مأمون شحادة / تختلف مشاعر الحزن وشاكلته وسيماته من شخص لاخر، تماماً مثل مانشيتات الاخبار وهي تتلون من موقع لاخر، الا ان البكاء سمة مشتركة ومشابهة لتفصيلات الخبر اسفل المانشيت.
فالحزن في بلادنا العربية يوضع مع وجبات الطعام، والبكاء يتم تثبيته في ممرات الكليدور والصالونات، اما عن الضحك و الابتسامة فقد غادرت تلك الثنائية مفاصل بلادنا بعد ان استبدت بها معادلة البؤس وقيثارة ابوللو.
ان قلنا كلاماً مثالياً لنُجَمِل به واقعنا، فحتماً اننا نخدع مخاطبة الذات ونداهن الاخر، فهذا الكلام كالباحث عن خبر صحافي بين ثنايا الموقف وسيمفونية الاجراءات التعسفية التي تتسلق على اجساد من ارادوا صوغ الخماسية: لماذا، ومتى، وكيف، وماذا، وأين !!.
الناظر للقضية الفلسطينية بزئبقية اخبارها عبر وسائل الاعلام “المسموعة والمنظورة والمكتوبة” يجد تناقضاً شاسعاً ومتضارباً من موقع لاخر، فالبعض يروس الاحتلال الاسرائيلي بعبارة القبول، والرفض، والدفاع، والعدو، وغيرها من العبارات، ونحن نعرف مدلول وعلامات الترويس الايحائية.
والناظر الى الحراك العربي بعيون “كافة” وسائل الاعلام، يجد تفاوتاً اعلامياً في حيثيات المكيال الحقيقي لمحددات الزمان والمكان.
اما عن السواد الاعظم من القراء العرب!! فهم يقرؤون المانشيت الاخباري مرور الكرام ويهملون اسفله، فالخبر لديهم عنوان، والكتاب كذلك، اما المقال فيكتفون بالكاتب وشهرته.
مروراً بالحالة الصحافية العربية التي لا تحسد على واقعها السريالي المتشظي، نقف امام معضلة تتشابه والامثال العربية التي نتداولها دون ان ندرك مغزاها وقصتها،، ولكن!! اليس للقارئ العربي مبرراته وحججه لمقارعة ما ندعيه عليه؟
بالتأكيد انه يمتلك اكثر من ذلك، بيد ان الخبر الصحافي اصبح مائعاً زئبقياً يركز على لغة “القيل والقال والقيلولة واصحاب الفخامة والقداسة” اكثر من القضية التي يهدف اليها، وكذلك، فكلمات الاخبار متشابهة: قتل، عذب، اعتقل، مات، احتل، اغتصب، جرح، تظاهر، انفجر، انتحر، اطلق النار، اطلق التصريحات، اطلق الابواق، اجتمع، غادر، استقبل، والقائمة طويلة!!
امام هذه الكلمات استطاع المواطن العربي ان يحرجنا جميعاً وهو يبحث عن خبر صحافي يخبرنا عن ضياع واغتصاب كرامته وحريته..!!