فادي عيد / جائت كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي امام الجميعة العام للأمم المتحدة كشرح لدور مصر فى القارة السمراء وأقليم الشرق الاوسط وكيف تعاملت مصر مع الازمات الداخلية والاقليمية، كما حملت كلمة الرئيس السيسي رسائل غاية الاهمية لكافة الاطراف الاقليمية والدولية المعنية بالملفات المشتعلة بالشرق الاوسط، ودعونا نقراء رسائل الرئيس المصري بمنظور مختلف كي نرى حقيق المشهد الذى تعيشه المنطقة وحجم التحديات التى تواجهها الدولة المصرية، وماهية الرسائل التى وجهها الرئيس المصري للاطراف الفاعلة بأزمات الاقليم.
فبعد ان باتت الدولية تتلاعب بدماء سوريا ويتشاركو فى تقسيمها، طالب الرئيس المصري بوقف فوري وشامل لكل الأعمال العدائية في جميع أنحاء سورية يمهد لحل سياسي يحقن الدماء ويحفظ وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية ومؤسسات دولتها.وبعد ان اعطت القوى الاقليمية التى تبث الفتن بكل بلاد العرب اشارة اخرى لقتل أعادة الامل باليمن و استمرار الحرب بها، طالب الرئيس المصري بأستئناف محادثات اليمن، داعما بكل قوة للشرعية بها، موضحا دور القوات المسلحة المصرية في تأمين وضمان حرية الملاحة في باب المندب والبحر الأحمر.
وبعد طلب وزير خارجية ايطاليا مصر باستغلال نفوذها لاحلال السلام فى ليبيا، ومعرفة مصر نوايا واشنطن تجاه بنغازي، طالب الرئيس المصري بسرعة رفع حظر السلاح المفروض على تسليح الجيش الليبي. مشددا بان لا مكان للإرهاب وللميليشيات في ليبيا. وبعد توجه السيد عباس ابو مازن نحو طريق المصالحة القطري التركي ضاربا بعرض الحائط كل مجهودات الرباعي العربي “مصر،السعودية،الامارات،الاردن” السيسي يلقي بالكورة مجددا فى ملعب تل أبيب، ويؤكد أن القضية الفلسطينية كانت وستظل اولى اولويات مصر والعرب.
وبعد تعيين الخارجية الامريكية سحر نوروز ذادة متحدثة لها باللغة الفارسية فى ظل استمرار الغزل الصريح بين ادارة اوباما وطهران، يقولها الرئيس المصري صراحة ومجددا “أمن الخليج من أمن مصر”، فى رسالة واضحة منها على أن الخليج العربي خط أحمر لدى مصر، رافضة كل التدخلات الايرانية السافرة بمنطقة الخليج. كما أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي تحمل مصر مسئوليتها تجاه أمن واستقرار القارة الأفريقية بحكم أنها تتولي حالياً رئاسة مجلس السلم والأمن الأفريقي، وحرصها على تعميق التعاون بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة. فبرغم كل ما زرعته قوى الشر من عبث وفتن بمصر والشرق الاوسط الا أن وقفت مصر صامدة كي يقول الرئيس السيسي بالامم المتحدة “مصر ترفض أي تدخلات أجنبية بالمنطقة”.
اما المشهد الذى حمل وحده مجموعة رسائل هو تغيب الرئيس السيسي عن حضور كلمة نظيره الامريكي باراك اوباما، بعد اهتمام المرشحين للرئاسة الامريكية القادمة دونالد ترامب وهيلاري كلينتون بمقابلة الرئيس المصري بمقر اقامته. حقيقة الامر الادارة الامريكية الحالية منتهية صلاحياتها بالنسبة لنا منذ سنوات، ولا نعقد عليها أي أمال، ولا حتى على الادارة الامريكية المقبلة، ولكن نحن نفرض واقع عليهم، واقع جديد لم يكن يتخيله أحد قبل 30يونيو 2013م فهو اليوم والحدث والفعل الذى غير الكثير من معادلات الشرق الاوسط بفضل ارادتنا العربية الحرة.