أثارت محاولة الشاب محمد ابو عاصي الانتحار مساء امس السبت ثورة فيسبوكية على مواقع التواصل الاجتماعي حيث بدأ النشطاء بالتغريد على هاشتاج :”#روتس_الغلابة” .
واستهزأ نشطاءا لفيسبوك بدعوة بلدية غزة للحفاظ على المظهر الحضاري للمدينة في حين طالبوا باقالة رئيس البلدية .
وتعود قصة الشاب إلى نحو أقل من عام؛ حين هاجمته شرطة البلدية واعتدت عليه أثناء وجوده على “كورنيش بحر غزة”، وصادرت بسطته مرارا وتكرارا قبل أن تفرج عنها في كل مرة وتعود لتكسيرها.
وفي كل مرة كان (م.ع) يعود لإصلاح بسطته في محاولة منه لبيع ما يستطيع من خلاله سد رمق عائلته، لكن شرطة البلدية صادرت مؤخرا بعض الكراسي البلاستيكية التي وضعها حوله لجذب المواطنين للشراء منه، ورفضت تسليمها له بأمر من رئيس البلدية، كما قيل له.
ورفضت بلدية غزة، في أكثر من مناسبة، التعقيب على القضية التي تكررت سابقاً مع نفس الشخص، فيما أطلق ناشطون صباح اليوم هاشتاق “#روتس_الغلابة” في محاولة لتفعيل قضية الشاب أمام الرأي العام.
رسالة شقيقة محمد :
محمد أبو عاصي، صاحب بصطة روتس الغلابة، التي تزعج كبار المسئولين، وتغلق عليهم شوارعهم، وتعطّل مواكبهم الرفيعة المقدّس سرّها، وتسيء للمشهد الحضاري الباباواتي في غزة – المدينة الأوربية- التي لا يليق برقيها وتمدّنها أن يتخذ أحد شبابها المضطهدين، المحاصرين، المرهقين، المتعبين، المذبوحة أحلامهم، الملعون أبو و جدّ وعم وخال وأم وأخت سنسفيلهم، ركنًا من (كورنيش نيل غزة )، الراقي جدا، والـ (مفيش منه اتنين).
الشاب اللي معالي مسئولين البلدية صادروا بصطته مرارا وتكرارا، وكسروا بصطته مرارا وتكرارًا، واللي هما عارفين وضعه النفسي، والمادي، والاجتماعي، واللي هو مضطرب نفسيًّا متل ما كل شبابنا مضطربين، مش عشان الوضع بس، لا، بل لأننا نحن من نقتله وغيره بأيدينا، نقدس كل شيء إلا الإنسان، ونلعن كل المحاصرين، ونحن أول من نحاصر أنفسنا، نلعن الظلم ثم نتفنّنُ في ممارسته،
نتحدث باسم الشباب ثم نقتلهم بأيدينا،
نعقد الورش والندوات والمؤتمرات لنعدّ في رصيدنا إنجازات بحضور الشباب، وعلى أرض الواقع = صفر، كلام منفوخ في الهوا، وأي مراجعة أو خطأ : التبرير جاهز، وشماعة الاحتلال منصوبة، ومدافع الحصار مسلطة،
محمد أبو عاصي، اللي ما عاش طفولته، ولا حاضره، ومائة ألف مليون علامة استفهام على مستقبله، واللي بيته ما أظن الحشرات بتقدر تسكن فيه، واللي أبوه كان أسيرًا في سنوات طفولته الضائعة، واللي بدأ ببيع الشاي من عمر 8 سنوات لما حضرتك يا معالي المسئول كنت مسافر برة، ويمكن كنت متدفّي انت واولادك في بيتك لما كان هوا عز دين البرد والمطر يطلع الساعة 2 فجرا يبيع الشاي في الخان، وبعدها في المينا، وبعدها في المنتزه.
محمد أبو عاصي اللي لما كنت أنت بتاخد اولادك عالملاهي والمنتزه والبحر في العيد بملابسهم الجديدة، كان بملابسه القديمة، ويوم العيد كمان، يحمل براد الشاي ويلف عليك وعلى غيرك لتشتري وتتهنى.
محمد أبو عاصي.. اللي لو- لو – كان معه 20 شيكل في جيبته ما فيش غيرها ورأى من يحتاجها أعطاه إياها دون تردد
محمد أبو عاصي اللي حاول ينتحر قبل سنتين – بسبب البلدية كمان- وتوجه للبحر ليقتلوه اليهود، ومن حسن/سوء حظه أنهم حبسوه وما قتلوه، وبعدها عانى ما عاناه عندهم، وعندنا لما رجع.
محمد أبو عاصي/ أخويا، الحنون، اللي بيهد الدنيا لو شاف دمعة أخته، اللي بيحط بقلبه لحد ما ظنينا انه قلبه حيقف بيوم من التعب.
محمد أبو عاصي، هدا، آه، هوا هدا، شفتوه؟ عرفتوه؟
محمد توجه للبلدية اليوم علشان ياخد ال10 كراسي اللي حجزتهم البلدية من شهرين، هناك طردوه، وقالوا له ما في إلك كراسي، وانه هناك توصية من رئيس البلدية نفسه بأنه ما ترجعلك الكراسي، والسبب أنه محمد فكّر -تفكيرا- (شفتو؟ نحن لا نحاسب على ~أفعالنا فقط، وإنما على تفكيرنا أيضا)، لأنه فكّر أن يشكو البلدية لمؤسسة حقوق الإنسان في غزة !!
طبعا كلام متل هيك، مع واحد بهالوضع ما تحمله، ووقعت بينهم مناوشة،
خرج من هناك وقد كره الدنيا اللي ما أعطته غير الموت والتعب والجوع والتشرد والقهر
كره الناس اللي كانوا يتفرجوا عليه وعلى مآسيه ويمشوا
كره تفاصيل حياته البائسة، فقرر أنه ينهي حياته، لأنها ما بتعني حدا، ولا بتخص حدا، لأنه مش ابن مسئول، ولا عمه ولا خاله موظف بلدية، وما إله ظهر ولا سند في بلد ما بيمشي فيها إلا المخشبة ظهورهم كتر السند.
تناول كيسين سم عرس، ابتلعهم، وهو الآن في العناية المركزة، غفر الله له، وسلّمه
إياكم تلوموه، محمد ضحية، متله متل كل شبابنا، اللي عمله مش صح، أكيد، لكن.. لا تلوموه إلا لو كنتم مكانه.
طراطير البلدية، المصفقون عن عمى، والمدافعون عن جهل، ممنوع تعليقكم هنا منعا باتًّا
وسأظل أدعو ليلا ونهارا، جهرًا وإسرارا على كل ظالم مفترٍ
هذا البوست سيعلّق على حائطي إلى أجل
سأضرب عن الكتابة
وعن الشعر
وعن الكلام مع من لا يقدر الإنسانية.
تابعوا هاشتاج: #روتس_الغلابة ، وفعّلوه لتنصفوا المظلومين، واللهِ لنحاسَب على صمتنا يوم القيامة.
#حسبنا_الله_ونعم_الوكيل
نقلا عن دنيا الوطن