أوكرانيا اليوم / كييف/ كشفت منظمة الأمن والتعاون الأوروبية بشأن الحرب في أوكرانيا عن أن القوات الروسية تمكنت من التأثير على أنظمتها العسكرية، كجزء من جهود الحرب الإلكترونية الروسية المعقدة في أوكرانيا، والتي
أثبتت واقعيتها تجاه الجيش الأميركي. وبالنظر إلى كيف يعمل الجيش الروسي الذي تم تحديثه، أخيراً، في كل من أوكرانيا وسوريا، نجد أن استخدامه لمعدات مثل «كراسوخا-4» الذي يشوش على الرادارات والطائرات، واضطر الجيش الأميركي إلى الاعتراف بأنه يسعى جاهدا للحاق بذلك التطور.
ووصف لفتنانت جنرال بن هودجز قائد وحدات الجيش الأميركي في أوروبا قدرات الجيش الروسي الإلكترونية بالمدهشة. وقال رونالد بونتيس، نائب قائد القوات السيبرانية الجنرال ادوارد كاردون: «لا يمكنك إلا استنتاج أننا لا نتقدم بالمعدل الذي تحتمه التهديدات المفروضة علينا».
الحرب الأبرز
الحرب الإلكترونية مثلت المعلم الأبرز منذ بداية التوغل الروسي في شبه جزيرة القرم في ربيع عام 2014. وعقب مرور فترة قصيرة على بدء الحرب الإلكترونية الروسية في المنطقة، وجدت قوات الجيش الأوكراني ان معداتها من أجهزة لاسلكي واتصال عطلت عن العمل لساعات. وفي هذه الأثناء فإن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وهي مجموعة تعنى بإدارة الصراعات، أشارت مرارا في تقاريرها إلى أن الطائرات الموجهة عن بعد المستخدمة في الصراع شرقي أوكرانيا وظفت «للتشويش على أجهزة نظم تحديد المواقع»، بشكل دفع المراقبين إلى إعادة تقييم المعدات العسكرية. وفي طليعة من طالب بضرورة التسريع في تجديد معدات الجيش الأميركي كولونيل جيفري تشيرتش، قائد قوات الحرب الإلكترونية.
إلا أن ذلك لن يكون سهلا بالنظر إلى الميزانيات الضعيفة والافتقار إلى معدات الحرب الإلكترونية والقوة العسكرية التي تتقلص بمعدل عشرات الاف الجنود، وقال تشيرتش إنه تمكن من تدريب بضع مئات من الجنود فقط، وهم جزء ضئيل من قوات الحرب الإلكترونية التي دفع بها الخصوم المحتملون، مثل روسيا والصين.
وهناك حاليا نحو 813 جنديا يشكلون وحدات الجيش المكلف بالمهام العسكرية الإلكترونية، والتي التي تم الترخيص لها بما يزيد قليلا على 1000 موقع. التحكم في المعركة
وفي الوقت الراهن، فإن حروب الجيش الأميركي عادة ما تكلف جنديين بمهمة الحرب السيبرانية، وسيترتب عليهما العمل على مدار أربع وعشرين ساعة في الحرب ضد الأعداء المتطورين. وهذا يتضمن التخطيط والتنسيق مع وحدات عسكرية أخرى، فضلا عن ضمان أن أدوات التشويش وأدوات الاتصال الخاصة بهما تعمل. وقال تشيرتش: «هناك الكثير الممكن عمله في ساحة المعركة ضد العدو»، فكيف تحتفظ ببيئة مكثفة من المعدات السيبرانية ضد العدو؟
هناك كمية جيدة من معدات الحرب الإلكترونية اشتراها الجيش خلال العقد الماضي، والتي دفعت قيمتها من خلال الحسابات المعدة لاستكمال الحرب.
وقال تشيرتش إن ذلك مفاده أن هناك معدات كثيرة غير مستخدمة بعد بحاجة إلى الاصلاح.
وبالنظر إلى قدرات موسكو، أشار مكتب دراسات الجيش الأميركي للمهام الخارجية إلى أن: «روسيا تطور القدرات الإلكترونية العسكرية وأن القيادة السياسية والعسكرية تتفهم أهمية مثل معدات الحروب هذه، وإلى أن «القدرة المتعاظمة على تعطيل الاتصالات قد تساعد في معادلة مستوى المعركة مع العدو الذي يفوق في القدرة». وتتسلح أوكرانيا بأنظمة إلكترونية يسهل التشويش عليها، وهو ما تبين أنه الأمر الأمثل الذي يمكن لموسكو أن تستغله لعرض براعتها في الحرب الإلكترونية.
استعدادات
شكل نائب وزير الدفاع الأميركي روبرت ورك لجنة تنفيذية للحرب السيبرانية يقودها فرانك كيندال، وكيل قسم المشتريات العسكرية والتكنولوجيا والمعدات اللوجستية. ووجد ان وزارة الدفاع «لم تعد تركز على الحرب السيبرانية على المستويين البراغماتي واللوجستيىي».
وعلى الرغم من أن الجيش يدير عددا من الدراسات لتسريع تحديث ودمج الأنظمة الإلكترونية، فإن أيا منها لن يكون جاهزا في القريب العاجل.