سامح عبدالله/ من المتوقع اشتعال الأوضاع في البوسنة والهرسك خلال أسابيع قليلة لأن روسيا قررت نقل المواجهة مع الغرب إلى البوسنة في محاولة منها لخلق أوضاع جديدة على الأرض تسمح لها بالتفاوض حول مشكلة أوكرانيا من موقع أقوى.
الشهور القليلة الماضية شهدت اتصالات مكثفة بين موسكو والمسئولين في جمهورية صربيسكا وهي أحد كيانين تتكون منهما دولة البوسنة والهرسك حاليا لحثهم على إثارة القلاقل والتهديد بالانفصال. ودولة صربيسكا هي الكيان الذي يسيطر عليها صرب البوسنة ولذلك فهي تتمتع بعلاقات قوية مع روسيا الحليف التقليدي للصرب في منطقة البلقان لاشتراكهم في العرق (سلاف) والدين (مسيحيون أرثوذكس) والخطة الروسية تشمل تقديم دعم سياسي واقتصادي وإمدادات طاقة لصربيسكا مقابل إعلانها عن نية الانفصال وتكوين كيان مستقل وهو ما يعني عودة التوتر لقلب أوروبا بعد سنوات من الاستقرار الهش بفضل الدعم الغربي الأمريكي. وسيصاحب الدعوة للانفصال أعمال عنف هنا وهناك بما يدفع أوروبا للقلق والبحث عن حل سريع للمشكلة وهو ما يعني فتح الباب لروسيا للتدخل عبر الحلفاء في صربيسكا ومقايضة الاستقرار في البوسنة بالاستقرار في أوكرانيا. السياسة الروسية الجديدة بدأت تظهر منذ فترة خاصة حين امتنعت موسكو عن التصويت على قرار مجلس الأمن بمد فترة توجد القوات الدولية في البوسنة رغم أنه إجراء إجرائي، ولكنها أرادت إرسال رسالة للجميع. وبعثت موسكو برسالة أخرى منذ أسابيع حين رفضت الموافقة على قرار مجلس الأمن بإدانة مذبحة سربربنيتسا التي وقعت خلال حرب البوسنة بمناسبة مرور 20 عاما عليها لأن مشروع القرار البريطاني كان يدين الصرب بقوة.
نقلا عن الأهرام