أوكرانيا اليوم / كييف / انتقدت وزارة الخارجية الروسية رفض المملكة العربية السعودية، العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي.
وقالت الخارجية الروسية في بيان أصدرتها مساء اليوم الجمعة إن هذا الرفض “يعني تخلي السعودية عن العمل الجماعي في إطار المجلس على الحفاظ على السلام والأمن في العالم”.
وأعربت الخارجية الروسية عن استغرابها من موقف الرياض بهذا الشأن، مشيرة إلى أن اتهامات السعودية لمجلس الأمن الدولي تبدو غريبة بعد أن أصدر المجلس بالإجماع قراره رقم 2118 الذي يضع إطارا لتسوية شاملة للأزمة السورية. وأشير في البيان إلى أن روسيا تعول على أن المجموعة الإقليمية الآسيوية ستحدد ممثلا جديدا لها في مجلس الأمن الدولي بصفة عضو غير دائم في القريب العاجل. يذكر أن الخارجية السعودية أعلنت اليوم الجمعة اعتذار المملكة عن قبول عضويتها في مجلس الأمن غداة انتخابها لشغل مقعد غير دائم في الهيئة الدولية، مشيرة الى أن “ازدواجية المعايير الحالية تحول دون قيام المجلس بأداء واجباته وتحمل مسؤولياته” لإنهاء الصراعات والحروب. وذكر بيان رسمي للخارجية أن ” آليات العمل وازدواجية المعايير الحالية في مجلس الأمن تحول دون قيام المجلس بأداء واجباته وتحمل مسؤولياته تجاه حفظ الأمن والسلم العالميين على النحو المطلوب”. واعتبر البيان أن هذا الواقع أدى إلى” استمرار اضطراب الأمن والسلم واتساع رقعة مظالم الشعوب واغتصاب الحقوق وانتشار النزاعات والحروب في أنحاء العالم”. وأشارت الخارجية خصوصا إلى” بقاء القضية الفلسطينية بدون حل عادل ودائم لخمسة وستين عاما” معتبرة أن ذلك نجم عنه “عدة حروب هددت الأمن والسلم العالميين”. كما أشارت إلى” فشل مجلس الأمن في جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل سواء بسبب عدم قدرته على إخضاع البرامج النووية لجميع دول المنطقة دون استثناء للمراقبة والتفتيش الدولي أو الحيلولة دون سعي أي دولة في المنطقة لامتلاك الأسلحة النووية”، في إشارة ضمنية إلى إسرائيل وإيران. كما شددت الخارجية السعودية على أن “السماح للنظام الحاكم في سوريا بقتل شعبه وإحراقه بالسلاح الكيماوي على مرأى ومسمع من العالم أجمع وبدون مواجهة أي عقوبات رادعة لدليل ساطع وبرهان دافع على عجز مجلس الأمن عن أداء واجباته وتحمل مسؤولياته”. وتعد السعودية من اهم الداعمين للمعارضة السورية. وانتخبت السعودية الخميس للمرة الأولى عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي وفازت بالمقعد إلى جانب تشاد وتشيلي وليتوانيا ونيجيريا التي انتخبت أيضا أعضاء غير دائمين في مجلس الـمن. ونالت السعودية 176 صوتا من أصوات الدول الأعضاء ال193 وانتخبت هذه الدول الخمس من قبل أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة لدورة من سنتين تبدأ في الأول من كانون الثاني/يناير 2014. ويأتي قرار السعودية بعد أن رفض وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية أيلول/سبتمبر، التحدث من على المنصة احتجاجا على عدم تحرك المجلس في الشأن السوري والأراضي الفلسطينية، في ما اعتبر حينها علامة استياء واضحة من المملكة.