سرير مزدوج
7 أبريل, 2015
مقالات, ملفات خاصة
بقلم/ مأمون شحادة
قال الكاتب الأميركي ديل كارينجي “الخطأ لا يكمن في جهلنا الأشياء ولكن في تجاهلنا لها، وطحن الدقيق لن يجدي شيئاً”.
أثناء تجوالي في فضاء الإنترنت قبل عامين قرأت خبراً أن “القاضي الإسرائيلي بيدموس شابيرا سيجري تحقيقاً في مصاريف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المرتفعة، والتي تأتي على حساب الجمهور الإسرائيلي، خصوصا صرف نصف مليون شيقل على “السرير المزدوج” الذي أضيف لطائرته الخاصة”، هنا انتهى المانشيت الإخباري وبدأت الرأسمالية تنتهك مجال الطبقة الفقيرة في “إسرائيل”.
اللافت ان وزيرة المعارضة “الإسرائيلية” شيلي يحيموفيتش قالت: “هذه الحكومة لا ولن تلتفت الى هموم “الشعب الإسرائيلي” كونها حكومة رأسمالية مبنية على المنفعة الشخصية، وما سرير نتنياهو الا مهاترة لا يدفع فاتورتها الا البسطاء”، وهذا ما أكده ايضاً الكاتب الاسرائيلي رامي يتسهار بقوله “فساد أسرة نتنياهو لا ينتهي ولا يوجد من يوقف إهدار المال العام، ومبلغ نصف مليون شيقل تم إهداره لكي ترتاح مؤخرة زوجته”.
نتنياهو كغيره من الرأسماليين “الإسرائيليين”، يدّعون الحفاظ على تطلعات “الإسرائيليين”، وكشرط لكي يفكر هذا المسؤول جيداً، يجب الاسترخاء على سرير يتجاوز مؤشر نصف المليون.
اما الطبقة “الإسرائيلية” المعدومة، التي تنزل الى الشوارع طلباً لتحقيق العدالة الاجتماعية، فما عليها الا السكوت أمام رأسمالية لا تعرف الا تقمص دور المدافع عن تلك الحقوق.
بالتأكيد ان بسطاء “إسرائيل” يتساءلون: ما طبيعة الحقوق التي يريدها نتنياهو؟ أيريدها على طراز “الفخفخينا”؟ ام على طراز حدائق نيويورك وواشنطن؟ ام على طراز حدائق الورد الملون بغباء “الإسرائيليين”؟
الظاهر ان صاحب الوسادة الماسية غير مطلع على ما كشفته منظمة OECD الدولية للتعاون والتنمية الاقتصادية “ان نسبة الفقر في إسرائيل الأعلى من بين دول المنظمة”.
وكرد ضمني على ما كشفته منظمة OECD قرر نتنياهو صرف هذا المبلغ الباهظ على سريره المزدوج، بينما “الإسرائيلي” البسيط ينام على بقايا ما تستهلكه العائلات الرأسمالية.
هناك سؤال يقف أمام سريالية المشهد “الإسرائيلي”، بما ان نتنياهو لا يلتفت الى مطالب “شعبه”، ويضرب بها عرض الحائط بعنجهيته الرأسمالية، فكيف سيعطي للفلسطينيين دولتهم المستقلة؟
قال الجنرال الأميركي جورج كووك في مذكراته “إن أغلب القلق والانفعال والهواجس سببه الخيال الواسع والافتقاد لمعرفة الحقيقة ودراستها”، وكذلك يقول “يوت ناركينجتون”: “إن بمقدوري أن أتحمل كل مصائب الدنيا إلا أن أكون أعمى”.
بناء على ما ذكر أعلاه ووفق شهادة صادرة من داخل بيت الدبابير، قال رئيس حزب المعسكر الصهيوني إسحاق هيرتسوغ “إن نتنياهو يكذب مرارا وتكرارا ويبث السم هنا وهناك، ويقودنا إلى نفق مسدود خطر، حينها سيصحو الجميع”.