khalid al ezzi أوكرانيا

روسيا البوتينية : حماية أقليات أو تسعير نارها ..!!! (5- )5

د.خالد ممدوح العزي / روسيا وسورية :

khalid al ezzi أوكرانيايكتب د.خطار أبو دياب في جريدة ليبراسيون الفرنسية بتاريخ 14 آذار 2013 مقالة بعنوان سورية كاميرا الرعب ، سورية : ندرة حادة في القيادة الدولية ،” في غضون عامين تحولت الثورة ضد نظام بشار الأسد إلى صراع مدمر متعدد الأوجه “، سؤال يطرح نفسه على عقول الجميع وخاصة الباحثين بالشؤون الروسية ماذا تريد روسيا البوتينية من سورية ، فالجواب ضبابي في كثير من الأحيان،فهل القاعدة العسكرية في طرطوس هي المشكلة او بيعها للسلاح ، أو التجارة الروسية السورية التي تعتمد على بيع السلاح ،أو الهيكلية العسكرية للجيش السوري الذي بات ينهار بفضل تصلب روسيا وضيق رؤيتها المستقبلية ،أو خردتها العسكرية التي باتت تتحطم على مراء الجميع ،أو أبار الغاز المكتشفة في حقول جديدة في سورية وتحديدا في حمص ومنطقة الشرق الأوسط ، أسئلة كثيرة تطرح على روسيا وتشكك بدورها ،ولكن السؤال الذي يطرح نفيه بقوة ماذا تريد روسيا من سوريا؟؟؟ مقابل دعمها للا محدود للأسد .

ربما الاقتصاد والتجارة والنفط هم الأساس وهنا تكون سوريا بيد روسيا كموقع جغرافي يعتمد بالدرجة الأولى على المصالح المالية والاقتصادية البحثية لصقور الكريملين.

لكن الخطاب الروسي الجديد بات يعتمد على حماية الأقليات في الشرق الأوسط وتحديدا من البوابة السورية والتي ترى بان الأسد هو حامي للأقليات في المنطقة والمحا فظ عليها ،مما شجع الأسد في مقابلته الأخيرة مع قناة تلفزيون روسيا اليوم بالعربي بتاريخ 10نموفمبر 2012والذي تحدث أثناءها بكل وقاحة بأنه علماني وحامي للأقليات في سورية تاركا خطابه المعهود بأنه دولة المحور والممانعة والمقاومة متناسيا بأنه متحالف إيران وحماس الفلسطينية وحزب الله ودولة المالكي في العراق الجديد،وروسيا نفسها تعمل إلى تشريع حلف الأقلية في المنطقة، التي باتت روسيا حامية لهذا الحلف الذي يخدم مصالحها الخاصة بظل تخوف روسيا من الحلف المقابل والذي ترك فيها الهزائم سابقا .

المعادلة الجديدة في الصراع الدولي:

ربما روسيا رتبت إستراتيجيتها الجديدة في مشاكستها الدولية لإبراز دورها الدولي على بناء تحالف شيعي عربي إيراني مدعوم من روسيا الصين مقابل تحالف سني تركي مدعوم من الغرب وأمريكا.

فالصراع بين الطرفين على النفط واستخراجه لان روسيا طرحت نفسها قوة عالمية كبرى في مجال النفط والطاقة والغاز والسيطرة على طرقه والتحكم في استخراجه ،لتكون سوريا وشعبها ساحة الصراع والتدمير بظل غياب الحل السياسي لها ،وبظل عدم النضوج السياسي لأي تسوية مستقبلية .

روسيا التي تحاول ترميم دور المسيحيون الأرثوذكس في لبنان وفصلهم عن الكنيسة المارونية ،فالعجيب بان روسيا وإيران تعدان العدة في المنطقة لإستراتيجية جيدة لمواجهة دول هذه المنطقة بأنهم من حماة الأقليات المذهبية فيها،وهذا ما كان يردده الملا لافروف بأنه يرفض التغير السوري التي تحاول الدول السنية العربية من فرضه لإقامة دولة سنية في سورية.

روسيا والمستنقع السوري :

سؤال يطرح نفسه بقوة أمام كل المحللين والخبراء الاستراتجيين وعلماء السياسة والعاملين في الحقل الإعلامي الدولي هل تستطيع روسيا انجاز حل فعلي للمشكلة السورية وإخراجها من المستنقع، أما أضحت روسيا في ورطة فعلية وتبحث عن من يخرجها من هذا المستنقع التي عجزت عن انجاز حل سياسي ينقذ النظام بعد سنتين من الثورة والانتصارات المستمرة للمعارضة ،فالكاتب الإعلامي عزت صافي يكتب في صحيفة الحياة اللندنية بتاريخ 11 آذار 2013 يكتب مقالة بعنوان:” محنة سورية تمتحن سياسة روسيا،ولماذا يدير بوتين ظهره للعالم العرب؟”فالميثاق الأخلاقي بين روسيا ومعظم الدول العربية ،وخصوصا سورية ،يلزم موسكو بإعادة النظر في موقفها من ثورة الشعب السوري،ويفرض عليها بناء إستراتيجية جديدة من الدول العربية ، من المشرق إلى المغرب. فهذه الدول أوفى من وانفع من لروسيا من إيران،ولديها ،باتت مفتوحة للإنتاج الحربي الروسي ولمعداته المتطورة ،كما أنها أسواق استهلاكية لمنتجات روسيا الحربية والصناعية والزراعية والغذائية ، ثم إنها الأغنى بثرواتها والأكفأ بتسهيلاتها ،وقد زال الخطر الشيوعي الذي أقام بين موسكو وعواصم دول الخليج جدارا أعلى واصلب من جدار برلين الشهير فلماذا يدير الرئيس بوتين ظهره للعالم العربي ويراهن على نظام فردي يتداعى”.

ربما يجاوب عن هذا السؤال الكاتب اللبناني عفيف رزق في جريدة المستقبل اللبنانية بتاريخ 16 آذار 2013 بمقالة تحت عنوان:” ماذا تريد روسيا من الأزمة “السورية””هل ترغب روسيا أن يطمئنها الغرب وفي طليعتهم الولايات المتحدة من التدخل العسكري إذا ما حصل في سوريا إما التغير أو لا رغام الرئيس الأسد التخلي عن السلطة ،لن يمتد الربيع العربي إلى الجوار الروسي أو إلى خلف الحديقة الروسية ،أو جمهوريات واسيا الوسطى السوفياتية السابقة ،أو إلى حلفاء موسكو في المنطقة ومنهم إيران مثلا”.

روسيا تخاف من تداعيات الربيع العربي وامتداد شرارته نحو حديقتها الخلفية ،فالكاتب اللبناني عفيف رزق في جريدة المستقبل اللبنانية بتاريخ 19 شباط 2012 بمقالة تحت عنوان:الربيع العربي وجمهوريات أسيا الوسطى “بان الإدارة الروسية في الكريملين تتخوف من الإسلاميين ،والتخوف الأكبر من انتقال عدوى هذه الإحداث إلى الفضاء الروسي السابق مباشرة كمناطق القوقاز الشمالي أو غير مباشر إلى الجمهوريات السوفياتية السابقة في أسيا الوسطى”.

روسيا والحراك الدبلوماسي:

من يراقب الموقف الروسي الأخير فانه يرى الارتباك يسيطر عليه دون شك، مواقف متناقضة بين القادة الروس ، بالرغم من حراك الخارجية ووزير الدبلوماسية الروسية قاصدا الدول العربية التي قلل لافروف من شانها والتعاطي معها بخصوص الملف السوري، ومواقفه السياسية وخاطبه الناري ألذي لم يخلوا من التهديد والوعيد للمعارضة السورية والدول العربية بحال فكرت في تغير النظام السوري، وكان سورية ليست لكافة المكونات الوطنية ،وكان روسيا تؤمن مصالح روسية فقط من مكون سوري صغير متناسيه المكونات الأخرى .

ليصدر نائبه ميخائيل بغدانوف تغريده مختلفة ليقول فيها :”بان الأسد انتهى وأضحت أيامه محدودة ، ليترجم الاعتراف الروسي بالمعارضة معقبا على كلام لافروف بان روسيا يمكن أن تجتمع مع ائتلاف المعارضة في أي دولة تريدها إذا لم تحب التوجه إلى موسكو ،ليكون اعترافا رسميا بالمعارضة السورية السياسية والعسكرية بعد ا نابت روسيا ان تفكر بذلك طوال العامين الماضين بالرغم من الزيارات المتكررة لموسكو من قبل وفود المعرضة السورية التي كانت بخطاب لافروف الدائم بان لأحل في سورية دون الأسد . ليأتي خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه يتفهم مطالب الشعب السوري الذي يطالب بالتغير ولا يمكن لعائلة إن تحكم طوال 42 سنة، وعلى الشعب السوري أن يختار من سوف يخوله بالحكم ونحن ليس متمسكون بالأسد وإنما بسورية ،فالتصريح الذي يحاول أن يفرض معادلة جديدة في السياسة الدولية التي لا تزعج احد سوى الشعب السوري نفسه من خلال “إبقاء الطائفة العلوية في الحكم و إعادة تشكيل الجيش والوحدات تحت إمرتها مجددا ،فالدولة السورية القادمة كما يحاولون تسويقه عالميا دون شخص الأسد ولكن مع إبقاء شكل النظام الحالي دون تعديل. وهذا ما كان يعمل على تروجه في الاتفاق السري الأمريكي الروسي دبلن وجنيف 2 الذي ينص:” على إبقاء الأسد لمدة عام مع تسليمه السلطة لتشكيل حكومة انتقالية” ،فالخلاف الذي وقع بينهما كان على اسم رئيس الحكومة الجديد المرحلة الانتقالية ضمان المشاركة لكل المكونات السورية في الحكم ،الانتخابات ،الدستور الجديد شكل الحكم القادم في سورية برلماني رئاسي ،الجيش وتركيبته،نوعية تسليحه. لكن التوصل إلى حل ينهي الأزمة السورية كان يزعج روسيا لعدم تواصلها إلى فرض شروطها على قوى تتعارض معها بالشكل والمضمون وبالتالي موسكو فشلت بالتوصل إلى اخذ ضمانات مستقبلية لها في سورية الجديدة من إطراف الصراع مما دفعها بعدم تنفيذ الاتفاق.

لكن المطلع على السياسة الروسية يرى بأنه تقاسم ادوار منظمة بين الخارجية والرئاسة في التعاطي مع الموقف السوري من خلال نارية كلام لافروف ونعومة لهجة بغدانوف ودبلوماسية بوتين،تدل على عجز روسيا في إنتاج حل سياسي فاعل لسورية بالرغم من تحول موسكو مؤخرا إلى مكة سياسية لكل المعارضات والموالاة السورية ،وكان روسيا لم تعرف بان زوارها المختلفين لا يمثلون المعارضة الفعلية التي يمكن التفاوض معها والتي يمكنها تقديم التنازلات والضامن لمصالحها القادمة في سورة الجديدة .

لافروف وجبهة النصرة:

يكتب فيودر لوكيانوف المحلل السياسي في مجلس السياسة الخارجية والدفاع الروسية في جريدة الحياة بتاريخ 9 كانون الثاني 2013 في مقالة تحت عنوان

:”برز لافروف على الساحة السياسية الدولية وهو الذي يتولى هذه الحقيبة منذ أكثر من 8 سنوات خبرة مدة قياسية من تاريخ روسيا الحديث”.

إن خبرة الوزير لافروف خولته النجاح في منصبه وجعلت الخصم والصديق يقر بمواهبه الدبلوماسية ،لكن الأوضاع السياسية في سورية وتصريحاته المستمرة هي التي أبرزت مكانته من خلال مواقفه الذي أعلنه عام 2011 معرضة بلاده أي تدخل أجنبي في سورية ،وحاول ان يكون مهندسا لاتفاق أمريكيا –روسيا يقضي بإبقاء بشار الأسد رغما عن أنوف المعارضين.

يعتبر الوزير لافروف في تصريح لصحيفة نشر في صحيفة “روسكايا غازيتا” بتاريخ 12 تشرين الأول 2012 ،:” بان الرئيس بشار الأسد حامي الأقليات القومية والدينية في سوريا مشيرا إلى انه يتمتع بدعم لا يقل عن ثلث الشعب السوري ،موجها انتقادا للغرب، ويشير بأنه لا يمكن أي تغير في سورية دون ضمان حق الأقليات روسيا تحاول اللعب في لعبة الجيو –سياسي في المنطقة . روسيا تحاول إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط يضمن فيها كل لاعب مكانه ، وان تغير بصلة الصراع بأنه حرب على سوريا تستهدف منها إيران،حليفة سوريا ،فروسيا تدعم كل مبادرة تخدم طرحها القائم على استسلام المعارضة لشروطها وتجهض أي مبادرة لا تخدم مشروع روسيا في سوريا التي تستخدمها لأهدافها الخاصة من اجل المساومة بها على ملفات كبيرة تنتظرها موسكو منذ وقت طويل ربما سوف تكون موضع نقاشا في اللقاء بين بوتين – اوباما في 6 حزيران القادم في موسكو .

بعد العمليات التي نفذها الجيش الحر ضد السلاح الجوي للنظام والتي باتت تهدد سمعت روسيا بان سلاحها الجوي يتآكل من ضربات الثوار ،يؤكد الجنرال ماكاروف رئيس الأركان الروسي المقال في تصريحه لوكالة انترفاكس الروسية بتاريخ 24 تشرين الأول 2012 ،بان المتمردين يملكون صواريخ “جو-جو” و”ستينغر” قد زودوا بها الثوار من عدة دول ،وروسيا تدقق بالجهة التي ممولة هذه المجموعات الإرهابية التي تقاتل الجيش النظامي . فالمعارضة غير موجودة بنظر روسيا وفي تصريحات لافروف وإنها ترتكب إعمالا إرهابية مختلفة ،طالما تعارض بقاء الأسد ،الذي لا يرى الوزير لافروف حلا دون وجود الأسد،والذي يدعي دوما للحوار وفقا لشروط الأسد . روسيا تزود النظام السوري بالسلاح والعتاد والتقنيات الحديثة وتمانع من أي تزويد للمعارضة وخاصة بعد تصريح فرنسا وبريطانيا السياسي بتاريخ 15 آذار 2013 توقف لافروف معترضا على الانتهاكات الدولية للقانون الدولي في عملية التزويد ،لكن روسيا لا ترى بأنها تنتهك القانون الدولي ،وخاصة بان الرئيس بوتين الذي صرح بان لا احد يستطيع أن يفرض على روسيا أي حظر بتوريد السلاح للنظام السوري سوى مجلس الأمن الذي شلته روسيا برفع الفيتو فيه لحماية النظام السوري .

دور روسيا في الأزمة السورية :

يكتب فيودر لوكيانوف في “وكالة نوفستي الروسية ” بتاريخ 3 كانون الثاني 2013 بالرغم من أحقر الألقاب والصفات التي تم أطلقها على موسكو واتهامها بالإفلاس الأخلاقي في موضوع الأزمة السورية ،لكن اللاعبون المحليون والدوليون طلبوا مساعدتها في الحال وهذا الطلب لا يعود إلى أهمية دورها وحسب بل إلى طبيعة المأزق السوري داخليا وخارجيا.

لكن روسيا حتى اليوم لم تستطع انجاز أي حل للملف السوري بالرغم من مساندتها العملية للنظام السوري ،فهو يتهاوى تدرجيا أمام تطور حركة الثوار اليومية بالرغم من عدم التكافؤ بين الجيش النظامي والثوار.

فالروس لم يقدم للنظام السوري أي دعم سوى تحريك الأساطيل في البحار واستخدام الفيتو في مجلس الأمن ،والتصريحات النارية من بعض المسؤولين الروس الذين وضعوا روسيا في عين العاصفة ،وخاصة الوزير لافروف ،فإذا عدنا بالتاريخ إلى الوراء وحاولنا أن نعما مقارنة بين ما قدمته روسيا للعراق صدام حسين عام 2003 بشخص وزير الخارجية آنذاك يفغيني بريماكوف،وبين ما لم تقدمه روسيا للأسد بشخص وزير الخارجية الحالي سيرغي لا فروف ،هو غياب النصيحة التي لم تصدر عنه .

روسيا والمستنقع السوري:

ربما روسيا وضعت استراتيجيها الجديدة بناءا على تصورات نظرية وليست مرتبطة بأرض الواقع في التعامل مع سوريا ، مما وضعها في ورطة في سورية وبالتالي عليها إعادة حساباتها مجددا لكي تستطيع الحفاظ على مصالحها في سوريا وعدم الخروج منها نهائيا نتيجة التعامل معها على كون سورية موقع جغرافي يمكن المشاكس به دوليا للإفراج عن ملفات أخرى ،وهنا نتوافق مع د. خطار أبو دياب الخبير بالعلاقات الدولية في مقالته في جريدة الجمهورية اللبنانية بتاريخ 3 آذار 2013 تحت عنوان الروليت الروسية في سورية “يحاول بتين تحقيق حلم القياصرة بالوصول إلى المياه الدافئة،وتركيز النفوذ في الشرق الأوسط على حساب التراجع للنفوذ الأمريكي والأوروبي ، وتطوير العلاقة المستجدة بين روسيا وإسرائيل ، ويصل الأمر عند صقور الكريملين التركيز على حماية الأقليات والتصدي للمد الإسلامي والتنافس الودي مع واشنطن على حماية آمن إسرائيل” .

روسيا وقعت في ورطة في مستنقع الحرب على الشعب السوري . فالروس تناسوا التاريخ واغني الحرب الوطنية والت أضحت أغاني الشاب بعد حرب التحرير العظمة عام 1945 التي تقول” قسما بالزهر والسنابل بالعيون السود للجميع سنقاتل كلنا نقاتل ليسود السلم للجميع .

فالربيع العربي سوف تزهر حدائقه مما تأخرت الزهور . لان شهيد ربيع العرب سمير قصير يقول

:”ان ربيع العرب ،حين يزهر في بيروت ،إنما يعلن أوانه في دمشق “.

كاتب وباحث مختص بالشؤون الروسية ودول الكومنولث . 

شاهد أيضاً

قمة

قمة البريكس في قازان إعلانات ووعود تنتهك دائما

أحمد عبد اللطيف / قمة البريكس في قازان، روسيا (22-24 أكتوبر 2024)، هي محاولة أخرى …