سلسلة حلقات حوار صريح جدا جدا (نعمة الشباب و نقمة الشياب في تضخم البروستات الحميد)
27 أبريل, 2014
مال و اعمال, مقالات, منوعات
عندما يحتاج الإنسان الى إخراج البول ، فما عليه إلا ان يذهب الى الخلاء و يتبول لا يكلفنا هذا الأمر أي عناء أو جهد ، بل نشعر بعد التبول براحة جسدية ونفسية كبيرة ، وهناك أناس عمليه التبول ، بالنسبة لهم ، هي همهم الوحيد في هذه الدنيا ، مما يعانونه من أرق وقلق و آلام .
و لنسلط الضوء على هذا الموضوع ، توجهنا بالسؤال ” في لقاء خاص ” إلى الدكتور عبد الكريم قطيفان ، أخصائي جراحة الكلى والمسالك البولية والتناسلية و مؤلف سلسلة حوار صريح جداً جداً.
يكثر الحديث هذه الأيام عن مشاكل البروستات و التبول عند كبار
السن هلا حدثتنا عن هذه المشاكل ؟وما نسمعه عن
تضخمالبروستات.؟
بسم الله الرحمن الرحيم
للإجابة على هذا السؤال ، في البداية يجب ان نعرف ما هي البروستات.
البروستات – هي عبارة عن غدة هرمونية صغيرة ، لا يتعدى حجمها حجم كرة تنس الطاولة ، تدخل في تكوين الجهاز التناسلي عند الرجال ، وهي تقع تحت المثانة مباشرة ، وتحيط بمجرى البول بشكل دائري ، من جميع الجهات، مثل خاتم غليظ حول أصبع رقيق، وظيفتها هي إفراز عصارة تدخل في تكوين السائل المنوي ، وفي هذه العصارة تعيش الحيوانات المنوية ما قدر لها من الوقت و تتغذى و تتزود بالطاقة ، التي تمكنها من التحرك الأمامي ، في اتجاه تخصيب البويضة . هذا ما يحدث عند الشباب.
وما الذي يحدث أو ما هي التغيرات التي تطرأ على البروستات عند تقدم السن أين المشكلة؟
في الواقع، هناك عدة أمراض تصيب البروستاتا عند التقدم في السن ، منها التهابات البروستات ، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع في حلقة سابقة ، وهناك تضخم البروستات الخبيث ، وهذا ما سنتحدث عنه في حلقة قادمة ان شاء الله ، أما موضوع اليوم ، فهو تضخم البرستات الحميد .
الذي يحدث ، أنه بعد سن الخمسين أو الستين تقريباً ، ولأسباب فرضية و نظرية غير مؤكدة بعد ، تبدأ البروستات في التضخم ، ويزداد حجمها و يتضاعف وتقوم بالضغط على مجرى البول ، الذي تحيط به من كل الجهات ، مما يتسبب في ضيقه و انسداده جزئياً أو كلياً ، وهنا تبدأ المشاكل و أعراض المرض.
: ما هي أعراض تضخم البروستاتا الحميد؟
أعراض تضخم البروستاتا متعددة و كثيرة ، وتختلف في حدتها و نمطها من مريض إلى آخر و منها :
– صعوبة البدء في التبول و خصوصاً في الصباح
-الحاجه لشد عضلات البطن و الضغط لإخراج البول
-اندفاع ضعيف ومتقطع للبول .
– شعور متكرر بالحاجة الى التبول وخاصه في الليل.
-الشعور بأنه لم يتم تفريغ البول بالكامل من المثانة أثناء التبول وعدم الإحساس بالراحة بعد التبول
-وفي بعض الأحيان عدم القدرة على التحكم في عمليه التبول.
-تكون حصى المثانة.
-وفي الحالات المتأخرة يمكن ان يحدث احتباس البول الحاد
–
ما الذي يجب أن يفعله المريض ، إذا لاحظ وجود بعض هذه الأعراض؟
في الواقع ، تضخم البروستات الحميد ليس من الصعب علاجه إذا تمت متابعته من قبل الطبيب المختص بشكل منتظم . من هذا المنطلق يجب على المريض مراجعة الطبيب ، مرة واحدة أو مرتين في السنة ، و ما عليه إلا أن ينفذ إرشاداته وتعليماته و نصائحه ، ويجب على المريض أن يكون مستعداً ، لخوض اختبارا طبياً خاصاً ، أو ما يسمى القياس الدولي لاعراض البروستات IPSS ، و هو يتكون من بعض الأسئلة الاستبيانية ، لمعرفة وتقييم أعراض المرض و هي :
1- على مدى الأربعة أسابيع الأخيرة كم مرة شعرت أنك لا تستطيع تفريغ
المثانة بالكامل بعد التبول؟
2- على مدى الأربعة أسابيع الأخيرة كم مرة شعرت أنك مضطر للتبول مرةأخرى بعد اقل من ساعتين بعد آخر مرة تبولت فيها؟
3- على مدى الأربعة أسابيع الأخيرة كم مرة شعرت بتقطع في تدفق البول أثناء التبول؟
4- على مدى الأربعة أسابيع الأخيرة كم مرة شعرت بصعوبة تأجيل التبول
5- على مدى الأربعة أسابيع الأخيرة كم مرة شعرت بضعف إندفاع و تدفق البول ؟
6- على مدى الأربعة أسابيع الأخيرة كم مرة شعرت بأنك مضطر (للضغط على نفسك) للبدء في التبول؟
7- على مدى الأربعة أسابيع الأخيرة كم مرة اضطررت إلى الاستيقاظ من النوم للتبول في الليل؟
دكتور هل يكفي هذا الاختبار لتشخيص المرض؟
طبعاً هذا اختبار مبدئي ، فالمريض يخضع لعدة اختبارات ، تساعد الطبيب في تحديد وتشخيص المرض بدقة كبيرة ، ومنها تحليل البول ، الفحص االشرجي ، تحليل الدم ، تحديد نسبة دلالات أورام البروستاتا الخبيثة PSA – مهم جداً-. وأيضا فحص البرستات بالموجات الصوتية ، تحديد قوه اندفاع البول ، فحص وظائف الكلى ، الصور الملونة ، الرنين المغناطيسي و غيره .
ما هي طرق علاج تضخم البروستاتا الحميد ؟
قبل الحديث عن طرق العلاج ، أود أن ألفت أنظاركم إلى أهمية الوقاية بالنسبة لأمراض البرستات بشكل عام ، وذلك عن طريق التوعية الصحية ، وضرورة زيارة الطبيب مرتين على الأقل في السنة ، بعد سن الأربعين ، فالإكتشاف المبكر للمرض ، يساعد كثيراً في إختيار الطريقة المناسبة والمريحة للعﻻج . أما بالنسبة للعلاج ، فهناك طرق كثيرة ، تتنوع حسب المريض ، وصحته العامة و عمله و الأمراض الأخرى التي يعاني منها. و بفضل الله ، فقد حقق الأطباء تقدما كبيرا ، في تحديث طرق العلاج بالأدوية والعقاقير من جهة و بالتدخل الجراحي من جهة أخرى ، فهناك الجراحة المفتوحة و جراحة المنظار والجراحة بأشعة الليزر الأخضر و غيره.
في النهاية لا يسعنا إلا أن نشكر الدكتور عبد الكريم قطيفان ، أخصائي جراحة الكلى و المسالك البولية ، على هذا الشرح الموسع و الموضوعي و الإجابات المفصلة ، آملين من الله عز وجل أن تكون الحلقة قد نالت إعجابكم و إلى اللقاء في حلقة جديدة ، من حلقات ……
حوار …صريح ….جدا….. جدا