منار مهدي / الخطاب السياسي الاممي والاقليمي يجبرنا على توقع مثل هذا السيناريو في سوريا, وحيث ان الاحداث والاوضاع والمواقف تؤكد بان اسرائيل مازالت ترغب في بقاء نظام بشار الاسد, وبحجة عدم قدرتها على معرفة ما نوع النظام القادم لسوريا, والموقف الامريكي سوف يستند على الموقف الاسرائيلي في موقفه من النظام والتطورات في سوريا.
وكذلك تركيا لا تريد للنظام ان يرحل الا اذا ضمنت نظام حكم جديد مولود من رحم سياسة حزب العدالة والتنمية, وايضا الاتحاد الأوروبي همه ابعاد سوريا عن محور إيران وحزب الله اللذان في تقدير الاتحاد الأوروبي يمثلان تهديداً لأمن المنطقة وهنا المواقف تتوافق مع الموقف الإسرائيلي ودول الخليج, وبعض من الدول العربية الذي لديها مخاوف من المد الإيراني الشيعي في المنطقة.
وهناك روسيا التي تطالب وبشكل واضح في بقاء الأسد مع اجراء عملية تجميل محدودة للحكم في سوريا, والمواقف تقول انها اتفقت على بقاء النظام ولكن بعد اصلاحات تجميلية هشة على النظام هناك.
ومن المتوقع حصول تركيا على ورقة الجيش الحر للضغط على النظام ان ارادوا له البقاء, وسيكون هذا البقاء للنظام في سوريا مهزوماً هشاً بعيداً عن سياسية الممانعة المزعومة اصلاً ولا خير منه بعد السماح له في البقاء لإيران وسيكون بعيداً عن دعم حزب الله اللبناني ومشغولاً فقط في محاربة عناصر الجيش الحر عبر الحدود التركية – السورية الطويلة.
وحيث ان تركيا ستكون الرابح الأكبر بالإمساك بورقة الجيش الحر لمواجهة النظام السوري في مسألة الدعم اللوجستي الذي تقدمه سوريا لحزب العمال الكردستاني, ومن الرغم ان الاتفاقية الامنية بين البلدين مازالت على قيد الحياة.
كل هذا سيكون على حساب ارواح الشهداء والدمار الذي لحق بالبلاد, ولكن وبغض النظر عن السيناريوهات والمصالح السياسية الدولية, فإن الثورة السورية ستستمر ولا يمكن وقف عجلة التاريخ وفي نهاية المطاف ان الشعوب هي المالك الحقيقي للقرار.
المقالات التي تنشر تعبر عن رأي اصحابها و ليس بالضرورة عن رأي الموقع.