خالد
خالد العزي

روسيا: البحث في سورية عن معارضة لحل إشكالية الأسد

 د.خالد ممدوح العزي / أوكرانيا اليوم / بتاريخ 26 تموز \ يوليو \ 2013 وبشكل مفاجئ تم استدعاء خالد العزي أوكرانياممثل الائتلاف الوطني فى موسكو محمود الحمزة من قبل المبعوث الشخصى للرئيس بوتين للشرق الاوسط ميخائيل بغدانوف فى فى اجتماع الخارجيه الروسية  بعيدا عن الإعلام   ، فاللقاء فريد نوعه مع من الائتلاف الوطني السوري لان الروس لا يعترفون بوجود هذا الائتلاف وهذه المعارضة. فالاجتماع المطول لأول مرة ساده جو من التودد الروسي للمعارضة السورية وتلطيف للأجواء المتوتر بينهما قبل زيارة المبعوث السعودي إلى موسكو الأمير بندر بن سلطان. 

لقد اتسم العهد الروسي الجديد بدعم الدكتاتوريات و لاسيما الألمانية منها، واليوم تبدأ بدعم المعارضات الموالية للدكتاتوريات كما هو الحال مع المعارضة السورية، التي رسمت أمالها عليها   أثناء مؤتمرها فى 24 ايلول 2012 تحت شعار مؤتمر الإنقاذ السوري والتي رفعت فيه شعار إسقاط النظام ورموزه، بعد أن كان طرحها السابق وأديباتها طوال مدة الانتفاضة يختصر على إصلاحات سياسية.

بالطبع الروس فقدوا سورية منذ اللحظة الأولى لاندلاع الثورة السورية عندما أضحوا طرفا في المشكلة ولن يستطيعوا إن يكون جزءا من الحل، لقد فقدوا زمام المبادرة وفقدوا السيطرة على الأسد لصالح الإيرانيين الذين يقدون المعركة فيها ‘وخاصة منذ انتفاضة حماة العام الماضي حيث تغلغل العنصر الإيراني على حساب الروسي، وبالتالي لم يستطع إجبار الأسد على تنفيذ أي قرار لأنه لن يأخذ بقراراتهم، بالرغم من الوعود الكثيرة التي قطعوها علي نفسهم إمام آلعآلم لكنهم تراجعوا عنها بسرعه فالروس استعملوا موقعنا متوافق الفيتو ثلاثه مرات فى مجلس الأمن و   لحماية الأسد وإيران، استعملوا   الفيتو بوجه العرب والشعب السوري وخسروا العرب وسورية، بالوقت الذي كان يأمل به من الشعب السوري روسيا اخذ زمام المبادرة في التعاطي مع الأزمة السورية والوقوف مع شعب سورية الصديق لها وليس مع جلاد سورية بسبب حفنة من الأموال والمصالح الشخصية التي فضلتها على دماء السوريين .

ضيعت روسيا الفرصة تلو الأخرى في حل الأزمة السورية التي كان يأمل العالم كله بان تكون حكما عادلا وليس طرفا في مشكلة خاسرة تعرض مصالحها وسياستها وصداقتها لشعوب المنطقة كلها نتيجة عنجهية وغطرسة سياسية وزرع أوهام وأعداء في عالم الغيب.

إن غيبا الرؤية السياسي والدبلوماسي التي مارستها الدبلوماسية الروسية بشخص وزيرها الملا لافروف سوف يدفعها ثمنا غاليا كما الحال أيام السادات كان في مصر، لافروف آلذي يصر علي هزيمة أمريكا سورية والذي كان فى يناقش بتعجرف بانة يمكن آن لا يكون هناك اي حل  فى سورية بغياب الأسد، فالزعيم السياسى اللبناني وصديق الروس سابقا وليد جنبلاط  يقول: “عندما ذهبنا إلى روسيا لإيجاد حل للازمة السورية تحدث معنا لافروف بأنه لا حل للازمة السورية بدون بشار الأسد  “.

روسيا التي لم تجد حلا سياسيا لبشار الأسد ولا حلا إنسانيا للشعب السوري الذي يقتل بالسلاح الروسي. روسيا التي شرعت أبوابها لكل الزوار الباحثين في حل للازمة السورية بما فيهم المعارضة التي دقت أبوابها عدة مرات وعادت مذهولة من تصرف الساسة الروس وحديثهم الغبي والذي كان يدور حول إبقاء الأسد في السلطة لأنه الرجل الذي يحمي مصالحهم، فالروس الذين كانوا ومازالوا طرفا في الأزمة السورية كانوا يحاولون فرض شروط قاسية على المعارضة السورية، فشلوا الروس في استمالة المعارضة السورية نحوهم والدخول إلى عقولهم بعد إن كانت مكانة روسيا في القلوب العربية راسخة، فالروس اليوم يحاولون بناء معارضة على طريقتهم يعطيها الأسد كل الحرية التي كانت مفقودة، فالسؤال الذي يطرح نفسه على روسيا اليوم ، هل أضحت روسيا على علم بان النظام الاسدي أضحى ضعيفا وهزيلا من خلال تقبله لمطالب المعارضة وشعاراتها المرفوعة. آن   محاولات عربية عديدة ذهبت ألي  موسكو لإقناعها بالحل العربي فى سورية “وأخرها كانت زيارة الأمير بندر بن سلطان آلذي  زار روسيا فى أول أب \ أغسطس \ 2013 لإقناعها بتغير موقفها نحو سورية والعمل على إتمام فترة انتقالية لاستبدال الأسد، فجوابهم دائما من يضمن لنا مصالحنا فيها ، فالدبلوماسية تراوغ وتراهن بقاء الأسد على في السلطة متعمدين الهروب عن أي حل سلمي للازمة السورية،   فالروس لا يعلمون بان مصالحهم في سورية تعرضت فعليا للخطر ودورهم انتهى من خلال مواقفهم، فالذي يعطي الضمانات هو الشعب والسلطة التي ينتخبها الشعب. 

“فالتساؤلات لافتة حيال معارضة الداخل التي تحاول روسيا بناءها،   فهل عدل النظام سقف التفاوض “، الحرية والديمقراطية وحرية التعبير. فالرئيس الأسد   آلذي أتاح انعقاد مؤتمر المعارضة الداخليه   فى قلب العاصمة للفى 24 أيلول 2012، لكنه أرسل   رساله ضغط للمجتمعين كانت واضحة المعالم باعتقال منسق المؤتمر عبد العزيز بالخير ورفاقه فى 22 أيلول سبتمبر 2012 العائدين من بكين صديقة النظام لكي يعطي شرعية وطنية للمعارضة من خلال هذا الاعتقال ، بالرغم من الشعارات والمواقف التي أطلقتها هذه المعارضة التي تعتبر من صلب توجهات معارضة الخارج، فالنظام لايزال يعتقل بقوة بمن فيهم رموز من حركة التنسيق وحملته الأخيرة ضد أعضاء حزب العمال الشيوعي والتي طالت الفنان يوسف العبدلكي.

المؤتمر عقد بحضور السفير الروسي والإيراني والصيني، مما يعطي تفسيرا واحد للمجتمعين بأنهم ينفذون أجندة روسية بحتة، لان روسيا انتظم لها الرهان على بلورة قطب معارض في الداخل السوري، وهذا ما يبرر بقاء الخبراء العسكريين الروس والبالغ عددهم حسب التقارير أكثر من مئة ألف خبير، إضافة إلى وجود الطيارين الأوكرانيين والكوريين الشماليين و الخبراء الإيرانيين والذي اعترف بوجودهم الجنرال جعفري نائب رئيس الحرس الثوري، إضافة للدعم الروسي اللوجستي والحربي التي تصر موسكو على عدم إيصاله للمعارضة، وهي تحاصر البحر وتمنع إيصاله.

من المؤكد بان تحركات هيئة التنسيق السورية أو المعارضات الوهمية التي تشكل من وقتا لأخرا،   يأتي لينفذ خدمة جليلة لروسيا التي ترى بان القبض على الورقة السورية التي بات تحترق بيدها، يأتي خلال من في هذه المعارضة الهزيلة الشارع.   روسيا تحاول بشتى الأشكال والوسائل الخروج من هذه الورطة البائدة بأقل خسارة لأنها تحاول أن تنقذ نظام الأسد إذا لم تنقذ الأسد نفسه في إيجاد معارضة وطنية تضمن لروسيا مصالحها وتحافظ على نظام الأسد و الدخول معه في حوار وطني يضمن بقاءه وشراء الوقت له ريثما ترتب موسكو أوراقها الجديدة عالميا.

لكن تصريح المعارض ميشيل كيلو عضو المنبر الديمقراطي في 24 سبتمبر أيلول 2012، والذي كان من مؤسسيي هيئة التنسيق السورية: “بان أي حوار بواسطة روسيا في هو سورية خيانة، رافضا أي دعوة للحوار من، وكل يتقبل من هو دعوة موسكو للحوار خائن لشعبه “.موسكو 

– روسيا تحاول سحب البساط من تحت المعارضة السورية الممثلة الوطنيه والائتلاف الوطني  والقوى الأخرى، “كالجيش الحر الذي يسجل انتصارات يومية على قوات حليفها الأسد ويهدد بإخراجه نهائيا من سورية إضافة إلى قوى التنسيق الثورية السورية الشبابية التي لاتزال تقود الشارع وتؤمن الشرعية الشعبية للثورة وجيشها وتسحب الشرعية الشعبية من يد الأسد.

– تحاول روسيا من خلال المعارضة الداخلية فك عزلة النظام بغية تحويل أنظار العالم إلى إن الأسد لديه فرص لحل سياسي، كي تدعمه وتعطيه السمعة الطيبة وأنه ليس نظام قتل وتدمير وإجرام، وانه يريد أن يحاور وان يجد حلا للازمة السورية.

خطة روسيا في سورية تقوم على التالي:

1 – بناء معارضة داخلية خاضعة للنظام ومنخرطة في مؤسسات النظام كهيئة التنسيق التي تعاني يوميا من الانسحابات والانشقاقات والاعتقالات، و لا ترتكز على بنية شعبية داعمة.

2 – تحاول روسيا من خلال هذه المعارضة العرجاء إلحاقها بالمعارضة التي عينها الأسد في حكومته وتحاول أن تشرع دورها من خلال الزيارات التي يقوم بها وزرائها المعارضون والتصريحات التي يطلقونها من هنا ومن هناك.

3 – يحاول الروس من خلال هذه المعارضة الهزلية التي تلبي نداء النظام من اجل تامين مرجعية للنظام السوري بالدخول عملية إصلاحات تخدم النظام وتعيده إلى الحكم مجددا وفقا لكتابة دستور يؤمن للنظام الاستمرار بالحكم مثل استنساخ الحالة الروسية أو الإيرانية.

4 – الرعاية الروسية لمؤتمرجنيف 2 مع حلفائهم بوجود وفد معارض متنوع وليس موحد، و تحاول فصل الاكراد عن الائتلاف ودفع   مشاركه حزب العمال الكردي جناح “صالح مسلم  “ضمانة لاستمرار نظام الأسد وجبهة قدري جميل الوالية للنظام الاسدي.

الروس يطلقون العنان ليد الأسد باستمرار العمل العسكري ألتدميري الذي يمكنه من إخلاء المدن السورية من سكانها تمهيدا لاحتلالها وإخراج سكانها من اجل سحق الثورة السورية و تعتمد على:

1 – حرب على الكتلة البشرية وليس على احتلال الأرض والمدن، فالمعارك التي يقوم بها النظام هي معاقبة الأهالي الذين يشكلون القوة الأساسية في الثورة والحاضنة الفعلية لتشكيلات الكتائب العسكرية. ومن خلال هيئة التنسيق يمكنهم سحب هذه القوة من أيدي المعارضة الحقيقية التي ستفقد تقلها، في تحميلها مزيدا من القتلى والجرحى والمصير المجهول لكي تنقلب هذه الكتلة الكبيرة على القوى المعارضة المختلفة والرضوخ للأمر الواقع التي تحاول روسيا فرضه من خلال الإبقاء على.

2 – تنفيذ سياسة الأرض المحروقة في تدمير الأبنية والمدن وهذه خطة مارسها الروس في حربهم في الشيشان عندما تم تدمير مدينة غروزني بعدة أيام واحتلالها وفرض أمر واقع على الجميع بما فيهم السكان، وهذه الطريقة الروسية السوفياتية القديمة في حربهم ضد الفاشية أثناء الحرب العالمية الثانية عندما تم تدمير مدن بكاملها لاحتلالها، كما كنت   الحرب بين إيران والعراق فى العام 1980 وخاصة بين \ ابريل \ ويوليو كانت إيران تقوم بتدمير المدن في حربها دون الحماية الكاملة للسكان كما هو في اليوم سورية. “

لكن المحلل السياسي الروسي والخبير في معهد العولمة الدولية “بوريس كاغاراتسكي” الذي يحاول إن يجد إجابة لسقوط الأسد المحتملة من قبل الحكومة الروسية الداعمة له، لكنه لم يجدهم.

هذا السؤال يطرح نفسه في المجتمع الروسي بقوة، فان سقوط الأسد في هو سورية سقوط إمبراطورية بوتين السياسية في الداخل الروسي بسبب تنامي دور المعارضة الروسية، والمعارضة لسياسة بوتين وحزبه، لذلك تحاول روسيا التمسك بالملف السوري وتحويله ألي رقة ضغط   تحاول روسيا من خلاله تحقيق مكاسب سياسية على حساب الدم والشعب السوري، لإقناع شعبها بانتصارات هوليودية على الغرب.

فإذا كان بوتين يتعامل مع سورية وفقا لمبدأ ستالين: “القائل بان قتل مواطن جريمة وسحق مليون هو إحصاء”، فالأسد ذاهب مهما ارتفعت ضحاياه و إجرامه.

لان الكسندر دوبشك بطل ربيع تشيك “براغ 1968” يقول: “من الممكن سحق الإزهار، لكنك لا تستطيع تأخير الربيع، لان الربيع كل عام سيعود وقتل الإزهار لا يؤخر بزوغ الربيع.

شاهد أيضاً

جورجيا

من يؤثر على الديمقراطية في جورجيا ودول أخرى؟

أحمد عبد اللطيف / في السنوات الأخيرة، أصبح التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة …