك باختلاف الظروف (مثل نوع السطح ودرجة الحرارة أو الرطوبة البيئية).
لذا في حال الاعتقاد أن سطحاً ما قد يكون ملوثاً، يجب تنظيفه بمطهر كحولي لقتل الفيروس، كذلك يجب تنظيف اليدين بفركهما بمطهر كحولي أو بغسلهما بالماء والصابون. وتجنب لمس العينين أو الفم أو الأنف.
س: هل يمكن للفيروس المسبب لمرض كوفيد-19 أن ينتقل عبر الهواء؟
تشير الدراسات التي أُجريت حتى يومنا هذا إلى أن الفيروس الذي يسبب مرض كوفيد-19 ينتقل في المقام الأول عن طريق ملامسة القُطيرات التنفسية لا عن طريق الهواء.
س: متى يتوجب الاتصال بالإسعاف او خدمة الطوارئ؟
يجب الاتصال بالطبيب على الفور إذا ظهرت أحد أعراض الإصابة بفيروس كورونا المستجد المذكورة سابقاً، أو إذا ثبت ان الشخص خالط شخصاً مصاباً به. حيث يمكن لأي شخص لديه أعراض تنفسية ولم يكن في منطقة تشهد انتشارًا للفيروس ان تكون انتقلت العدوى إليه عبر مخالطة اشخاص حاملين للفيروس. لذا يجب الاتصال بالطبيب او الإسعاف او خدمة الطوارئ للحصول على مزيد من التوصيات والإرشادات. كذلك يجب إبلاغ الطبيب إذا كان لدى المريض أمراض مزمنة أخرى.
س: في حال الإصابة، كيف يتم العزل المنزلي للمريض؟
في حال إصابة أي فرد من افراد العائلة يجب اتباع الإجراءات التالية:
* يتم عزل المريض في غرفة منفصلة وان أمكن استخدام حمام اخر.
* يقوم على خدمة المريض شخص واحد فقط.
* يضع المريض الكمامة الطبية المعتمدة بشكل مستمر لتقليل تناثر الرذاذ الناجم عن العطاس و السعال.
* يضع الشخص القائم على خدمة المريض الكمامة الطبية المعتمدة و ارتداء قفازات عند الدخول الى المريض.
* يجب على الشخص القائم على خدمة المريض ارتداء مريول طبي فوق ملابسه أثناء تواجده في غرفة المريض.
* يتم نزع المريول و التخلص من الكمامة و القفازات عند الخروج من الغرفة.
* التخلص من أدوات الاستخدام الشخصي الملوثة كالمناديل الورقية.
* الاهتمام بالنظافة الشخصية للشخص القائم على خدمة المريض.
* استخدام أدوات طعام خاصة للمريض فقط، وعدم المشاركة بأدوات الطعام بين أفراد الأسرة .
* عدم استخدام أدوات الاستحمام المشتركة (بشاكير ومناشف وغيرها) مع المريض ، وتخصيص أدوات خاصة للمريض فقط .
* التعقيم المستمر للأسطح في المنزل باستخدام المواد الطبية المطهره التي تحتوي على نسبة كحول لا تقل عن 60%.
* يمنع استقبال الزوار في المنزل والسفر أو الخروج للأماكن الخاصة والعامة كالمدرسة أو العمل والأسواق.
* الاستعانة بالآخرين لقضاء احتياجات المريض نيابة عنه دون الاختلاط به.
* يستخدم المريض الهاتف في حال الضرورة للتواصل مع أي شخص آخر في المنزل.
س: هل العزل الصحي في المنزل سيحمي اهالي البيت الاخرين من العدوى؟
ان اتباع قواعد العزل المنزلي التي تم ذكرها يمكنها ان تخفض بشكل كبير خطورة اصابة الافراد الاخرين من الإصابة.
س : اذا كان بالبيت حمام واحد ( تواليت) فما الحل؟
يجب تعقيم الحمام مباشرة، حيث يقوم المريض او الشخص المكلف برعاية المريض بتعقيمه بالكحول او الماء والصابون بعد استخدامه من قبل المريض.
س : ماهي الأمور الصحية التي يجب ان يقوم بها اهل البيت اثناء الحجر الصحي؟
خلال فترة العزل الصحي يجب على جميع افراد العائلة تجنب التواجد في غرفة المريض، يجب على جميع أفراد المنزل غسل أيديهم بانتظام وتجنب لمس الوجه أو الفم أو الأنف
س: ماهي الأدوية او الفيتامينات التي يجب تناولها للحماية من الفيروس؟
لا يوجد أي نوع من الادوية يمكن ان يقي من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، مراكز البحث الطبي تعمل حاليا على انتاج لقاح للوقاية من الإصابة بهذا الفيروس، و قد تم تحقيق خطوات مهمة في هذا المجال، ومن المنتظر ان يتم السماح باستخدام اللقاح على نطاق واسع في غضون عام ، بعد ان يتم دراسة فعاليته و امانه على البشر.
للوقاية من الإصابة بكوفيد – 19 يجب ان يكون الجهاز المناعي قوياً، وللحصول على جهاز مناعي قوي يجب ممارسة الرياضة، شخصياً أنصح بممارسة التمارين الرياضية في المنزل في ظروف الحجر الصحي لمدة لا تقل عن 15-20 دقيقة يومياً، كذلك يجب المحافظة على نظام نوم صحي لا يقل عن 8 ساعات يوميا ، على ان يتم النوم بين الساعة العاشرة و الحادية عشر مساء.
كذلك الطعام الصحي المتنوع و المتوازن يلعب دورا مهما في تنشيط الجهاز المناعي لاحتوائه على عناصر مهمة تلعب دورا هاماً في عمل الجهاز المناعي منها الفيتامينات التي تلعب دوراً محورياً في تنشيط الجهاز المناعي:
فيتامين C، من أفضل الفيتامينات لتعزيز المناعة، ومن الأطعمة الغنية بفيتامين سي الحمضيات، الفراولة، السبانخ، اللفت والبروكلي و أيضا الملفوف.
فيتامين B6، فيتامين حيوي لدعم التفاعلات الكيميائية الحيوية في الجهاز المناعي، تشمل الأطعمة الغنية بفيتامين ب 6 الدجاج والأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة، يوجد فيتامين ب 6 أيضًا في الخضروات الورقية والحمص.
فيتامين E، هو أحد مضادات الأكسدة القوية التى تساعد الجسم على مكافحة العدوى، ومن الأطعمة الغنية بهذا الفيتامين المكسرات والبذور والسبانخ.
فيتامين A، يُساهم في تكوين الأجسام المُضادّة التي تُقاوم الفيروسات و البكتيريا الضارّة الّتي تمكّنت من عبور خطوط الدفاع في الجسم و يتواجد في أطعمة مثل البطاطا الحلوة، الشمام، الفلفل الحلو الأحمر و البروكلي، المانجا، المشمش المجفف، الفاصولياء و اللوبياء، البيض، عصير البندورة، السبانخ، الجزر، و الجبن.
كذلك يجب الابتعاد عن تناول الطعام المعلًب وذلك لاحتوائه على مواد حافظة قد تضعف الجهاز المناعي.
س: هل يعتبر فيروس كورونا المستجد خطيراً فعلا كما يتم الترويج له عبر وسائل الاعلام؟
هذا سؤال مهم جدا، حيث نرى ان الغالبية وصلت الى مرحلة الخوف الشديد بسبب ما يتم نشره عبر وسائل الاعلام مع التركيز على العدد الكبير من الوفيات الناجمة عن كوفيد – 19، و تجاهل عدد الأشخاص الذين تم شفاؤهم من المرض.
تشير الاحصائيات الحالية أن حوالي 80% من الأشخاص تكون أعراض المرض لديهم خفيفة أو متوسطة ولاتحتاج الى العلاج في المشفى. 20% من المرضى تكون حالتهم شديدة، يتم علاجهم و تقديم الرعاية الطبية في المشفى، من هؤلاء المرضى يكون حوالي 20 – 30 % فقط بحاجة الى العلاج في غرف العناية المركزة.
كذلك يجب ألا ننسى ان عوامل الخطورة تزيد من شدة مرض كوفيد -19 وحدوث مضاعفات جدية لدى المرضى.
عوامل الخطورة هي: عمر المرضى أعلى من 50 سنة، ووجود أمراض مزمنة مثل أمراض القلب وارتفاع الضغط الشرياني، الداء السكري، الأورام، قصور الكلى المزمن، أمراض الرئة المزمنة.
الخطورة لدى هذا الفيروس تكمن في سرعة انتشاره، مما يزيد من عدد المرضى اللذين يحتاجون لرعاية طبية مشدده واللذين بحاجة الى استخدام أجهزة التنفس المساعدة في آن واحد مما يؤدي إلى نقص حاد في توفر أسرّة العناية المشددة وأجهزة التنفس الصناعي لعلاج هذا الكم الهائل من المرضى، مما يؤدي الى انهيار المنظومة الصحية في الدولة وبالتالي الى ارتفاع شديد في اعداد الوفيات جراء المرض.
لذا من الضروري جداً التزام الجميع بالتعليمات الخاصة بالحجر الصحي و الوقاية من المرض، و هي عبارة عن إجراءات بسيطة: البقاء في المنزل وعدم الخروج إلا لأسباب قاهرة مع استخدام الكمامة، الحفاظ على مسافة ١.٥ متر بينك وبين الأشخاص الآخرين عند الخروج من المنزل، غسل اليدين بالماء و الصابون لمدة لاتقل عن ٣٠ ثانية أو المواد المعقمة التي تحتوي على نسبة كحول 60٪ او اكثر.