emb أوكرانيا

سفيرأوكرانيا بالقاهرة: 900 ألف أوكرانى زاروا مصر فى عام الثورة

fotoposla أوكرانيابعد ثلاثة أشهر منذ قدومه لمصر كسفير لدولة أوكرانيا، يرى السفير يفيهين كيريلنكو، كثيرا من أوجه التشابه بين الثورة المصرية فى 25 يناير 2011 والثورة البرتقالية بأوكرانيا فى 2004، موضحا أن كلا البلدين كانا تعانيان من الديكتاتورية لفترة طويلة، مما أدى إلى توريث الخوف للشعبين.

وقال كيريلنكو، فى حوار مع «الشروق»، «هذا الحدث الذى نسميه الثورة البرتقالية كانت له نتيجة إيجابية كبيرة هى أن الناس اكتشفوا أن حياتهم تعتمد عليهم هم فتوقفوا عن الخوف، وإذا تحدثنا عن الثورة من هذا المنطلق، فإن العقلية تغيرت، وأرى أن هذا نفس ما حدث فى مصر، حيث اكتشف الناس أن مستقبل البلد يعتمد عليهم وليس على أى طرف آخر يقوم بالعمل لهم»، مضيفا أنه «لا يمكن تغيير العقلية فى يوم واحد، وهذه عملية بطيئة وصعبة وستأخذ وقتا».

 ويرى السفير أن أحداث الربيع العربى، تسببت فى توقف الإجراءات الرامية إلى تطوير التعاون بين مصر وأوكرانيا على المستوى التشريعى، موضحا أن هناك عددا من الاتفاقيات الموقعة بين البلدين والتى تم إقرارها فى البرلمان الأوكرانى ولم يتم إقرارها فى مصر، لذا يخطط للقاء رئيس البرلمان، سعد الدين الكتاتنى، لمحاولة الإسراع فى إقرار هذه الاتفاقيات، ومنها اتفاقية تعاون فى مجال الشحن البحرى، وأخرى للتعاون فى مجال الاستخدام السلمى للفضاء الخارجى، وثالثة لإلغاء التأشيرات لحاملى الجوازات الدبلوماسية والخاصة.

كما أشار كيريلينكو إلى وجود تأخير فى توقيع اتفاقية للتعاون فى مجال القضاء الاقتصادى والتجارى، وأخرى لتسليم المجرمين والمحكوم عليهم بين البلدين، حيث التقى وزير العدل وناقش معه موضوع الاتفاقية المعدة للتوقيع، والذى وعده بأنه سيعمل على توقيع هذه الاتفاقية «إذا استمر فى منصبه».

وتنتظر أوكرانيا انتخاب رئيس جديد لمصر، لعقد اجتماع اللجنة المصرية ــ الأوكرانية المشتركة التى تعقد بالتبادل بين البلدين، والتى من المقرر أن تعقد هذا العام فى كييف، حيث عقد آخر اجتماع فى نوفمبر 2010 بالقاهرة، مشيرا إلى أن وزيرة التعاون الدولى، فايزة أبو النجا، قالت إن هذا الاجتماع قد يتم فى سبتمبر أو نوفمبر المقبل.

ويقترح السفير أن يكون رئيس اللجنة من جانب أوكرانيا، هو وزير الزراعة «لأن أغلب صادراتنا لمصر زراعية»، مشيرا إلى أن مصر جاءت العام الماضى فى المركز الأول من حيث استهلاك الذرة الأوكرانية على مستوى العالم، وفى المركز الثالث فى استهلاك القمح الأوكرانى، فيما تراجعت صادرات الحديد الأوكرانى لمصر بسبب تراجع معدلات البناء بعد الثورة، مبينا أن إجمالى حجم الصادرات الأوكرانية لمصر بلغ 1.5 مليار دولار من إجمالى نحو 7 مليارات دولار فى المنطقة كلها. وأكد كيريلنكو توقف المحادثات ــ التى أوردتها تقارير صحفية منذ ما يقرب من ثلاثة أعوام ــ حول تبادل الغاز الطبيعى المصرى بالقمح الأوكرانى، مشيرا إلى تغير شكل الصادرات المصرية لأوكرانيا، موضحا أن الفواكه كانت تمثل النسبة الأكبر من الصادرات المصرية، أما الآن فأصبحت المنتجات الصناعية والدوائية بشكل أساسى.

وعلى صعيد النشاط السياحى، كشف كيريلنكو، عن أن بلاده كانت فى مقدمة الدول التى استمرت فى إرسال أفواج سياحية إلى مصر بعد الثورة، لافتا إلى أن عدد السياح الأوكرانيين الذين زاروا القاهرة خلال العام الماضى بلغوا ما يقرب من 900 ألف سائح.

وأضاف أن المشكلة التى تواجه السياحة الأوكرانية لمصر، تتمثل فى عدم وجود خط مباشر للقاهرة بعد إلغائه عام 2009، حيث إن جميع الرحلات للغردقة وشرم الشيخ (شارتر)، مؤكدا أن مثل هذا الخط المباشر مهم جدا لتحسين العلاقات على جميع المستويات.

ومع تجدد الحديث عن العمل على بناء محطة كهرباء تعتمد على الطاقة النووية، نصح السفير الأوكرانى، الذى عانت بلاده بسبب حادث مفاعل تشيرنوبل، مصر بالحذر فى التعامل مع هذه القضية، مفضلا الاعتماد على مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة الأخرى، كطاقة الرياح والطاقة الشمسية.

وقال كيريلنكو: «عانينا كثيرا من هذا الأمر.. الله وحده يعرف عدد من ماتوا أو أصيبوا بأمراض بسببه، ربما من الأفضل عدم التركيز على الطاقة النووية والبحث عن مصادر بديلة.. لابد أن تكونوا حذرين، وإذا لم تكن لديكم خبرة من الأفضل ألا تبدأوا»، مشيرا إلى أن إعادة النظر فى الاعتماد على الطاقة النووية ليس مقتصرا على بلاده فقط، لكن فى بلاد أخرى كاليابان بعد حادث فوكوشيما.

وأشار إلى أن سفير أوكرانيا فى المغرب يعمل على تعزيز التعاون بين البلدين فى مجال الطاقة الشمسية، حيث تسعى بلاده لتنويع مصادر الطاقة لديها، مضيفا أن هناك إمكانية للتعاون بين مصر وأوكرانيا فى ذات المجال.

وأعرب سفير أوكرانيا عن احتياج بلاده لإعادة إحياء مشروع تقديم منح لتعليم اللغة العربية للأوكرانيين، التى كانت تتم فى الماضى، مشيرا إلى حاجة بلاده لذلك خصوصا على مستوى الدبلوماسيين، والذى يرى أنه سيساعد فى تحسين العلاقات بين البلدين، كما لفت إلى وجود مركز ثقافى مصرى فى جامعة كييف الوطنية، «لكن نشاطه غير كافى»، على حد قوله.

وعن مخاوف الأوروبيين بشأن سيطرة الإسلاميين على الحكومة فى مصر، أكد كيريلنكو أنه تحدث مع كثيرين «وحتى الآن لا أحد يرى خطورة فى سيطرة الإسلاميين»، على حد قوله. وأضاف: «وفى بلد مثل بلدكم، أمر طبيعى ما يحدث، حيث كانوا مقموعين فى عهد مبارك»، مشيرا إلى أن الإخوان المسلمين فى الأردن يمارسون حقوقهم السياسية بشكل طبيعى فى العلن، ولا يمثلون أى مشكلة، متسائلا: «لماذا سيكونون مشكلة هنا؟».

المصدر الشروق المصرية

شاهد أيضاً

جورجيا

من يؤثر على الديمقراطية في جورجيا ودول أخرى؟

أحمد عبد اللطيف / في السنوات الأخيرة، أصبح التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة …