د. عبد الكريم قطيفان.(اخصائي جراحة الكلى و البروستاتا).

لعلك تجد الكثير من الناس يتحدثون عن مشاكلهم الصحية و يناقشونها على الملأ ، وخاصة أمراض القلب والسكري والضغط ، و آلام الظهر والساقين وطول النظر وقصره ، وتصبح هذه الأحاديث مواضيعا شيقة للمناقشة و إدلاء الرأي والنصيحة ، ولكن من النادر أن يتحدث أحد عن مشاكله الخاصة بما تحت السرة ، و معاناته الخفية بسبب أمراض البروستات وما يتبعها من اضطرابات نفسية و زوجية واجتماعية.

لا أريد ان اتحدث اليكم كطبيب ناصح، أو معلم واعظ ، وانما كصديق يهمه أمركم ، مخلص في مساعدتكم ولا أريد ان أدخل في التفاصيل والمتاهات العلمية لأسباب المرض ،وكيفية الإصابة به ، ولن يكون مقالي هذا محاضرة أكاديمية جافة ، فعصرنا هذا هو عصر الإنترنت والتواصل والمعرفة الإستطلاع ، وإنما أريده حوارا صريحا بسيطا ، من القلب الى القلب ، بعيدا عن النظريات والمحاضرات ، وقريبا من حياتنا اليومية ، لجلب المنفعة من غير تكليف أو إحراج لكل من يهمه هذا الامر.

و أود ان أتطرق الى هذه الحالة ، التي يعاني منها كثير من الرجال و الشباب في هذه الأوقات بالذات ، حيث الرفاهية والبذخ ، وقلة الحركة و السمنة من جهة، والعمل الشاق وأشغال الحياة ، وهموم الرزق من جهه أخرى. وأقول حالة وليس مرض لأنها حالة لا تمس الجسد فقط ، بل تمس النفس والروح أيضا ، و تؤثر على الحياة الزوجية والعائلية ، وعلى أداء الرجل في العمل وتحصيل الرزق ، وفي البيت وفي المجتمع.

ومن أهم العوامل التي تؤدي الى تفاقم مشاكل البروستاتا ، هي عدم زيارة أو مراجعة الطبيب في الوقت المناسب عند ظهور الأعراض، ولإحساس المريض بالخجل والحرج عند التحدث عن هذه المشكلة العميقة ، ومعرفته المسبقة بأنه سيتعرض لبعض الفحوصات الطبية المحرجة ، فيبدأ في القراءة والبحث عن طرق علاج هذا المرض من غير تحليل أو فحوصات من جهة الطبيب ، ويختار أسهل الحلول ، ويقوم بمعالجة نفسه بنفسه مما يوقعه في أخطاء فادحة، تزيد الطين بلة ويجد نفسه في حلقة مفرغة.

والآن أصدقائي دعونا نستعرض معكم بعض أعراض إلتهابات البروستاتا ، طبعا الأعراض كثيرة ومتنوعة ولكن الأكثر شيوعاً هي:

— حرقان اثناء التبول

— تكرار التبول وخاصة في الليل

— خروج نقط من سائل لزج شفاف خصوصاً في الصباح أو عند التبرز

— آلام في الخصيتين أو خلفهما وآلام في أسفل الظهر والبطن والحوض

— فقدان الرغبة في ممارسة الجماع

— ضعف الإنتصاب

— الإنزال السريع

— آلام عند القذف

— عدم الاحساس باللذة

— الإكتئاب النفسي

علما بأنه ليس من الضروري، أن يشعر المريض بهذه الأعراض مجتمعة وفي وقت واحد ، وإنما تكون فردية وتختفي و تتكرر .

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن:

ما هي الأسباب التي تؤدي الى إلتهابات البروستات؟

ونستعرض منها :

— ركود الجسم وقلة الحركة (العمل المكتبي، قيادة السيارة لفترات طويلة، الجلوس المستمر والوقوف المستمر)

— الإفراط في العاده السرية

— حبس السائل المنوي عمدا

— الحياة الزوجية الغير منتظمة

— عدم القذف داخل المرأة ( إحدى وسائل منع الحمل)

— إطالة فترة الجماع أكثر من وقتها الطبيعي — التوقف المفاجئ عن الجماع قبيل حدوث القذف لإطالة فترة الجماع

كل هذه الأسباب وغيرها تؤدي إلى إحتقان البروستاتا ، وهي المشكلة الرئيسية وصلب الموضوع .

أصدقائي الأعزاء

كما تلاحظون فإن جميع هذه الأسباب إنما هي تصرفات وسلوكيات تنبثق عن ذاتنا ، وليست تدخﻻت خارجية ،أي أنها عادات غير صحية و في استطاعتنا التخلي عنها وعدم ممارستها .

ما هو الحل ؟

للخروج من هذا المأزق ،أنصحكم باتخاذ الخطوات التالية:

الخطوة الأولى والوحيدة هي زيارة الطبيب المختص الذي يقوم أولا بتشخيص المرض ونوعه بشكل فردي وخاص عن طريق التحاليل اللازمة و منها تحليل البول وتحليل الدم وتحليل عصارة البروستاتا واستعمال أجهزة التشخيص الحديثة و تحديد أسباب المشكلة ، نفسية كانت أو عضوية ومن ثم يقوم الطبيب بشرح طريقة العلاج الخاصة فقط بهذه الحالة والتي تختلف من مريض إلى آخر.

أصدقائي الأعزاء

من الخطا الكبير، الإعتقاد بأن هناك روشتة سحرية وقائمة بأسماء الأدوية التي تستعمل لعلاج إلتهاب البروستاتا، فلكل حالة علاجها المختلف وأكرر و أذكر بأن الروشتة السحرية هي زيارة الطبيب وكما يقول المثل ” اعط الخبز للخباز” .

أرجو ان يكون هذا المقال قد حاز على إعجابكم وقد أردته ان يكون حديثا بسيطا و أرجو أن تكونوا قد استفدتم.

أصدقائي الأعزاء

لا تترددوا في تسجيل آرائكم و تعليقاتكم واستفساراتكم وساكون سعيدا جدا بالإجابة عليها والى اللقاء في

حوار صريح جدا جدا