khalid al ezzi أوكرانيا

سياسة روسيا في دول العالم العربي”2-3″

khalid al ezzi أوكرانياد. خالد ممدوح العزي/

موقف روسيا من  الدول ذات السيادة الناقصة:روسيا التي عملت على بناء مفهوم الدولة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة كانت،” فان التغير الذي حدث في أوكرانيا مؤخرا على الصعيد السياسي بقي التعاطي الروسي  معها  فقط من خلال الحكومة بالرغم من أهمية أوكرانيا السياسي والجغرافي لروسيا”. هذا ما شاهدناه أثناء استقبال وفد حماس في موسكو، حماس  لم تكن على علاقة جيدة سابقا مع روسيا فالعلاقة كانت دائما مع فتح، و برغم من ذلك فان فوز حماس واستقبلها كالحكومات الرسمية، كانت محاولة لتطرح الشروط ، فالشروط الرسمية كانت:

1-روسيا لا تستطيع إل أن تقول للحكومات الا  السير وفق قرارات الأمم المتحدة، التي هي عضو مؤثر فيها. وهذا ما عبرت عنه الخارجية الروسية بتاريخ 11حزيران 2010 بان روسيا ستلتزم بدقة بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ، وهذه القرارات لن تضر بالتعاون الاقتصادي والتجاري المستقبلي ، وسوف تناقش إيران ببناء مفاعل نووي جديد بعد تسليم محطة “بوشهر” في أب “اغسطس” الماضي ، أم صفقت الصواريخ الدفاعية سوف تسلم، وسيعمل “الرئيس السابق ميدفيديف” على تحديد الأسلحة التي يمكن تسليمها لإيران مستقبلا ،كما صرح وزير الخارجية الروسي “سرغي لافروف”.

2-تستطيع أن تأخذ على عاتقها التعامل مع الدول والحكومات التي أميركيا والغرب تعتبرها على لوائح الإرهاب:” كإيران، سورية، فنزولا، كوريا الشمالية، والمعارضات الرسمية الممثلة في البرلمانات العربية “كحماس، وحزب الله”.

وهنا لبد من القول بان السياسة الروسية أخذت منحى خاص بها من خلال الاستراتيجية الروسية الجديدة المتعامل بها، المنطلقة من مبدأ أساسي معتمد ، وينص على مصلحة الدولة والشعب فوق كل اعتبار، من خلال، لعب دور ريادي على الساحة الدولية ،من خلال الانفتاح الاقتصادي على سياسة السوق، والابتعاد عن المفهوم الإيديولوجي السابق.

لذا تعتبر سياسة روسيا “سياسة الغموض في الشرق الأوسط”، وبان السياسة الروسية هي سياسة “قطف ثمار في منطقة الشرق الأوسط”، وغير وأضحت المعالم في الدول العربية، ولن نوافق الذين يرون بان الروس يدخلون الى العالم العربي والإسلامي ،والأمريكان يخرجون، من بلادنا .

ما بين التضخيم والعدمية للدور الروسي، نرى العكس تما بان الدور الروسي  وينحصر وهو حاجة للولايات المتحدة بلعب هذا الدور، نتيجة للحاجات والقدرات التي تتمتع بها روسيا اليوم هي ضرورية للجميع .  

روسيا التي تقوم بمد  جسور بين كل الدول العالمية وهذا ما عبر عنه المندوب الدائم لروسيا في الأمم المتحدة “فتالي تشوركين” أثناء إعادة بناء الجسور في لبنا ن بعد حرب تموز عام 2006، كانت له جملة شهيرة :”نريد بناء جسور ليس في لبنان، وإنما مع العالم”، فاليوم باتت هذه الجسور مقفلة بسبب الغباء الروسي في التعامل مع القضايا المصيرية للشعوب وخاصة العربية .
علاقات روسيا بلبنان: لم تكن زيارة رئيس الوزراء اللبناني ” فؤاد السنيورة” إلى موسكو والوعود التي تعهدت بها موسكو امام  لبنان والعمل على دعم  المحكمة الدولية ،و مساعدة الحكومة مرورا باللقاء بين “بوتين وسعد الحريري”، والاجتماع الذي بقي حوالي ثلاث ساعات في أيلول 2006 في المقر الصيفي للرئيس الروسي في” مدينة سوتشي على البحر الأسود” الذي أنتج تفاهم مع روسيا، لدعمها للمحكمة الدولية الخاصة بالشهيد رفيق الحريري ، وحث روسيا كلّ الإطراف اللبنانية للمضي فيها قدما ،مجرد  زوبعة  في فنجان بل من خلال مفهوم روسي جديد للدخول الى قلب هذه المنطقة ، روسيا دفعت  بهذا المجال للتوصل إلى تفاهم من اجل استقرار البلد “.  اضافة لتأكد  موسكو موقفها  بالنسبة لتطوير العلاقات اللبنانية ـ السورية القائم على ثلاث نقاط :” -على سوريا احترام سيادة لبنان واستقلاله،- ترسيم الحدود بين البلدين، -وإقامة علاقات دبلوماسية بينهما”. وهذا ما عبرت عنه زيارة الرئيس اللبناني” ميشال سليمان” في شباط،”فبراير” 2010 ،لاستلام الهبة الروسية المقدمة إلى لبنان، والمؤلفة من عشرة طائرات مقاتلة من نوع ميغ 29 “. فعند وصول الوفد اللبناني إلى موسكو لتوقيع الاتفاق” برئاسة وزير الدفاع اللبناني السابق اليأس المر، ظهرت عبارة جميلة في  الصحف الروسية، صادرة عن الوفد الروسي الضيف  تقول “باننا انتظركم 37 سنة في موسكو وها انتم جئتم إلى عندنا “. 
ولكن لاعتبارات عسكرية، استبدل الرئيس اللبناني الطائرات المقاتلة بطائرات “الطوافات” .
الدولة الروسية تدعم الحكومات مهما كان لونها ونوعها أو شكلها السياسي وتنفتح عليها ، وهذا ما عبرت عنه في استقبلها لفد حزب الله في 21 تشرين الاول “اكتوبر” 2011،في موسكو.

روسيا والإمارات العربية تسعى روسيا  لتدعيم موقفها  السياسي، والاقتصادي، والثقافي مع الإمارات العربية المتحدة، فالإمارات العربية تمثل ظاهرة فريدة على خريطة العالم العربي وخريطة العالم عموما، كونها مركزا نفطيا كبيرا، ومركزا تجاريا عالميا ،ومركزا سياحيا دوليا، روسيا تقدر أهمية الدور السياسي الذي تلعبه الإمارات على الصعيد العالمين العربي والإسلامي، وقيمتها الاستراتيجية والجيو- سياسية على الصعيد الدولي .
فالإمارات تضم في وسطها اكبر جالية روسية في منطقة الخليج، إضافة إلى بناء أول كنيسة أرثوذكسية في أمارة الشارقة لترتادها تلك الجالية .
فالخبير في الشؤون العربية  يوري زينين يرى بأن روسيا مؤهلة للمساهمة بفاعلية في تنفيذ المشاريع التكاملية بين دول مجلس التعاون الخليجي بمشاركة القطاعين العام والخاص في إطار تنويع الاقتصاد والإنتاج في البلدان الخليجية .
بوسع روسيا والإمارات تنفيذ مشاريع كبيرة بتوظيف التكنولوجيا والمبتكرات الحديثة الروسية في استخراج النفط وتكريره وفي إدارة الثروة المائية، وصناعة الطاقة الذرية والفضاء الخارجي.تحاول روسيا  تنفيذ مشاريع لإقامة البنية التحتية واستثمار الثروات الطبيعية في الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، بحكم ما تتمتع هذه البقعة من قدرات إنتاجية وتكنولوجيات جاهزة وخبرة واقعية في تعاونها مع شركائها من البلدان العربية على النحو الذي نفذته موسكو في العهد السوفياتي في مصر وسورية والجزائر والعراق . 
وحسب الإحصائيات الروسية يوجد في الإمارات العربية 500 شركة روسية بكلفة إجمالية قدرها 35 مليار دولار و 200 شركة روسية إماراتية، و 80 شركة روسية في مناطق حرة، وقد تصدرت الإمارات البلدان الأعضاء من حيث عدد المشاريع،حيث بلغت 124 مشروعا. إضافة إلى ذلك فوز شركة النفط الروسية بإبرام عقد في عام 2000 لإنشاء مصفاة تكرير النفط في إمارة الفجيرة بطاقة انتاجية تبلغ مليوني طن سنويا، والى بناء أكبر مشروع عقاري روسي تنفذه شركة من دبي بقيمة 11 مليار دولار ، تحت اسم مدينة “دومو ديدوفو”وتوسيع المطار الدولي فيها  .
الاهتمام الروسي في تمتين العلاقات بينها و بين الإمارات يحمل في طياته العديد من الطموحات المستقبلية لروسيا، التي تتجسد في إقامة علاقات تقنية وعسكرية مع الإمارات، من خلال اقامة معرض الصناعات العسكرية “ايدكس 2009″، بالتعاون مع سبع شركات روسية للصناعات الحربية، والقيام بدورات لتبادل الخبرات العسكرية، فالإمارات عازمة على نشر منظومة أقمار صناعية خاصة بالاتصال العسكري السري، وهي مؤلفة من قمرين صناعيين، سيتم إطلاق احدهما إلى الفضاء بواسطة الصاروخ الروسي” بروتون- أم ” .
إن التعاون الجدي بين البلدين لم يتوقف وإنما كان هناك غزل سياسي من جهة الإمارات في تعزيز التعاون بينهما في الكثير من المجالات، تمثل في دعوة الإمارات إلى تحرك روسي اكبر في المنطقة، الأمر الذي شجع روسيا أكثر على إقامة المؤتمر الدولي حول النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، مما جعل روسيا تلعبُ دورا دبلوماسيا، وتكتيكيا من خلال العلاقات والمجالات الاقتصادية والسياسية و التجارية، مثل الطاقة النووية السلمية، والاستثمار في قطاع الغاز والبتروكيماويات، والسعي لإنشاء طريق النقل الدولي السريع ” الشمالي- الجنوبي” الموقع بين روسيا وإيران والهند، و احتمال دخول الإمارات العربية إلى هذا الطريق .وفي الاول من  تشرين الثاني” نوفمبر “من هذا العام ، عقد في الإمارات  مؤتمر الحوار الاستراتجي بين روسيا ودول الخليج والداعي لمواصلة تطوير العلاقات بين البلدين ومجلس التعاون  التي تشوبها نوعا من الاهتزاز بظل الثورات العربية ودعم روسيا للأنظمة القمعية.

*باحث إعلامي وخبير بالشؤون الروسية ودول الكومنولث

[email protected]

شاهد أيضاً

عدنان

رحيل الدكتور عدنان كيوان.. والجالية السورية في كييف تنعى الفقيد

عمت حالة من الحزن والتسليم بقضاء الله وقدره أوساط الجالية السورية والعربية والإسلامية في أوكرانيا …