khalid al ezzi أوكرانيا

سياسة روسيا مع العالم العربي”1-3″

khalid al ezzi أوكرانياد. خالد ممدوح العزي / ليس كما يزعم البعض بان ليس لروسيا مصالح ولا تجارة مع دول العالم العربي، ولا يوجد حوافز اقتصادية وسياسية وجغرافية، لها مع العرب وخاصة  بعدما استعملت روسيا حق الفيتو في سورية لحماية بشار الاسد والتضحية بمصالحها المادية والمعنوية الكبيرة في المنطقة ،  فالحلم الروسي قديم بالوصول الى هذه البقعة الجيو_ سياسية وترتيب العلاقات مع هذا المحيط التي ارتبطت شعوبه بصداقة قديمة مع روسيا السوفيتية، ولكن مع قدوم قيصر روسيا الجديد الى السلطة بدأ بترتيب العلاقات مع عالمنا العربي ،لكن سياستة الجديدة وتزمته بالتعامل مع الثورات العربية، وتحديداالملف السوري ، شابها هذه العلاقة نوع من الالتباس  والشكوك مع شعوب هذه المنطقة،لتعود الى مربع الصفر .

العلاقة التاريخية بالعالم العربي:

لقد تطورت علاقة روسيا مع العالم العربي والإسلامي تدريجيا ، امتلكت روسيا علاقة جيدة ومميزة مع النظام العربي الذي أطلق على نفسه النظام الثوري والذي وقع في قلب المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفياتي، أثناء الحرب الباردة بين القطبين ، أما القطب الأخر وقع في المقلب الثاني، و كان بعيد جدا عن روسيا، وحرم من العلاقة معها على مدى 45 عاما، ولكن بعد الأزمة الاقتصادية والأمنية والعسكرية والأخلاقية التي عانت منها روسيا من جرى انهيار الاتحاد السوفياتي، وفقدانها لكل الأصدقاء القدماء، عادت روسيا لتنفتح على العالم العربي وتستفيد من علاقاتها السابقة مع بعض دولها و للمنطقة العربية حظا وافر في الاستراتيجية الروسية الجديدة الذي  عمل عليها في حقبة الرئيس بوتين ومازال الرئيس الحالي يعتمدها  ، لكن المرة لم يكن التعامل مع قسم من الدول حسب الاتجاه الإيديولوجي السياسي السابق ، وإنما مع الجميع من خلال الانفتاح الاقتصادي والتجاري والديبلوماسي، وفقا لمصلحة روسيا الاقتصادية والمالية، وفقا لكل خصوصية تمتع بها كل دولة :
روسيا والعراق: 

العراق الصديق وليس الرفيق كما قال الراحل” بريجنيف” ،بعد لقاءه الأول بصدام حسين، لم تدخل روسيا  في حلف عالمي واسع ضد الإرهاب الدولي آنذاك كما أجبرت روسيا على تأيد الحرب ضد أفغانستان عندما هاجمت أمريكا نظام الطلبان ، لم تنجح أمريكا في حربها الجديدة ضد العراق ونظام صدام حسين في كسب العطف والتأيد الروسي مجددا فانفردت روسيا مع كل من فرنسا وألمانيا بمواقفها المنددة للحرب وعدم التأيد لهذه المغامرة والتنديد بها والتي انتهت بحروب أهلية،  وخسارة روسيا لمصالحها الاقتصادية والسياسية ممثلة بالرد الأمريكي بإطلاق النار على الموكب الدبلوماسي الروسي الخارج من بغداد معللة ذلك بان الموكب اخرج معه أرشيف الدولة العراقية المنحلة، فالرفض الروسي المعلن لأخر المسرحية “إعدام صدام حسين ورفاقه ” والذي عبر عنها الرئيس السابق ” بوتين”، بأنها “عملية مقرفة جدا في التاريخ السياسي الجديد والقديم للعالم، و ستدخل العراق في حروب داخلية أهلية”. فالاختلاف في وجهات النظر للتصرف الأميركي ومهاجمتها المستمرة بشان الديمقراطية والحرية ،مستفيدة سوريا وإيران من تجير هذا الخلاف والغضب الروسي على أميركي إلى حلبة صراع جديدة مع أميركا فلم تستطيعا .
 روسيا وعلاقتها مع سورية 
سورية التي ترى في حلفها مع روسيا ورقة  للضغط على المفاوضات مع أميركا وتحسين شروطها في الشرق الأوسط، بالرغم من معرفة روسيا المسبقة بذلك، روسيا عملت على إبقاء العلاقة جيدة وممتازة مع سورية إلى إن بدأت أخيرا بتزويدها بصورايخ وأسلحة جديدة كما صرح عنها بوتين “لأننا نحمي القصر الجمهوري في دمشق، وتم إعفاء سورية من  9 مليارات دولار أمريكي كانت  ديون الاتحاد السوفياتي السابق، والبالغة 11 مليار دولار لكونها دولة صديقة قديمة .

روسيا التي حاولت في هيئة الأمم المتحدة من حماية النظام السوري وتعديل قرار الأمم المتحدة بشان تشكيل المحكمة الدولية التي شكلت لمعاقبة مرتكبي جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في معادلة تقوم على أساس:” إذا أثبتت الجريمة بان الرئيس السوري بشار الأسد لا يتحمل مسؤولية مرؤوسيه، حاولت روسيا إيجاد نوع من تهدئة العلاقة السورية – اللبنانية “سوريا التي تنتظر بفارغ الصبر وعودة العلاقات إلى مجاريها مع أميركا فسورية أثبتت في السياسة الجديدة لروسيا بأنها ليست بوابة روسيا إلى العالم العربي

لكن زيارة الرئيس الروسي الذي قام بها إلى دمشق في 11 أيار “مايو” 2010،وتعتبر الأولى من نوعها لرئيس روسي إلى سورية، فهذه الزيارة لها عدة وجوه في الإستراتيجية الروسية، تأتي يعد التهديد والوعيد الإسرائيلي،لسورية والتي تضمنت بتهديد صريح من قبل وزير الأمن الإسرائيلي، على اثر صفقت صواريخ السكود التي زودت بها سورية حزب الله أللبناني و إسرائيل سوف تعيد سورية إلى قبل العصر الحجري، “فالرئيس ميدفيديف”،الذي جاء ليؤكد لإسرائيل لا نسمح ،بضرب أصدقاؤنا ونحنا إلى جانبهم،وحث سورية على متابعة عملية التفاوض من اجل الحصول على الجولان ،وتم الاجتماع الثلاثي ما بين “الأسد وميدفيديف ،خالد مشعل” رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية ،مؤكد على تنفيذ شروط موسكو الذي طلبت من حماس تنفيذها في حقبة الرئيس السابق بوتين وأثناء استقباله الوفد “الحمساوي” بعد الانتخابات التشريعية الفلسطينية 2005، التي لاتزال حتى اليوم قيد البحث ،فالزيارة ليس للاعتراف بحماس أو لا، لان روسيا هي تعترف بالدولة الفلسطينية من خلال رئيسها،ولها علاقات جيدة مع جميع الأطياف الفلسطينية المختلفة .

1 – روسيا التي تملك علاقة جيدة مع إسرائيل والتي بدأت تحارب من قبل اللوبي الصهيوني من خلال الضغط عليها، وعلى عدم إعطاء دور لها في المنطقة، فإسرائيل هي التي ترفض دوما إعطاءها دور قيادي في حل الصراع العربي- الإسرائيلي ، فالعرب هم الذين يحاولون إشراكها في قضاياهم.

2- روسيا التي تعتبر إحدى القواعد الأساسية في عملية الحل للقضية الفلسطينية وفي خارطة الطريق الرباعية . تحاول أن يكون دورها فاعل في الحلول لقضايا الشرق الأوسط بشكل عام وخاصة القضية الفلسطينية منها، والداعية لعقد مؤتمر سلام دولي في موسكو وحتى اليوم لم يكتب لها النجاح في فرضه.

لقد زودت روسيا  سابقا صواريخ و قذائف” أر- بي- جي”، جديدة الصنع لكل من إيران وسورية التين قامتا بتزويد حزب الله بهذا السلاح الفاعل، والذي استخدم في الحرب المؤخرة ضد إسرائيل في 12 تموز 2006 ،  زودت روسيا اليوم كل من سوريا وإيران بصواريخ ” أس 300 ” وصواريخ “سكود” هذا لا يعني بأن روسيا يمكن أن تقوم بحرب ضد أمريكا وإسرائيل،لان روسيا التي تصر دوما على أن السلاح الدفاعي لا يدخل في أي حذر يفرض من الأمم المتحدة، وهذا ما أكده اتفاق “أوباما – ميدفيديف” ستارت 2 الذي انعقد في مدينة براغ التشيكية في شهر نيسان من العام 2009، للحد من الترسانة النووية، والذي يعني هناك اتفاق على العديد من الملفات العالقة،لكن روسيا تعتبر نفسها في صراع اقتصادي دائم ، وجيو- سياسي، فروسيا معنية بإفشال صفقات تجارية وعقود كانت سوف تعقدها الهند ، وتركيا مع إسرائيل على دبابات “المر كافا”،والتي أعطبت بسلاح روسي حديث، وألغيت بعدها كل العقود مع إسرائيل وروسيا لا تخاف من ذلك. فعندما سأل رئيس وزراء يهود المرت في زيارة له في خريف 2007 إلى روسيا وعرضه لموضوع سلاح حزب الله الروسي فكان جواب وزير الدفاع “سرغي ايفانوف” حزب الله الذي يملك سلاح أميركي وإسرائيلي وروسي لوجوده في السوق السوداء يستطيع من يشاء شراء السلاح.

لكن موقف روسيا بالنسبة لسورية زاد شراسة في حماية نظام الأسد ومعرقلة كل القرارات الدولية التي تحاول أدانت النظام في قمعه الوحشي لشعبه بالرغم من الجولات والصولات التي تقوم بها روسيا نحو دمشق لإقناعها بالقدوم بالإصلاحات التي وعدت بها ،بالرغم من استخدامها لحق النقد في مجلس الأمن في 5 “أكتوبر” تشرين الأول الماضي ، و4 شباط “فبراير” الحلي، لكن لاتزال روسيا مصرة على إيجاد مخرجا مشرفا لنظام الأسد يخرجه من أزمته وإبقاءه على رأس السلطة السورية. لذلك أقنعته بشراء الوقت الإضافي في قبل المبادرة العربية التي تعتبر مخرجا مرحليا له لكن الأسد أحرج روسيا من خلال عدم تطبيقه لبنود المبادرة العربية التي سوف تحرج روسيا بدورها في عدم توفير الغطاء الكامل للنظام السوري.

*باحث إعلامي وخبير بالشؤون الروسية ودول الكومنولث

[email protected]

شاهد أيضاً

عدنان

رحيل الدكتور عدنان كيوان.. والجالية السورية في كييف تنعى الفقيد

عمت حالة من الحزن والتسليم بقضاء الله وقدره أوساط الجالية السورية والعربية والإسلامية في أوكرانيا …